العرض العسكري

جنود لبنان في العرض العسكري: وكأنّ كلهم واحد...
إعداد: تريز منصور

بالخطوة الهادرة والهامة المرفوعة، مرّوا تباعًا صفوفًا متراصّة متناسقة، وكأنّ كلّهم واحد. هم جنود لبنان الحاملون رسالتهم نذرًا يفونه بالعرق والدم.
في صدورهم ينبض قلب واحد، وفي شرايينهم يجري دم واحد، ومن حناجرهم يخرج صوت واحد. إنّه لبنان ينبض في القلوب ويجري في العروق ويصدح في الحناجر.

 

قدّم جنود لبنان في مناسبة اليوبيل الماسي للاستقلال لبنان واحدًا من أجمل العروض العسكرية وأكثرها تنظيمًا ودقّة. العرض العسكري الذي أقامته قيادة الجيش في جادة شفيق الوزّان حضره رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، وحشد من الشخصيات الرسمية.
وقد لبّى دعوة قائد الجيش إلى حضور الاحتفال المركزي بعيد الاستقلال كل من: الرئيس أمين الجميل، الرئيس ميشال سليمان، الرئيس فؤاد السنيورة، السيدة نايلة معوض، نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال غسان حاصباني، وزير الدفاع الوطني يعقوب رياض الصرّاف، وزراء ونواب حاليون وسابقــون، وممثلــون عــن المقامــات الدينيــة والبعثــات الدبلوماسيــة المعتمــدة في لبنــان. كذلــك، حضــر ممثلــو الجسم القضائــي، وحشد كبير من الإعـلام المرئــي والمسمــوع والمكتــوب (المحلي والأجنبي)، والهيئــات الاقتصاديــة والاجتماعيــة والنقابيــة والأهليــة، وقادة الأجهــزة الأمنيــة وكبــار الضبــاط ومدعوون.
في الساحة التي اكتمل تجهيزها قبل ساعات الفجر، بدت المنصّة المزيّنة بالورد الأبيض والأحمر، كلوحةٍ بديعة فيما رفرفت الرايات والأعلام، ورُكِّزت شاشات عملاقة لنقل الوقائع وعرض الفيلم الوثائقي الذي أعدّته مديرية التوجيه، ومقابل الساحة رسَت السفن الحربية في المرفأ وتزيّنت بالأعلام اللبنانية وأعلام الجيش، وبات الجميع بانتظار اكتمال وصول المدعوين.

 

وقائع الاحتفال
عند الثامنة والدقيقة العشرين اكتمل وصول المدعوين، ثم وصل علم الجيش، فقائد الجيش العماد جوزاف عون وسط مراسم التكريم. أعقب ذلك وصول وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف فالرئيس الحريري والرئيس بري الذين أُدّيت لكل منهم مراسم التكريم.

وعند التاسعة، وصل الرئيس عون فكان في استقباله وزير الدفاع وقائد الجيش، وعزفت له الموسيقى لحن التعظيم والنشيد الوطني، وأطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة ترحيبًا، فيما أطلقت البواخر العسكرية أبواقها لمدة نصف دقيقة، وأُطلق الحمام الأبيض والبالونات الملوّنة بألوان العلم اللبناني.
توجّه الرئيس إلى النصب التذكاري لضريح الجندي المجهول حيث وضع إكليلًا من الزهر وأضاء شعلة الاستقلال التي أنهت تجوالها في المناطق اللبنانية بالوصول إلى ساحة العرض. وعزفت الموسيقى معزوفة تكريم الموتى ولازمتي النشيد الوطني ونشيد الشهداء.
وبعد أن حيّا علم الجيش، صعد الرئيس عون يرافقه وزير الدفاع إلى آلية من نوع جيب عسكري مكشوف وخلفهما قائد الجيش مستقلًا بدوره آلية أخرى، واستعرضوا الوحدات المشاركة، قبل أن يأخذ كل منهم مكانه على المنصّة.

أعطى إشارة الانطلاق قائد العرض العميد الركن جبرايل معلوف قائد اللواء الخامس بعد استئذان فخامة الرئيس، في هذه الأثناء حلّق في سماء الاحتفال، سرب من الطوافات نوع BELL يحمل علمَي لبنان والجيش. تلاه سرب من طوافات GAZELLE، وآخر نوع PUMA كما حلّقت خلال العرض مجموعة طائرات SUPER TUCANO على مرحلتين، وبعدها مجموعة من طائرات CESSNA.

 

العرض العسكري
بدأ العرض العسكري فمرّت أولاً الأعلام وهي على التوالي: علم الجيش، علم المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، علم المديرية العامة للأمن العام، علم المديرية العامة لأمن الدولة، علم مديرية الجمارك العامة، بيارق الوحدات، قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، الكلية الحربية، القوات البرية (مدرسة الرتباء)، القوات البحرية، القوات الجوية، معهد التعليم، لواء الحرس الجمهوري.

أعقبها مرور الوحدات الراجلة وقوامها, الألوية: الأول، الثاني، الثالث، الخامس، السادس، السابع، الثامن، التاسع، العاشر، الحادي عشر، الثاني عشر، واللواء اللوجستي، وأفواج الحدود البرية الأول، الثاني، الثالث والرابع، فصيلة الإناث في الشرطة العسكرية، فوج التدخل الثالث - سرية مكافحة الشغب، المديرية العامة للأمن العام، مجموعة إناث من الأمن العام، المديرية العامة لأمن الدولة، مديرية الجمارك العامة، الطبابة العسكرية، المركز العالي للرياضة العسكرية، مدرسة التزلّج، فوج الإطفاء، رابطة قدامى القوات المسلحة اللبنانية، فصيلة نقّابين ومفرزة كلاب تابعتان لفوج الهندسة، مجموعة اللجنة الأولمبية اللبنانية، مجموعة مصرف لبنان، مجموعة اتحاد كشّاف لبنان، مجموعة من لبنان المستقبل قوامها المتفوّقون في الجامعات.

ثم أطلّت الوحدات التي تسير بخطى رياضية وهي: فوج المغاوير، فرع مكافحة الإرهاب والتجسس، الفوج المجوقل، فوج مغاوير البحر.
وبعدها مرّت مجموعة خيالة من المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي.

أعقب ذلك، عرض الوحدات المؤلّلة وهي على التوالي: فوج التدخل الرابع - ناقلات جند أم113، لواء الدعم - فوجا الإشارة والمضاد للدروع، الشرطة العسكرية - ناقلات جند نوع فاب، فوج المغاوير - ناقلات جند نوع فاب، الفوج المجوقل - ناقلات جند نوع برادلي، فوج المدرعات الأول - دبابات نوع أم60، فوج المدفعية الأول - مدافع ذاتية الحركة عيار 155 ملم، فوج المدفعية الثاني - راجمات صواريخ، الفوج المجوقل - آليات نوع UTV، وحدة القوى السيارة في قوى الأمن الداخلي - آليات مكافحة الشغب، شعبة المعلومات - فرع الحماية والتدخل، قوى الأمن الداخلي - مجموعة دراجين، فوج الإطفاء، الدفاع المدني، والصليب الأحمر اللبناني.

في الختام، تقدّم قائد العرض العميد الركن معلوف من رئيس الجمهورية معلنًا انتهاء العرض، وقبل أن يغادر الرئيس عون والرئيسان بري والحريري، ودّعهم وزير الدفاع وقائد الجيش وكبار الضباط. وانتهى الاحتفال بمغادرة علم الجيش وتلاه الحضور.

 

لير وبرافورا
موسيقيًا، تميّز العرض بإحياء آلة الـ«لير» lire المعروفة بنعومة صوتها بحيث عزفت عليها وللمرّة الأولى أربع عسكريات من موسيقى الجيش ألحانًا جديدة من بينها مارش برافورا.

 

التهاني في القصر الجمهوري
عقِب العرض العسكري، قدّم قائد الجيش على رأس وفد من الضباط الكبار التهنئة بالعيد لرئيس الجمهورية ورئيسَي مجلس النواب والحكومة في القصر الجمهوري.