قدرنا الشهادة

جريمة عرسال: «يد الغدر ستُقطع»

شهيدان وعدد من الجرحى دفعوا غاليًا ثمن الواجب المقدس

العماد قهوجي في أمر اليوم: لن نقبل أي مساومة سياسية على دم شهيدينا والجيش لن يتراجع إلى أن يقتصّ من المجرمين أيًا كانت هويتهم وانتماؤهم

 

في منطقة يشبه وعرها قساوة حياتهم، ويشبه بياض جرودها نقاء شهادتهم، تعرّضوا لاعتداء غادر. شهيدان وعدد من الجرحى دفعوا غاليًا ثمن الواجب المقدس.
لطالما دفع جيشنا هذا الثمن، فسجلّ الشهادة لدينا دائمًا مفتوح ليزفّ إلى الوطن عريسًا جديدًا. لكن ما حصل في عرسال كان جريمة بشعة لا يرقى إلى بشاعتها إلاّ ما في المجرمين الذين اقترفوها من قبح وإجرام.
الرائد بيار بشعلاني والمعاون ابراهيم زهرمان:
عريسان جديدان للشهادة، شهادتهما ناصعة تنحني لها الهامات الشريفة.
أمّا القتلة فمجرمون خونة، لهم العار وقد حصلوا عليه، ولهم القصاص وهو آتٍ.


من البداية ويومًا بيوم

بعد ظهر يوم الجمعة في الأول من شباط الجاري صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي:
«بعد ظهــر اليوم، وفي أثنــاء قيام دورية من الجيش في أطراف بلدة عرسال بملاحقة أحد المطلـوبين إلى العدالة بتهمة القيام بعدة عمليات إرهابية، تعرّضت لكمين مسلّح، حيث دارت اشتباكات بين عناصر الدورية والمسلّحين أسفرت عن استشهاد ضابط برتبة نقيب ورتيب، وعـن جرح عدد من العسكريين وتعرّض بعض الآليات العسكرية لأضرار جسيمة، بالإضافة إلى إصابة عدد من المسلّحين.
على أثر ذلك توجهت قوة كبيرة من الجيش إلى المنطقة، وفرضت طوقًا أمنيًا حولها، كما باشرت عمليات دهم واسعة بحثًا عن مطلقي النار.
إن قيادة الجيش إذ تدعو أهالي البلدة إلى التجــاوب الكامل مع الإجراءات التي ستتخذها قوى الجيـش تباعًا لتوقيف جميع مطلقى النار، تحذّر بأنها لن تتهاون في التعامل مع أي محاولة لتهريب المسلّحين أو إخفائهم، وسيكون مرتكبوها عرضة للملاحقة الميدانية والقانونية».
في وقت لاحق من اليوم نفسه نعت قيادة الجيش النقيب الشهيد بيار بشعلاني (رقي إلى رتبة رائد بعد الاستشهاد) والرقيب الأول ابراهيم زهرمان (رقي إلى رتبة معاون بعد الاستشهاد)، فيما كانت وحدات الجيش تنفّذ في عرسال الاجراءات الآيلة إلى القبض على مرتكبي الجريمة.
يومها كان قائد الجيش العماد جان قهوجي قد بدأ زيارة رسمية إلى فرنسا يبحث خلالها مع عدد من المسؤولين الفرنسيين في قضايا تتعلق بتعزيز قدرات الجيش، لكنّه قطع زيارته وعاد إلى لبنان إثر ما حدث.
بيان قيادة الجيش لم يشر إلى تفاصيل ما حصل، لكن وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي سرعان ما بدأت تتداول اخبارًا وصورًا وصولًا الى كشف معالم الجريمة الغادرة، يوم تشييع الرائد الشهيد أي في الثالث من شباط.
الجريمة هزّت ضمائر اللبنانيين على جميع المستويات، ولاقت موجة عارمة من الاستنكار والتنديد، وأثارت ردود فعل لدى المواطنين الذين عبّروا عن غضبهم وحزنهم من خلال حركات احتجاج قطعوا خلالها الطرق في مختلف المناطق.