جيشنا

جيشنا... مهمات في مجالات مختلفة

تريز منصور

 

منقذ لبنان وخشبة خلاصه في مختلف المجالات. إنّه الجيش اللبناني، حامي الوطن والمدافع عن سيادته واستقلاله، وحافظ أمنه العسكري والاقتصادي والاجتماعي في أحلك الظروف.

تتجلّى هذه الصورة بأبهى حُللها في مديرية الشؤون الجغرافية، التي ومنذ إنشائها سنة ١٩٦٢، تنفّذ مختلف الأعمال الجغرافية على صعيد الجمهورية اللبنانية، مُسهمة في تخفيض كلفة إنتاج المطبوعات والتصوير الجوّي ووضع الخرائط الجغرافية المتخصصة. وفي ظل الأوضاع القائمة تواصل المديرية التصدّي للأزمات الواحدة تلو الأخرى، سواء تعلّق الأمر بطباعة أوراق لإخراجات القيد أو طوابع مالية وسواها.

 

تنفّذ مديرية الشؤون الجغرافية أعمالًا على جميع الأراضي اللبنانية، إضافة إلى التصوير الجوي وصناعة خرائط جغرافية حديثة ورقمية، وذلك باستعمال برامج نُظم المعلومات الجغرافية GIS لإنشاء الخرائط الذكية، التي تتضمن معلومات عن البيئة والسكان والمزروعات والمباني والطرقات وغيرها.

 

خرائط رقمية دقيقة بكلفة مقبولة

وقد خطت خطوة إضافية مهمة على صعيد صناعة الخرائط الرقمية الحديثة، إذ أمّنت طائرة تصوير جوي Drone مجهّزة بتقنيات حديثة، وهي من نوع Delta Quad، تتميز بقدرات الإقلاع والهبوط العمودي، ومصمّمة للطيران بشكل آلي مستقل تمامًا.

من مميزات هذه الطائرة المسيّرة أنّها مزوّدة بكاميرا عالية الدقة Sony A7R-17 61 Megapixel، وتراوح مدة طيرانها بين ٨٠ و١١٠ دقائق، وتقوم بمسح من ٣ إلى ٤ كلم٢ في المهمة الواحدة، ما يتيح إنشاء خرائط جوية عالية الدقة.

ويوضح مدير الشؤون الجغرافية العميد المهندس أحمد الجباوي أنّ أهم مجالات استخدام هذه «الدرون» هو تحقيق صور جوية للأراضي اللبنانية بشكل متواصل، بهدف استعمالها في تطوير الخرائط، وفي إنتاج مجسّمات ثلاثية الأبعاد، وتحديد مَناسب الأرض (ارتفاعها عن سطح البحر)، ويمكن الاستفادة منها في عدّة مشاريع وهي: مسح المقالع والكسارات وتقييم آثار الكوارث من حرائق وانفجارات وتغيّرات طوبوغرافية، ومراقبة التطوّر العمراني.

تزوّد مديرية الشؤون الجغرافية مختلف وحدات الجيش والقوى الأمنية ومختلف الإدارات العامة والبلديات والقطاع الخاص صورًا حديثة ودقيقة وخرائط مُيَوَّمة. وتشكّل هذه الصور الجوّية والخرائط أرشيفًا مهمًا في المديرية.

ويلفت العميد المهندس الجباوي إلى أنّه لدى المديرية فريق فنّي متخصّص في تحليل المعلومات وصناعة الخرائط الرقمية بدقة عالية ومهنية فائقة الجودة، وبالتالي فهي جاهزة لتنفيذ خدمة التصوير الجوّي وصناعة الخرائط الرقمية الحديثة لمصلحة الوزارات والإدارات العامة والبلديات والمؤسسات الخاصة والأفراد، بأسعار مقبولة.

 

أزمة إخراجات القيد والطوابع المالية

على صعيد آخر تفاقمت أزمة أوراق إخراجات القيد في الأشهر الأخيرة، ولامس سعر الواحد منها في السوق السوداء المليون ليرة لبنانية، كذلك تفاقمت أزمة فقدان الطوابع المالية. ومرة جديدة أثبت الجيش أنّه المنقذ في أصعب الظروف. فعلى الرغم من تأثير الأزمة الاقتصادية الحادة في العسكريين الذين يعيشون أوضاعًا بالغة الصعوبة، عملت مديرية الشؤون الجغرافية على تأمين المطبوعات للحدّ من معاناة المواطنين في إنجاز المعاملات الإدارية، وبكلفة منخفضة. تمّ العمل في مطبعة المديرية المجهّزة بأحدث آلات الطباعة والتي تضمّ فريق عمل فني متخصّص وذا كفاءة عالية وخبرة واسعة ويعمل ملتزمًا المعايير العالمية لجهة الدقة والسرية والأمان.

في العام الماضي تولّت المديرية طباعة مليون طابع مالي وعدد مماثل من أوراق إخراجات القيد، أمّا هذا العام فاعتبارًا من شهر نيسان الفائت، قامت المديرية بطباعة ٥٠ مليون طابع مالي تم تسليمها إلى وزارة المالية، وهي بصدد طباعة ١٠٠ مليون طابع حتى نهاية العام ٢٠٢١. وبالنسبة إلى إخراجات القيد بدأ العمل بطباعة الأوراق الخاصة بها في شهر آب الماضي، بعد تأمين الأموال اللازمة للمشروع من قبل المديرية العامة للأحوال الشخصية في وزارة الداخلية. وقد أمنت المديرية طباعة وتسليم ٤٥٠ ألف إخراج قيد إلى مديرية الأحوال الشخصية لغاية مطلع تشرين الأول، بمعدل ١٠٠ ألف نسخة أسبوعيًا، وهي بصدد طباعة مليون نسخة تباعًا.

 

الإشراف على عمل الكسارات

من أهم المشاريع التي تنفّذها مديرية الشؤون الجغرافية حاليًا مشروع مسح المقالع والكسارات والمرامل. فبموجب المرسوم الرقم ٦٥٦٩ الصادر عن مجلس الوزراء في ٣/٧/٢٠٢٠، قامت المديرية بمسح شامل لحوالى ٧٥٠ موقعًا بين مقالع وكسارات ومرامل على جميع الأراضي اللبنانية، واحتساب الكميات المستخرجة من هذه المواقع والبالغة ١٧٠ مليون متر مكعب تقريبًا. وسُلّمت المعلومات والخرائط إلى كل من وزارات البيئة والمالية والداخلية، لاستيفاء الرسوم وإزالة الضرر البيئي، والعمل على تنظيم هذا القطـاع المهـم جدًا على الصعيد الوطني.

على الرغم من الأوضاع القائمة، يثبت الجيش يومًا بعد يوم وأزمة تلو أزمة جهوزيته، واستعداده لتخفيف معاناة المواطنين وإيجاد حلول لمشكلاتهم، فتحية للزنود التي لا يثنيها تعب، وللهمم التي لا تهزمها صعوبات.