من الميدان

جهاز الارتباط ومهام التنسيق بين الجيش اللبناني وقوات الطوارئ
إعداد: ريما سليم ضوميط
تصوير: طلال عامر

العميد الركن بولس مطر: اليونيفيل تتولى المراقبة وأي تحرك مشبوه يعالجه الجيش اللبناني

 

تأسس جهاز الإرتباط بين الجيش اللبناني والقوات المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان مع صدور القرار 425 العام 1978، وحددت مهامه بموجب مذكرة خدمة صادرة في 17/7/1980. في نهاية حرب تموز الماضي، ومع انتشار الجيش في جنوب الليطاني والعرقوب، وقضاءي حاصبيا ومرجعيون على طول الخط الأزرق بمشاركة قوات مؤقتة من الأمم المتحدة، ومع زيادة عديد هذه القوات وفقاً للقرار 1701، قررت قيادة الجيش إعادة تحديد عديد جهاز الإرتباط ومهامه بما يتناسب مع الأوضاع المستجدة.
حول هذا الموضوع تحدث العميد الركن بولس مطر رئيس جهاز الارتباط، وشرح آليات التنسيق بين الجيش وقوات الطوارئ.

 

هيكلية الجهاز

في البداية أشار العميد الركن مطر إلى أنه قبل إدخال التعديلات على مهام جهاز الإرتباط وبيانه التنظيمي، كان الجهاز كناية عن خمسة ضباط مهمتهم التنسيق والارتباط مع ال«يونيفيل». أما اليوم، فقد أعيد تنظيمه لكي يتناسب حجم العديد مع المهام، وبات يتألف من الأقسام التالية:
* رئاسة الجهاز.
* معاون عملاني، ومعاون لوجستي، وأمانة سر الجهاز.
* قسم العمليات، ويضم غرفة للعمليات البرية والبحرية والجوية. ويتولى أيضاً الإرتباط والتنسيق مع قوات «اليونيفيل».
* قسم الإستعلام، ومهمته مراقبة الخط الأزرق والإستعلام عن الخروقات الإسرائيلية براً وبحراً وجواً.
* قسم الخدمات الإنسانية، وترتبط مهمته بالشق المدني من دور «اليونيفيل». إذ يشكل صلة الوصل بين الجمعيات الأهلية، والبلديات، والمؤسسات الإنسانية الحكومية وغير الحكومية من جهة، والقوات المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) من جهة أخرى.

 

المهام

* ما المهام التي أسندت إلى الجهاز بعد تعديل هيكليته؟
- يضطلع جهاز الإرتباط بدور أساسي يتلخص بتمثيل الجيش والسلطة الشرعية في بقعة إنتشار القوات المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان على الصعيدين العسكري والمدني.
وهو يؤمن الإرتباط والتنسيق عبر ثلاثة محاور:
أولاً: التنسيق بين قيادة الجيش وقيادة القوات المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان.
ثانياً: التنسيق بين وحدات الجيش المنتشرة عملانياً وقوات «اليونيفيل» ضمن قطاع كل وحدة.
ثالثاً: التنسيق بين القوات الدولية والسلطات المحلية والسكان المدنيين بهدف تسهيل مهمة القوات المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان.

إضافة إلى ذلك، يتولى الجهاز مهاماً أمنية من ضمنها متابعة إنسحاب القوات الإسرائيلية خارج الأراضي اللبنانية إلى ما وراء الخط الأزرق، وتنفيذ دوريات برية على هذا الخط والمشاركة في تنفيذ دوريات جوية أو برية أو بحرية مع القوات المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان للتأكد من عدم وجود تعديات على الخط الأزرق أو على المياه الإقليمية. ويقوم الجهاز بتبادل المعلومات مع قوى الجيش وباقي القوى العسكرية وقيادة الطوارئ في ما خص المهام الجوية والبحرية والبرية، بما فيها جداول الدوريات والمهمات الطارئة، كما يتولى إفادة قيادة الجيش - أركان الجيش للعمليات بشكل فوري عن النشاطات العسكرية كافة ضمن قطاع مسؤوليته بما فيها نشاطات القوات المؤقتة للأمم المتحدة والأجهزة الأمنية المختلفة، إضافة إلى رفع تقارير بالإجتماعات والنشاطات التي ينفذها ضباط الارتباط إلى مديرية المخابرات. من جهة أخرى كلف جهاز الإرتباط بدور إنساني يتلخص بالمساعدة في أعمال الإغاثة والإنماء وعودة الأهالي، وبمالمساهمة في تنشيط عمل المؤسسات الرسمية والمدنية الخاصة.

 

التنسيق مع «اليونيفيل»

* كيف تترجم مهام الجهاز عملانياً، لا سيما على صعيد التنسيق مع «اليونيفيل» وتنفيذ الشق الأمني؟
- بغية التعرف إلى آلية التنفيذ، يجب أولاً شرح طريقة عمل «اليونيفيل» في الجنوب. فهذه القوات قسمت الجنوب إلى قطاعي عمل: القطاع الغربي بقيادة إسبانية ويضم مجموعة إسبانية وأخرى هندية وسرية هندسة فرنسية، ويتمركز في تبنين، وقطاع شرقي بقيادة إيطالية، ويضم مجموعة إيطالية وأخرى فرنسية ومجموعة غانية، إضافة إلى سرية هندسة صينية، وكتيبة لوجستية بلجيكية، وسرية نقل بولونية، ويتمركز في مرجعيون. أما قيادة «اليونيفيل» فتتمركز في الناقورة. ويتم التنسيق ما بين جهاز الإرتباط وقوات الأمم المتحدة في مركز القيادة عبر مجموعة من الضباط موجودة في الناقورة، تنبثق عنها مجموعات فرعية تختص كل منها بمجال معين. فثمة مجموعة لمراقبة الخط الأزرق والخروقات الحاصلة عليه والتحقق من معالجتها، في حين تتولى مجموعة ثانية العمليات البرية المشتركة مع «اليونيفيل»، وتعمل ثالثة ضمن العمليات البحرية المشتركة، وتتولى سواها عمليات التخطيط.

أما في القطاعين الغربي والشرقي، فيتم التنسيق من خلال أربعة ضباط إرتباط وجنديين موجودين مع المجموعتين الهندية والإسبانية في قطاع مرجعيون، وستة ضباط إرتباط وجندي موجودين مع المجموعات الإيطالية والفرنسية والغانية في قطاع تبنين. أما المجموعات البولونية والبلجيكية والصينية، فيتم التواصل مع قواتها عبر الهاتف، وذلك لأنها لا تنفذ مهاماً أمنية وإنما تتعاطى الشأن اللوجستي والطبي فقط.

 

آليات التنفيذ

في ما خص آلية التنفيذ، فهي تمر بمراحل مختلفة، وتبدأ بدوريات المراقبة البرية التي تقوم بها «اليونيفيل»، فإذا لاحظ عناصر الدورية أي تحركات مشبوهة، تتم إفادة جهاز الإرتباط، الذي يفيد بدوره عمليات الجيش وعمليات الألوية المنتشرة في البقعة التي لوحظ فيها التحرك المشبوه بغية معالجة الوضع. أما على صعيد البحر، فتقوم قوات «اليونيفيل» بدوريات بحرية على عمق 21 ميلاً فقط، بالتنسيق مع القوات البحرية اللبنانية عبر غرفة العمليات البحرية المشتركة. وفي حال حصول أي تحرك أو حادث في البحر، تقوم قوات اليونيفيل بإعلام جهاز الارتباط، الذي يفيد بدوره قيادة الجيش فتتدخل دوريات البحرية اللبنانية للمعالجة. وعلى صعيد المراقبة الجوية، فإن أي إقلاع لطائرات الهليكوبتر الخاصة ب«اليونيفيل» داخل لبنان يجب إبلاغنا عنه قبل 42 ساعة من حصوله، حيث نفيد بدورنا عمليات القيادة، مع الإشارة إلى أن هناك ممرات داخلية محددة لانتقال «اليونيفيل» جواً يجب التقيد بها. إضافة إلى أن دخول الطائرات التابعة لقوات الأمم المتحدة من خارج لبنان بات محصوراً بمطار بيروت الدولي، حيث يتم تسجيلها في الأمن العام بشكل قانوني، ولم يعد مسموحاً أن تحط مباشرة في الناقورة كما كان يحصل سابقاً.

 

الصلاحيات

* هل من تداخل في الصلاحيات بين قوات «اليونيفيل» والجيش اللبناني يمكن أن يعترض تنفيذ المهام؟
- أضاف القرار 1701 على دور «اليونيفيل» مهمة عملانية هي «التنفيذ»، ولكن التنفيذ لا يعني التدخل المباشر وإنما يعني المراقبة البحرية والبرية والجوية وتسيير الدوريات، ثم إفادة جهاز الإرتباط عن أي تحرك مشبوه. أما معالجة هذا التحرك فيقتصر على الجيش اللبناني، وهذا أمر واضح بالنسبة إلى قوات الأمم المتحدة، لذلك ليس هناك من مشاكل تعترض تنفيذ المهمات. في الإطار نفسه، أود الإشارة إلى أننا نعد بروتوكولات تعاون على مختلف الصعد لتنظيم العمل مع قوات «اليونيفيل». ويمكن القول أن التنسيق العسكري يسير بشكل ممتاز، ولم تعترضنا حتى الآن أي مشاكل على هذا الصعيد.

 

مميزات جهاز الارتباط

* هل باشرتم التنسيق مع «اليونيفيل» في الشق المدني لا سيما على صعيدي الإنماء وأعمال الإغاثة؟
- التعاون على الصعيد الانساني ما زال في خطواته الأولى. فنحن الآن نؤمن الإتصال ما بين الجمعيات الأهلية والمسؤولين في «اليونيفيل» للتنسيق في الأعمال الانسانية وعمليات إعادة الإعمار. وكان قد سبق ذلك تنسيق بشأن عمليات تفكيك الألغام، كما نسعى حالياً لاعداد بروتوكول للتعاون الطبي.
* هل من مشكلة في التواصل اللغوي مع قوات اليونيفيل نظراً الى تعدد لغات المجموعات المشاركة؟
- من المميزات التي يتمتع بها ضباط جهاز الارتباط وعدد كبير من عسكرييه إجادة اللغات، وقد فوجئ ضباط «اليونيفيل» بقدرة ضباطنا على مخاطبتهم بلغاتهم الأم من إسبانية، وهندية، وإيطالية، وغيرها. إضافة طبعاً إلى اللغتين الإنكليزية والفرنسية، الأمر الذي يسهل مهمتنا إلى حد كبير.

 

غرفة العمليات

في ختام اللقاء، توجهنا برفقة رئيس جهاز الإرتباط إلى غرفة العمليات حيث يتولى فريق من الضباط المتخصصين تسيير المهام، والتنسيق ما بين ضباط الإرتباط اللبنانيين الموجودين مع قوات «اليونيفيل» من جهة، وقيادة الجيش والألوية المنتشرة في الجنوب من جهة أخرى. في هذه الغرفة، يسير العمل بتنظيم ودقة متناهية، فكل خطوة مدروسة، والمهام تنفذ وفقاً للخرائط، من خريطة الممرات الجوية، إلى خريطة القذائف والألغام غير المنفجرة، إلى خرائط تمركز الجيش اللبناني، وقوات «اليونيفيل»، فخرائط الاستعلام، وتعميد الأرض... كذلك تضم غرفة العمليات جدولاً بالنشاطات اليومية الخاصة باليونيفيل والجيش اللبناني وجهاز الإرتباط، وهي مزودة أجهزة الإتصال التي تبقيها على اتصال دائم بضباط الإرتباط الموجودين مع قوات اليونيفيل، والإطلاع على كل جديد وإفادة القيادة.