- En
- Fr
- عربي
جيشنا
في تحية الى الجيش وتخليدًا لذكرى شهدائه، أقيم في بازيليك سيدة لبنان في حريصا، قداس عن راحة أنفس شهداء الجيش بدعوة من «جمعية أنصار الوطن» وبرعاية قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلًا بالعميد بسام خوري.
ترأس القداس المطران جوزيف معوّض يعاونه لفيف من الكهنة، وحضره عدد من كبار الضّباط وممثلون عن الأجهزة الأمنية، أهالي الشهداء وهيئات المجتمع المدني ورؤساء الروابط والأندية الأجتماعية، ورئيس الجمعية المنظمة السيد ميشال الحاج.
والقى المطران معوّض عظة جاء فيها: «نجتمع اليوم في حريصا في مزار مريم سيدة لبنان لنقدم هذه الذبيحة الإلهية، لراحة أنفس شهداء الجيش لا سيما الذين سقطوا في الأحداث الأخيرة التي حصلت في طرابلس وصيدا...».
وبعد الانتهاء من القداس، القى ممثل قائد الجيش العميد خوري كلمة رحّب فيها بالحاضرين، شاكرًا لجمعية أنصار الوطن مبادرتها الكريمة، ومما قاله: «تناديتم الى اللقاء في هذا الصرح المقدّس، في مناسبة يتحدّ فيها الجلال والخشوع، مع البطولة والمجد والعنفوان. مناسبة تؤكّدون من خلالها المشاعر الصادقة التي كنتم قد عبّرتم عنها في مناسبات متفرقة توزّعتم خلالها هنا وهناك في ساحات المدن والأرياف، تودّعون شهداء مؤسستكم العسكرية شهيدًا شهيدًا وبطلًا بطلًا، واليوم تجتمعون لكي تتذكروا مع الأهل والرفاق، قوافل شهداء الجيش منذ انطلاق مسيرة الشرف والتضحية والوفاء وصولًا الى الشهداء الذين سقطوا خلال هذا العام في عبرا وغيرها من المناطق اللبنانية».
وأضاف: «إن شهداء المؤسسة العسكرية هم شهداؤكم، شباب تربّوا بينكم، ونشأوا في رعايتكم. أحبّوا بلادهم بقراها وترابها قبل أن يتزيّنوا بالبزة العسكرية. أنتم، أمًا وأبًا، أخًا وأختًا، معلمًا ومواطنًا، زرعتم في نفوسهم الخميرة الأولى من معالم الإخلاص والوفاء، والاستعداد للبذل والعطاء، الى أن أمسكت المدرسة العسكرية بسواعدهم، وصقلت مواهبهم، ومالت الى عزائمهم تزيد صلابتها، واستمعت الى ما تفيض به نفوسهم من آيات المحبة للبنان، والإيمان بوحدة شعبه وقدسية أرضه، وراحت تغنيها بالإعداد والتوجيه واستلهام التاريخ، والإضاءة على الدروس والعبر المستقاة من المهمّات والإنجازات».
وقال: «كيف لا تتواصل المهمّات عندنا، ولا تفيض الإنجازات، ووحداتنا في ذهاب وإياب لا ينقطعان بين شرق البلاد وغربها، وشمالها وجنوبها. فالأمكنة تتوحّد في خيال العسكري، كلّ جزء منها هو جزء من وطنه شبيه بالجزء الآخر، وهو يشبه أكثر ما يشبه المكان الذي ولد فيه، أو الذي يحيا بين ربوعه وزواياه. كلّ جزء من الوطن يخصّه ويعنيه. كلّ جزء هو مسقط رأسه، ويستحق أن يضحي من أجله وأن يستشهد في سبيله. من هنا فأنتم تلتقون اليوم لكي تؤكدوا الانتساب الوطني للشهيد، والولاء الوطني المستمر من قبل رفاقه، كما أنكم تؤكدون بذلك انتماءكم الطوعي لهذه البلاد بجميع نواحيها، وتشيرون بالتالي الى أن هذا المكان المقدس هو مكان عبادة للجميع، وما يحصل فيه هو اختصار لخريطة الانتماء الصحيح الى لبنان، هذا الوطن الذي تعانقت فيه كنيسته مع مسجده، ولا تزالان، وتضامن مؤمنوه من كلّ اتجاه لمؤازرة جيشهم في التصدي لاعتداءات العدو الإسرائيلي عند الحدود، وفي درء الفتن ودحر الإرهاب في الداخل. ولعلّ شهداءنا لو سئلوا عن أمنياتهم الحاضرة لقالوا، إنها لا تتعدّى التأكّد من تضامن اللبنانيين ووفاقهم، وهذا ما نراه فيكم اليوم، وفي كلّ زمان ومكان».
وفي الختام، ألقت أمينة سر جمعية «أنصار الوطن» السيدة لور بسام يزبك، كلمة قالت فيها:
«نحن أبناء القيامة والنور، نقدّم للرب في هذه الذبيحة الإلهية اخوتنا شهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا من اجل قضية عنوانها وهدفها لبنان الموحّد لمنحهم نعمة ملكوتك السماوي، لتتغلب في زمن الحروب والانقسامات قوة الحب على حب القوة. ونقدم لك يا رب في هذا اليوم بزة شهيد كرمز للشرف الذي يرفعه كل شهيد على جبينه مع السيف الذي هو صوت الحق المنتصر على قوة الشرّ، ليكون كل انتصار بساحات الشرف انتصارًا لصوت الضمير».