تسلح وتكنلوجيا

جديد العمق الاستراتيجي لإسرائيل
إعداد: كمال مساعد

إعادة الاعتبار لسلاحها البحري ترقباً للمتغيـــرات

يشتد الإهتمام بسلاح البحرية ضمن الجهود العامة للقوات المسلحة في دول عديدة, الى درجة جعل هذا السلاح أداة رئيسية وحاسمة. فالقوات المسلحة البحرية تستطيع بضرباتها, أن تغير مسار المعركة ومصيرها, حتى في مسرح الأعمال القتالية البرية. وذلك بعدما أدخل تزويد القوات البحرية بالأسلحة الصاروخية بعيدة المدى أموراً كثيرة جديدة في التكتيك والعمليات, مما جعل تغيير تصميم السفن وبناء أنواع جديدة من المعدات والأسلحة ضرورياً.
والاهتمام الاسرائيلي بسلاح البحر كان عنصراً حاسماً وأساسياً في الحرب على لبنان, وفي انشاء حزام أمني بحري في مياه المتوسط, بعدما سقطت الأحزمة الأمنية البرية. وقد تنامت القدرات البحرية الإسرائيلية بشكل مطرد مع تزايد أهمية القسم الشرقي من البحر المتوسط, ورسوخ مفهوم الدولة العظمى المصغرة في صميم الفكر الصهيوني, واستيعاب الدرس الذي يقدمه التاريخ, وهو أن الأمة التي تسلم نفسها لاستراتيجية برية وتهمل الاستراتيجية البحرية, تعرض نفسها في النهاية للهزيمة.

العمق البحري استراتيجياً

يعتقد الخبراء العسكريون أن البحر هو العمق الاستراتيجي بعد الجو لإسرائيل. ويمثل نقل قسم من المهمات الهائلة الملقاة على عاتق سلاح الجو, الى سلاح البحر, عاملاً جيو­استراتيجياً, يتيح لإسرائيل إيجاد تعويض ملائم عن وضعها الجغرافي الصعب. كما أنه يمثل عاملاً تكنو­استراتيجياً, يواكب اتجاهات التطور في مجال التكنولوجيات العسكرية في العالم, وإحداث تغيير مستقبلي, في توزيع الوظائف التقليدية بين الطيران والسفن. وهذا يتيح أيضاً لإسرائيل الحفاظ على قدرتها في الدفاع عن نفسها في الظروف المعقدة, وفي المستقبل أيضاً, فهي ملزمة بأن تجد لنفسها مفهوماً مبتكراً لسلاح البحر, يستطيع أن يمنحها تغطية استراتيجية تقليدية في حالات إرباك مؤقت في الميدان الأرضي الصعب للدولة, فإذا لم يعد ممكناً استخدام القوة الجوية وحدها, على سلاح البحر الإسرائيلي أن يحول البحر الى جزء من العمق الأمني لإسرائيل.
في هذا الإطار تنوي إسرائيل أن توصي على غواصتين إضافيتين من طراز دولفين التي يمكن أن تحمل صواريخ بعيدة المدى مزودة برؤوس نووية, علماً أنها تملك ثلاث غواصات تخدم استراتيجيتها الجديدة.
إضافة الى ذلك, وقّعت وزارة الدفاع الإسرائيلية على اتفاق بين شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية رامتا وبين الأحواض الإسرائيلية لبناء السفن, بهدف شراء زوارق هجومية سريعة من الجيل الجديد للبحرية الإسرائيلية.