جولات ميدانية

جولات قائد الجيش عقب كارثة بيروت: وحدة الدم والجهود

عقب الانفجار الذي دمّر مدينة بيروت في ٤ آب الماضي، كان لقائد الجيش العماد جوزاف عون عدة جولات تفقدية تابع من خلالها مستجدات الكارثة وتداعياتها، وأشرف على عمل الوحدات والقطع.

 

في جولته الأولى، تفقّد العماد عون المستشفى العسكري المركزي حيث عاد الجرحى والمصابين، متمنيًا لهم الشفاء العاجل. واطلع من رئيس الطبابة العميد الركن جورج يوسف على الإجراءات الاستثنائية التي قامت بها الطبابة العسكرية لجهة المساهمة بعمليات نقل الجرحى العسكريين والمدنيين وإسعافهم.

بعد ذلك انتقل قائد الجيش إلى منطقة المرفأ حيث تفقّد قاعدة بيروت البحرية ومبنى موسيقى الجيش ومبنى مديرية التوجيه وفوج المدفعية الأول في الكرنتينا، والتي كانت تضررت نتيجة الانفجار.

 

متابعة أعمال البحث والإنقاذ

في وقتٍ لاحق، تفقّد العماد عون منطقة الانفجار في مرفأ بيروت حيث جال على فرق البحث والإنقاذ المحلية والدولية، واطلع على العمليات التي تقوم بها.

معبرًا عن تقديره للجهود التي تبذلها.

بعد ذلك تفقّد العماد عون فرق الدفاع المدني والصليب الأحمر وفوج الإطفاء، والوحدات العسكرية المنتشرة في منطقة المرفأ، ونوّه بجهودها.

 

... والمستشفيات الميدانية وتوزيع المساعدات

كذلك جال قائد الجيش في المستشفيات الميدانية وشكر دولها على تجاوبها السريع لمساعدة لبنان.

وفي ختام جولته اطلع على سير العمل في إحدى النقاط الثلاث المخصصة لتوزيع الحصص الغذائية للعائلات المنكوبة في ملعب بلدية برج حمود التي تشرف عليها مديرية التعاون العسكري- المدني في الجيش.

في السياق نفسه، تفقّد قائد الجيش مركز توضيب المساعدات الغذائية التي وصلت إلى لبنان من دول شقيقة وصديقة، في البيال - فرن الشباك، واطّلع على الآلية المتبعة في العمل.

ونوّه قائد الجيش بالجهود التي يبذلها العسكريون والمتطوعون المدنيون في ظروف عمل صعبة وشاقة على مدار الساعة، مشددًا على أهمية التعاون والتكامل بين الجيش والمجتمع المدني في سبيل خدمة الوطن، خصوصًا في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها وطننا.

 

... وغرفة الطوارىء المتقدمة في بيروت

وزار العماد عون غرفة الطوارىء المتقدمة في مركز محافظة بيروت، حيث اجتمع إلى رئيس الغرفة العميد الركن سامي الحويك بحضور محافظ بيروت القاضي مروان عبود ورئيس البلدية المهندس جمال عيتاني ورئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء الركن محمد خير ونقيب المهندسين في بيروت جاد تابت.

تمحور الاجتماع حول آلية العمل المتّبعة في معالجة تداعيات انفجار المرفأ.

وعرض العميد الحويّك المعايير المتّبعة في تقديم الخدمات التي يحتاجها المواطنون، والتنسيق القائم بين الغرفة ومحافظة بيروت وبلديتها، إضافة إلى الجمعيات المحلّية والمنظّمات غير الحكومية.

وألقى العماد عون كلمة توجّه فيها بالتعزية لأهالي الشهداء الذين فقدوا أحبتهم متمنّيًا الشفاء للجرحى.

وأشار إلى أنّ الجيش تدخل فور وقوع الانفجار انطلاقًا من مسؤوليته الوطنية وواجبه تجاه أهله، موضحًا أنّ إعلان حالة الطوارىء جاء بهدف توحيد جهود الأجهزة والإدارات.

وقال: «المأساة كبيرة والوجع أكبر. ما يؤلم شعبنا يؤلمنا أيضًا. نتفهّم معاناة المواطنين، ونقف إلى جانبهم. لديهم ثقة بنا وسنكون على قدر هذه الثقة». ولفت إلى أنّ الجيش خسر في الانفجار ثمانية شهداء من خيرة ضباطه وعناصره وأكثر من ٣٠٠ جريحًا، كما تضرّرت العديد من ثكناته ومقرّاته العسكرية، وهذا إن دلّ على شيء فهو يدلّ على وحدة الدم بين الجيش والشعب.

 

ويتفقد إدارة مرفأ بيروت

وتفقّد العماد عون إدارة مرفأ بيروت حيث التقى رئيسها الجديد باسم القيسي، وأعضاء مجلس الإدارة للاطلاع على سير العمل في الجزء الأقل تضرّرًا من المرفأ.

وشرح السيد القيسي خطة العمل وفق الأولويات تسهيلًا لأمور المواطنين وإعادة إحياء المرفأ، وكيفية التنسيق بين الأجهزة العاملة فيه.

ثم تحدث العماد عون فقال: «يجب أن نمضي قُدمًا وأن ننهض من جديد كما طائر الفينيق. المرفأ هو الرئة الحيوية للبنان ويجب تكثيف الجهود سريعًا لإعادة العمل به».

وإذ لفت إلى ضرورة الانتباه لإمكان وجود مواد خطرة، طالبًا إجراء تفتيش عام في المستوعبات، أكد قائد الجيش أن المؤسسة العسكرية تضع بتصرف إدارة المرفأ كل إمكاناتها للمساعدة. وختم: «من مرفأ بيروت نقول، سنبقى دومًا إلى جانب الشعب ومن هنـا سنصـدّر إيماننـا بوطننـا للعالـم».