دراسات وأبحاث

جرح أفريقيا المنسي الصومال
إعداد: د. أحمد علو
عميد متقاعد

بلد عربي آخر.. تكاد تقتله الموارد والأطماع

 

أشارت بعض الدراسات إلى ملامح عودة الدولة في الصومال بعد انهيارها لربع قرن على الأقل. فالمطار في العاصمة موقديشو يشهد منذ مطلع العام 2017 نحو ثلاثين رحلة يوميًا، وعودة نحو ربع مليون نازح، من دول الجوار التي نزحوا إليها. كذلك، تعود الاستثمارات بعدما كانت تهرب من بيئة الصراعات الطاردة، فقد كانت الصومال مسرحًا للصراعات منذ انهيار الدولة في العام 1991، وهي اليوم تنتظر وفاقًا سياسيًا داخليًا يعيد الحياة إلى مجراها الطبيعي، إلّا أنّ التحديات ليست بقليلة.

 

عودة الأمل بالدولة الواحدة بعد ربع قرن من الفوضى
على الرغم من أن الكوارث الطبيعية والصراعات العسكرية ما زالت تحصد الأرواح في العديد من مناطق الصومال، فإن البلاد تسير بخطى متسارعة نحو استعادة الحياة الطبيعية عمرانيًا واقتصاديًا ومؤسساتيًا. وقد شهدت الصومال خلال العام 2016 تحولات جذرية وتطورات نوعية من النواحي السياسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية، تمثّلت في ما يلي:
- إجراء انتخابات برلمانية شملت عواصم الولايات الإقليمية بالإضافة إلى العاصمة موقديشو، من دون عقبات تذكر.
- إزدياد الاهتمام الدولي بالصومال بشكل غير مسبوق.
- إرتفاع نسبة الصادرات الصومالية، وزيادة التنمية الاقتصادية والعمرانية والبشرية والاستثمارات الأجنبية.
- إرتفاع وتيرة العمليات العسكرية ما بين «حركة الشباب» والجيش الصومالي.
- وقوع بعض الكوارث الطبيعية حيث اجتاح الجفاف مناطق عديدة من البلاد.
- عودة الآلاف من اللاجئين الصوماليين إلى بلادهم طواعية من مخيم طاطاب الكيني، وحراك للحوار بين القبائل، وانتعاش الحركة الفنية والثقافية.

 

الموقع والمساحة والسكان
تقع الصومال في أقصى شرق القارة الأفريقية، وتتّخذ شكل قرن حيوان الكركدن أو وحيد القرن الموجود بكثرة في القارة الأفريقية، ولذلك أطلق عليها اسم «القرن الأفريقي». وهي شبه جزيرة كبيرة تمتد داخل المحيط الهندي وبحر العرب جنوبي اليمن، حيث تشكّل في قسمها الشمالي الشاطىء الجنوبي لخليج عدن وباب المندب، وتحتل بذلك موقعًا استراتيجيًا مميزًا ما بين قناة السويس والمحيط الهندي.
تبلغ مساحة الصومال الإجمالية نحو 637.657 كلم2، وتمتد حدوده البرية بطول 2340 كلم، منها 58 كلم مع جيبوتي، و1600 كلم مع إثيوبيا، و682 كلم مع كينيا. أمّا سواحله فهي الأطول بين دول القارة الأفريقية (نحو 3025 كلم).
يقدر عدد سكان الصومال بنحو 12.316.000 نسمة (تقديرات الأمم المتحدة للعام 2016)، 85% منهم من الصوماليين، و15% من البانتو وغيرهم، ومن ضمنهم نحو 30 ألفًا من العرب. موقديشو هي عاصمة البلاد وأكبر مدنها (2 - 3 مليون نسمة).
أمّا اللغة الرسمية فهي الصومالية، وتعتبر العربية لغة رسمية أيضًا، كذلك يتكلّم الصوماليون الفرنسية، الإنكليزية، الإيطالية، ولغات أخرى بالإضافة إلى بعض اللهجات القبليّة المحليّة.
تدين غالبية الشعب الصومالي بالإسلام، ومعظمهم على المذهب الشافعي، وبينهم نسبة لا بأس بها على المذهب الشيعي.

 

موجز تاريخ الصومال
تدلّ بعض الآثار المتناثرة، على قيام حضارات قديمة في أراضي شبه الجزيرة الصومالية، وهذه الحضارات أقامت علاقات تجارية وطيدة مع مصر القديمة واليونان وفينيقيا وإيران ومملكة سبأ ومملكة الأنباط والإمبراطورية الرومانية القديمة.
بدأ انتشار الإسلام في القرن الأفريقي منذ اللحظات الأولى لظهور الدين الجديد في شبه الجزيرة العربية. وخلال القرون الوسطى قامت في هذه المنطقة ممالك وسلطنات، ثم ظهرت مع بدايات العصر الحديث الأسر الحاكمة.
شكّل مؤتمر برلين (1884-1885) بداية لتنظيم التنافس والسيطرة الاستعمارية الأوروبية الفعليّة، ليس في القرن الأفريقي فحسب، بل في سائر أنحاء القارة الأفريقية. واستطاعت بريطانيا أن تضع أجزاء كبيرة من بلاد الصومال تحت حمايتها، تأمينًا لوجودها في خليج عدن، ومضيق باب المندب الذي ازدادت أهميته التجارية والإستراتيجية بعد الانتهاء من حفر قناة السويس في العام 1869.
ولمّا تمّ تقسيم أفريقيا إلى مستعمرات، وزّعت القومية الصومالية المتمركزة في القرن الأفريقي إلى خمس حصص أو مناطق جغرافية، تخضع كل منها لحماية أو استعمار إحدى الدول، وذلك كما يأتي:
- أرض الصومال: (شمال الصومال)، استعمرتها بريطانيا.
- صوماليا: (جنوب الصومال وشرقها)، استعمرتها إيطاليا.
- دجيبوتي: (جمهورية جيبوتي حاليًا)، استعمرتها فرنسا.
مناطق هاود (الحوض) وضواحيها (أوغادين): قامت بريطانيا بإهدائها إلى إثيوبيا.
- مناطق الحدود الشمالية لدولة كينيا (أنفدي): ضمّتها بريطانيا إلى كينيا.

 

من الاستعمار إلى الوحدة
حشد الزعيم الديني الصومالي السيد محمد عبد الله حسن (أو حسان) المؤيدين له في مناطق الصومال الكبير لمقاومة الاستعمار الأوروبي وحلفائه الإثيوبيين، الذين ساعدوا البريطانيين في ضرب الحرية السياسية والدينية لأمة الصومال، وفق ما أعلن، وهذا ما جعله في وقت قصير بطلًا وطنيًا.
أصدر حسان فتوى دينية بتكفير أي مواطن صومالي يرفض الوحدة التامّة لأراضي الصومال والقتال تحت إمرته، بعد استقدام السلاح من تركيا والسودان وبعض الدول العربية والإسلامية الأخرى. وأطلق الشرارة الأولى لمواجهة الاستعمار والعمل لوحدة الصومال واستقلاله معلنًا إقامة دولة الدراويش (1897 – 1920).
وقد تمكّن من ردع البريطانيين وصدّ هجومهم مرّات متتالية، وأقام خلال الحرب العالمية الأولى تحالفًا مع قوات دول المحور، التي أمدّته بالسلاح لمقاومة الإنجليز. نهاية دولة الدراويش كانت في العام 1920 على يد القوات البريطانية التي قصفت عاصمتها تاليح بالطائرات ودمرتها تدميرًا كاملًا، بعدها تحولت دولة الدراويش وكل ما تبعها إلى محميّة بريطانية.
في العام 1935 غزت إيطاليا بزعامة بينيتو موسوليني الحبشة، وفي العام 1940 قامت القوات الإيطالية ومعها بعض الوحدات الصومالية، بشنّ هجوم بري على الصومال البريطاني وتمكّنت من الاستيلاء عليه، لكنّ البريطانيين استعادوه بعد عام، وقضوا على القوات الإيطالية المتمركزة في الصومال الإيطالي.
في أعقاب الحرب العالمية الثانية أبقت بريطانيا على سيطرتها على شطري الصومال (البريطاني والإيطالي)، كمحميّتين بريطانيتين. وفي تشرين الثاني من العام 1949 منحت الأمم المتحدة إيطاليا حق الوصاية على الصومال الإيطالي تحت رقابة دولية مشدّدة.
في غضون ذلك، منحت بريطانيا، منطقة الحوض (إحدى مناطق الرعي الصومالية المهمة)، وأقليم أوغادين الذي تقطنه غالبية صومالية، إلى إثيوبيا (1954)، بعد أن كانت قد أعطت في العام 1948 لكينيا حق السيطرة على المحافظة الحدودية الشمالية (أنفدي) والتي تسكنها غالبية صومالية مطلقة.
في العام 1958، جرى في جيبوتي المجاورة، والتي كانت تعرف باسم الصومال الفرنسي، استفتاء لتقرير المصير حول الانضمام إلى دولة الصومال أو البقاء تحت الحماية الفرنسية، وجاءت نتيجة الاستفتاء لترجح رغبة الشعب في البقاء تحت هذه الحماية.
وفي السادس والعشرين من حزيران 1960 أعلن رسميًا استقلال الصومال البريطاني عن المملكة المتحدة، أعقبه بخمسة أيام استقلال الصومال الإيطالي، وفي اليوم ذاته (أي مطلع تموز) أعلن رسميًا قيام «دولة الصومال الموحّدة» بشطريها البريطاني والإيطالي.
كانت الصراعات القبلية والخلافات بين العشائر الصومالية قائمة منذ اللحظات الأولى للوحدة، وذلك نتيجة لممارسات دول الاستعمار. واستمر الوضع في الدولة الجديدة على ما كان عليه، إلى أن قام الجيش بانقلاب على الحكومة المدنية في العام 1969 بقيادة اللواء محمد سياد بري، وهو من أبناء الجنوب. وتوقّع أهالي إقليم أرض الصومال وغيرها من الأقاليم أن يكون هذا التغيير بداية لتصحيح الأمور، وأن يكون الجيش موازنًا لحقوق الأقاليم في الإنماء. إلّا أنّ الممارسة خيّبت الآمال، وخصوصًا لجهة تنفيذ المشاريع التنموية التي كان 90% منها يذهب لمصلحة الشطر الجنوبي.
 

حرب الأوغادين
في السبعينيات من القرن العشرين، كان الجيش الصومالي يعتبر أقوى الجيوش الأفريقية (الثالث من حيث العدد والعدّة) بعد مصر ونيجيريا. وعلى الصعيد السياسي، عملت الصومال على توطيد علاقاتها بالدول الأفريقية والإسلامية، وتمّ قبولها عضوًا في جامعة الدول العربية (1974).
خلال العامين 1977 و1978 غزت الصومال إثيوبيا في ما عرف بحرب أوغادين، والتي سعت القوات الصومالية من خلالها إلى توحيد الأراضي الصومالية واستعادة الأرض التي ترى أن الاستعمار قد قام بمنحها لدول أخرى من دون وجه حق.
حقق الصومال انتصارًا كبيرًا وسيطر خلال فترة وجيزة على كل مناطق القوميات الصومالية التي احتلتها إثيوبيا، إلى أن تدخّلت القوى الدولية الكبرى حينها، وطردت الجيوش الصومالية إلى الحدود المعترف بها دوليًا. ومنذ ذلك الوقت بدأ العدّ العكسي لانهيار دولة الصومال الواحدة، وتفكّك أوصال الصومال الكبرى.
خلال هذه الفترة حصلت جيبوتي على استقلالها وتحرّرت من الاستعمار الفرنسي باسم جمهورية جيبوتي (1977)، بعد أن رفض أهلها الانضمام إلى الدولة الصومالية، متأثرين في قرارهم بما حصل لجيرانهم في «أرض الصومال» الذين خسروا سيادتهم من أجل هدف كان يواجه قدرًا كبيرًا من الصعوبات.
 

أرض الصومال
«جمهورية أرض الصومال»، أو «صومالي لاند»، منطقة صومالية تحت الحكم الذاتي حاليًا، وقد كانت جزءًا من الدولة الصومالية المركزية. وهي تقع في القرن الأفريقي، على شاطىء خليج عدن، وبالتحديد في شمال الصومال، وتَعتبِر نفسها «دولة مستقلّة» على الرغم من عدم حصولها على الاعتراف الرسمي من جانب الأمم المتحدة، أو من أي من دول العالم.
تملك أرض الصومال ساحلًا طويلًا على خليج عدن يمتد بطول 740 كلم، وتبلغ مساحتها نحو 137.600 كلم2، عاصمتها هرجيـسا ويبـلغ عدد سكانها نحو 3.5 إلى 4 ملايين نسمة.
قرّر أهالي أرض الصومال المطالبة بحقوقهم السيادية منذ وقت مبكر بعد الوحدة، وفتحوا باب المفاوضات مع الجنوبيين الذين كانوا يسيطرون على الحكم بواسطة المؤسسة العسكرية التي يرأسها الرئيس محمد سياد بري. وقد اعتبر مواطنو أرض الصومال أن إقليمهم لم يحظَ بالعناية اللازمة من قبل الحكومات المتعاقبة، أسوة بباقي مناطق البلاد.
في نيسان 1981، اجتمع عدد من السياسيين المنتمين لأرض الصومال في لندن وأسسوا فيها «حركة تحرير أرض الصومال»، وهي حركة سياسية عسكرية اتخذت من الأراضي الصومالية في شـرق إثيوبيا مقرًا عسكريًا لها.
وخلال أقل من سنتين بدأت الحركة في تحقيق مكاسب سياسية وانتصارات عسكرية على نظام محمد سياد بري. استمرّت الحرب قرابة العامين، نجحت الحركة بنتيجتها في تحرير أراضي الإقليم، وهذا ما أدى إلى انهيار الحكومة المركزية في موقديشو مع مطلع العام 1991.
بعد أن تمكّنت من تحرير أراضيها، أعلنت الحركة استعادة الاستقلال وقيام جمهورية أرض الصومال في 18 أيار 1991 فوق حدودها المعترف بها في العام1960.
يعتمد اقتصاد أرض الصومال على عدة موارد. فالبلاد تتلقى تحويلات مالية من قبل المهاجرين الذين يعملون في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا ودول الخليج، تبلغ قيمتها نحو بليون دولار أميركي سنويًا وفق تقديرات البنك الدولي.
ويشكّل ميناء بربرة أحد أهم الموارد بعد أن تحسنت الخدمات فيه منذ أواخر التسعينيات نتيجة مساهمات محدودة من الحكومة والمنظمات غير الحكومية والجماعات الدينية و«الصومالي لانديين» في الخارج، والمجتمع الدولي والقطاع الخاص المتنامي. وفي الفترة الأخيرة تمّ التعاقد مع مجموعة موانىء دبي العالمية لاستثمار هذا الميناء لمدة 30 عامًا، بهدف توسيعه وتزويده المعدّات المناسبة ليكون معبرًا لنقل البضائع ومركزًا تجاريًا مهمًا لشعوب القرن والداخل الأفريقيين. ولكن بعض المحلّلين الصوماليين يرون أن الإمارات هي بصدد إنشاء قاعدة عسكرية في ميناء بربرة لأهداف لوجستية واستراتيجية بعيدة المدى.
في المجال الزراعي، تنتج أرض الصومال الحبوب، كالقمح والشعير، بالإضافة إلى الموز والمستكة، لكن العمود الفقري للاقتصاد فيها كما في بقية اقاليم البلاد، يعتمد على الثروة الحيوانية.
ومن المحتمل وجود كميات كبيرة من مختلف الرواسب المعدنية في أرض الصومال، كذلك، ثمّة تأكيدات على وجود مواد خام (النفط والغاز والجبس والجير والكوارتز والفحم والرصاص والذهب والكبريت وغيرها).

 

دولة «بونت لاند»
تأسست «بونت لاند» كردّ فعل مباشر على فشل مؤتمر القاهرة للمصالحة الصومالية الذي عُقد نهاية العام 1997. خلال العام 1998 أعلنت عشيرتا هارتي ودارود، قيام دولة منفصلة ذات حكم ذاتي في الشمال الشرقي للصومال، سمّيت بالصومالية Punt land، وهي تطالب باعتماد النظام الفيدرالي.
يقدّر بعض الخبراء أن أرض هذا الإقليم تحتوي على نحو 10 مليارات برميل من النفط، وعلى كثير من المعادن الثمينة. ويرفض سياسيو موقديشو بدعم من معظم المناطق الأخرى، مشروع الفيدرالية، لكنهم يوافقون على وضع صياغة دستورية تعطي صلاحيات وتوفّر الخدمات الضرورية للأقاليم، والحفاظ على مركزية الدولة.

 

الحرب الأهلية الصومالية
ما تزال الحرب الأهلية قائمة حتى الآن في الصومال، وكان النزاع قد انبثق في الأساس من المقاومة ضد نظام الرئيس سياد بري خلال الثمانينيات من القرن العشرين، إلى أن تمكّنت جماعات المعارضة الحزبية والعشائرية المسلحة في نهاية المطاف من الإطاحة بحكومته في العام 1991.
بدأت الفصائل المسلّحة المختلفة تتنافس على النفوذ في ظل فراغ السلطة والفوضى التي تلت الانقلاب، ولا سيما في الجنوب. وعلى الرغم من دخول المراقبين العسكريين للأمم المتحدة إلى الصومال (1992)، ومن ثمّ قوات حفظ السلام، استمر القتال بين الفصائل في الجنوب. وبغياب حكومة مركزية واحدة، أصبحت الصومال «دولة فاشلة».
انسحبت قوات الأمم المتحدة في العام 1995، بعد تكبدها خسائر كبيرة، ومع عدم القدرة على تأسيس سلطة مركزية واحدة، عادت القوانين العشائرية، والشريعة الإسلامية في معظم المناطق.
في العام 2000، تم تأسيس الحكومة الوطنية الانتقالية، تلتها الحكومة الاتحادية الانتقالية (2004)، وفي العام 2005 تصاعد الصراع مجددًا في الجنوب إلّا أنّه ظلّ أقل عنفًا مما كان عليه في أوائل التسعينيات.
في العام 2006، انتزعت القوات الإثيوبية معظم الجنوب الصومالي من «اتحاد المحاكم الإسلامية» الذي كان قد تشكل حديثًا. بعدها انقسم اتحاد المحاكم إلى عدد من الجماعات المتطرفة، وأهمها «حركة الشباب المجاهدين» المنبثقة عن تنظيم القاعدة، والتي ظلت منذ ذلك الوقت تحارب الحكومة الصومالية وقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي المكلفة بالسيطرة على البلاد. وقد تصدرت الصومال مؤشر الدول الهشة السنوي لست سنوات بين العامين 2008 و2013.

 

الحروب الأهلية في الجنوب
استمرت الحرب الأهلية في جنوب الصومال في العام 2009 وتكثـف الصراع المسلّح بين قوات الحكومة الانتقـالية الفدرالـية المدعومـة من الاتحاد الأفريقي وقـوات حفظ السلام من جهة، والطرف المعارض من الفصـائل الإسلامية المسلحة بمختلف اشكالها من جهة أخرى.
وفي تشرين الأول 2011، دخلت القوات الكينية جنوب الصومال لمحاربة حركة الشباب، ولإنشاء منطقة عازلة داخل الصومال، وتمّ دمج القوات الكينية رسميًا داخل القوة المتعدّدة الجنسيات في شباط 2012. أعقب ذلك، تشكيل الحكومة الاتحادية في الصومال (آب 2012)، وهي أول حكومة مركزيّة دائمة في البلاد منذ بداية الحرب الأهلية.

 

تحدّيات المستقبل
بعد انتخاب الرئيـس الجديـد للصـومـال محمد عبدالله فرماجـو في شباط 2017، ارتفع منسـوب الأمل بشأن تحسين الأوضاع السياسيـة والاقتصـادية والأمنيـة في البلاد بعـد عقود مـن الفوضى والتراجع في جميع المجالات. ولكن على الرغم من هذه الآمال، ما زال الصومال يواجه تحدّيات كثيرة، أمنية واقتصادية وقبائلية وإقليمية ودولية.
تتمثّل أبرز التحديات الأمنية، في إعادة بناء المؤسسات الأمنية، وتقديم الولاء الوطني على الولاء القبلي، والعمل على تدريب أفراد الأمن والجيش وتزويدهم الأسلحة الحديثة لمواجهة المخاطر الأمنية والجماعات المتطرفة، بالإضافة إلى تأمين المرتّبات وسبل المعيشة الكريمة لهم.
وتأتي مواجهة الإرهاب، وتحديدًا «حركة الشباب المجاهدين» في البلاد على رأس الأولويات الأمنية للرئيس فرماجو، حيث أضحت الصومال ساحة خصبة للتنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها هذه الحركة.
اقتصاديًا، تواجه الحكومة مشاكل الجفاف والمجاعة، وانخفاض مستوى المعيشة وارتفاع نسبة البطالة (نحو 60% من الشباب). أمًا اجتماعيًا، فعليها العمل لتحقيق العدالة في توزيع الموارد والوظائف، وتخفيف حدّة الفقر ونسبته العالية بين السكان، بالإضافة إلى العمل على حلّ المشاكل بين القبائل وتقريب وجهات النظر المتباعدة، والتخلي عن فكرة القبيلة لمصلحة وحدة الدولة.
على الصعيد الإقليمي، ينبغي حلّ النزاع مع كينيا حول ملكية بعض حقول النفط والغاز في المحيط الهندي، وحول إقليم أنفدي، وحلّ قضية الأوغادين المتنازع عليها مع الحبشة. كذلك، تواجه الصومال أزمة ثقة مع المجتمع الدولي، وهذه الثقة يجب إعادة بنائها.


مراجع ومواقع:

-www.cia.gov/library/publications/the-world
-https://en.wikipedia.org/wiki/Somali_Civil_War
-www.bbc.co.uk/news/world-africa
-www.theguardian.com/
-www.hrw.org/africa/somalia
-https:/arabic.rt.com/الصومال