كلمتي

لقد بدأ قائد الجيش العماد جان قهوجي خطواته الأولى، وفور تسلّم سدّة القيادة، بجولات تفقّدية على الوحدات العسكرية المنتشرة في المناطق اللبنانية في جنوبها وشمالها، لشدّ العزائم وتجديد الهمم من أجل مواصلة المسيرة العسكرية في الدفاع عن تراب البلاد، وحماية وحدتها الوطنية. وقد تلمّس القائد في جنوده تلك الصلابة التي عهدها فيهم، واختبرها على مدى سني خدمته العسكرية السابقة، كيف لا وهو رفيق المهمات الصعبة وقائد ميداني في جبهات مختلفة؟ واليوم، يخطو القائد خطواته التالية، في خارج الوطن، قاصداً أكثر من مصدر دولي وإقليمي للعتاد والسلاح، فهو يعرف أن جيشه يحتاج الكثير الكثير، وأنه منذ وقت طويل لم يتزوّد معدات جديدة، وأن الكثير من موجودات مخازنه قد تعرّض للإستهلاك على مدى زمن مرّ الوطن خلاله بأزمات واستحقاقات ومحطات مصيرية كان لها بالغ الأثر على البشر والحجر وكل شيء عزيز.
لقد تربّى الجندي في جيشنا على أن الإرادة الصلبة، والإيمان الوطني الصافي، والعقيدة العسكرية الراسخة والتدريب القاسي، والتمرّس المستمر والصيانة الدائمة... أمور كفيلة بالتعويض الجزئي عن نقص العتاد، لكن ذلك يدوم الى أجل، وهو لا يلغي أبداً الحاجة الى العتاد الحديث في جيش يواجه في كل يوم مهمات تفوق ما سبقه عدداً وكمية وصعوبة.
أمامنا عدوّان متمرّسان في الشر والعدوان: إسرائيل الطامعة في أرضنا ومياهنا وكياننا بأسره، والإرهاب حامل بذور الأهداف الخبيثة والمخططات السوداء والإرتباطات الخارجية المشبوهة، وعندنا المهمة الوطنية الدائمة ألا وهي الوقوف الى جانب المواطنين في ضمان الصيغة اللبنانية الفريدة، وفي حماية السلم الأهلي والإستقرار، وفي رعاية الحريات العامة كما نصّت عليها القوانين والأنظمة، السياسية أو الأمنية، وهذه المهمة الداخلية تستدعي هي الأخرى الكثير من العتاد، ليس بهدف قمع الناس، إنما لتجنّب تفاقم الأزمات التي تصيب بعضهم.
إن العتاد الجيد يحمي الجندي، ويسهّل تنفيذ المهمة في أقل ضرر ممكن، كما أنه يختصر المهل ويمنع أن يكون تنفيذ مهمة ما معرقلاً لتنفيذ مهمة، أو مهمات أخرى. تزويد الجيش العتاد الحديث هو من الهموم الأولى للقائد. المهمّات الصعبة تتطلّب سلاحاً متطوراً، والجندي الذي لا يبخل على وطنه بجهده وعزمه وعرقه، ودمه أيضاً عندما يدعو الداعي، يجب أن لا تبخل عليه مؤسساتنا المالية العامة بالرصيد المالي لتأمين السلاح من أحدث المصانع، قريبها وبعيدها.