عبارة

جهود في كل اتّجاه
إعداد: العميد علي قانصو
مدير التوجيه

تركّزت جهود المؤسّسة العسكريّة خلال السّنة المنصرمة في مهمّات مواجهة الإرهاب. كانت النتيجة أن التّخطيط المتقدّم والعتاد المفيد والتضحيات الكبيرة، أفضت كلّها إلى الانتصار على الإرهاب، لا بل إلى القضاء عليه وكسر شوكته وهو في قمّة جنونه، وكانت النتيجة بالتّالي أنّ حدودنا باتت محرّمة عليه، وأنّ ديارنا، في المدن والقرى والمؤسّسات، من الشمال إلى الجنوب، باتت مطمئنّة إلى حياة أبنائها، في حاضرهم ومستقبلهم، وإلى صمود وحدتهم الوطنيّة في وجه الفتنة والمؤامرة والعبث بالمبادئ والقيم. خلال ذلك كلّه، يستمرّ الجيش في جهوزيته الكاملة على الحدود الجنوبية لمواجهة خطر العدو الإسرائيلي الذي ما انفكّ يهدّد لبنان، ويعلن قادته جهارًا عن رغبتهم في وضع اليد على جزء من ثروتنا النفطية الكاملة في البلوك البحري الرقم 9.
إنّ مواجهة أي من هذين العدوّين لا تتمّ على حساب الآخر، إذ إنّ الحسابات العسكريّة تشمل كل ما يتهدّد الوطن في أمنه واستقراره، والرسالة الرئيسة هي الإبقاء على هذا الوطن عزيزًا كريمًا محميّ الحدود موصولًا مع العالم ضمن الشرائع والأعراف. وما الدليل على حرص الجيش على واجباته كاملة إلّا مضيّ وحداته في القضاء على الخلايا النائمة، والتصدّي للشبكات التخريبيّة الإسرائيليّة، وكشف عملائها وإفشال أهدافها واحدًا تلو الآخر، وهذا لم يحصل في يوم أو يومين من الأيام الأولى للسنة الجديدة، إنّما يشمل تخطيطًا مستمرًا ورصدًا سابقًا ولاحقًا. وهاتان المهمتان الأساسيتان لا تحجبان في أيّ حال من الأحوال، مهمّة الحفاظ على استقرار الداخل، فالجيش لن يسمح على الإطلاق بتحوّل الاختلاف السياسي الذي هو من صلب نظامنا الديموقراطي، إلى صدام في الشارع وأعمال شغب يسعى اليها بعض الموتورين للإيقاع بين أبناء المجتمع الواحد، والإطاحة بما تحقّق من إنجازات وطنية كبرى على أيدي جميع اللبنانيين، وعلى أيدي شهدائنا وجنودنا الأبطال الذين ما بخلوا يومًا بدمٍ وعرقٍ وجهدٍ في سبيل الدفاع عن لبنان.
من هنا فلا فرصة سانحة لعدوّ في ملعبنا، وكما أنّه من المحتمل أن يأتينا الخطر من كلّ اتجاه، فإنّ مواجهتنا مهيّأة للصدّ والردّ في كل اتجاه أيضًا، ونحن أدرى باتّجاهات بلادنا.