جايبلي سلام

جيش لبنان «جايبلي سلام» من 1943 إلى 2012
إعداد: ندين البلعة

«جايبلي سلام»... شعار رافق الإحتفال بعيد الإستقلال التاسع والستين، وقد أراد الجيش من خلاله توجيه رسالة مطمئنة إلى اللبنانيين، يؤكّد من خلالها عزمه على التزام واجبه في حماية السلم الأهلي. فمن دون استقرار وسلم أهلي لا استقلال ولا سيادة ولا دولة...
وسط الأزمات والصعاب، يستمر الجيش في أداء واجبه المقدّس، عازمًا على حماية الوطن من الأخطار أيًا كان مصدرها. والإحتفال بذكرى الإستقلال هذه السنة كان محطّةً جديدة جمع فيها حوله اللبنانيين، معلنًا أنّ الحفاظ على الإستقلال يحتاج دائمًا إلى إسهامات كل واحد منهم وتعاونه وتضحياته.


نشاطات مميّزة
العرض العسكري الذي أحيت من خلاله قيادة الجيش ذكرى الإستقلال، رافقته هذا العام نشاطات مميّزة أوّلها فيلم صُوِّر بالتقنية السينمائيّة، من إخراج ميلاد طوق وإنتاج مديريّة التوجيه، يعبّر عن معنى الفرح بالعيد، ويتولّى الجيش من خلاله رواية تاريخ لبنان للأطفال. فيلم قصير (7 دقائق) سريع الحركة، يعرض عمليات دهم ينفّذها عسكريون من القوات الخاصة، يدخلون إلى مدرسةٍ ويخرجون منها التلامذة فنعتقد أنّهم معرّضون لخطرٍ ما، لنكتشف في الختام أنّ الجيش حضّر مفاجأةً للأطفال فأحضر لهم الألعاب الناريّة وألعاب السيرك وفيلمًا يعرّفهم بتاريخ لبنان والجيش (عرض على شاشات جميع المحطات التلفزيونية اللبنانية).
أعقبت الفيلم مجموعة أغانٍ وطنية: «عَليّي» من مسرحية «جبال الصوان» للأخوين الرحباني، أنشدها كورال المعهد الوطني العالي للموسيقى - القسم الشرقي بمرافقة فرقة من موسيقى الجيش، ومن ثمّ أغانٍ من الريبرتوار الفنّي لفيروز والأخوين الرحباني، بالإضافة إلى أخرى لصباح ووديع الصافي.
كما تميّز الإحتفال بمشاركة حوالى 200 طالب من المتفوّقين في مختلف جامعات لبنان في العرض العسكري، دلالةً على دور الشباب في صون إستقلال بلدهم، وعلى عمق العلاقة بين المؤسسة العسكرية وشباب الوطن.

 

وقائع الإحتفال
ترأس حفل عيد الإستقلال الـ69 الذي أقيم في جادة شفيق الوزان في وسط العاصمة بيروت، رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وحضره كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، ووزير الدفاع فايز غصن، وقائد الجيش العماد جان قهوجي، ورئيس الأركان اللواء الركن وليد سلمان، بالإضافة إلى وزراء ونواب حاليّين وسابقين، وممثلي المقامات الروحية والبعثات الدبلوماسية المعتمدين في لبنان، وممثلي الجسم القضائي والإعلام المرئي والمسموع والمكتوب، وممثلي الهيئات الإقتصادية والإجتماعية والنقابية والأهلية، وقادة الأجهزة الأمنية وكبار الضباط والمدعوّين.

مع اكتمال وصول المدعوّين وعلم الجيش، ورئيس الإحتفال، عزفت الموسيقى لحن التعظيم والنشيد الوطني اللبناني. ثم أطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة رافقتها أبواق المراكب والبواخر المدنية والعسكرية، وتمّ تطيير الحمام والبالونات من لون العلم اللبناني. بعدها وضع الرئيس سليمان يرافقه كل من وزير الدفاع وقائد الجيش ورئيس الأركان، إكليلًا من الزهر على النصب التذكاري للشهداء على لحن معزوفة الموتى ولازمة النشيد الوطني ومعزوفة الشهداء، ليصعدوا من بعدها في سيارتَين عسكريّتَين مكشوفتَين لاستعراض الوحدات، بينما حلّق سربٌ من الطوافات العسكرية التي حملت العلم اللبناني وعلم الجيش فوق مكان الإحتفال.
ثم عُرض فيلم «جايبلي سلام» على شاشتَين ضخمتَين وضعتا أمام منصّة الحضور، وقدّم الكورال بإشراف الدكتورة لور عبس الأغاني الوطنية، وحلّق التشكيل الجوّي مجدّدًا متّخذًا شكل الأرزة اللبنانية.



عرض الوحدات
قائد العرض استأذن رئيس الجمهورية الذي أعطى الأمر ببدئه. وتوالت الوحدات والمجموعات المشاركة بخطى موقّعة كالآتي: الأعلام والبيارق، موسيقى الجيش، الكلية الحربية، مدرسة الرتباء، القوات البحرية، القوات الجوية، معهد التعليم، لواء الحرس الجمهوري، ألوية المشاة الأول والثاني والثالث والخامس والسادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر، اللواء اللوجستي، فوجا الحدود البرية الأول والثاني، فوج التدخل الخامس- سرية مكافحة الشغب، موسيقى قوى الأمن الداخلي، المديرية العامة لأمن الدولة، المديرية العامة للأمن العام، مديرية الجمارك العامة، الطبابة العسكرية، المركز العالي للرياضة العسكرية، مدرسة التزلّج، رابطة قدماء القوى المسلحة، فوج الإطفاء، حرس بلدية بيروت، فصيلة نقابين ومفرزة كلاب تابعتان لفوج الهندسة، اللجنة الأولمبية، اتحاد كشاف لبنان، الإتحاد اللبناني للمرشدات والدليلات، مجموعة من المتفوّقين في جامعات لبنان، ومجموعة خيّالة من المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي.


الوحدات التي شاركت في العرض بخطى رياضيّة تعاقبت كالآتي: أفواج التدخل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس، فهود قوى الأمن الداخلي، فوج المغاوير، فرع مكافحة الإرهاب والتجسّس، الفوج المجوقل، وفوج مغاوير البحر.
أمّا الوحدات المؤلّلة فكانت بحسب ترتيب السير: لواء الدعم (فوجا الإشارة والمضاد للدروع)، الشرطة العسكرية، فوج المغاوير، فوجا التدخل الأول والثالث، لواء المشاة الحادي عشر، الفوج المجوقل، فوج المدرعات الأول، فوجا المدفعية الأول والثاني، فوج الإطفاء، الدفاع المدني والصليب الأحمر اللبناني.
اختتم الإحتفال مع مغادرة علم الجيش، ثم هنّأ وزير الدفاع وقائد الجيش وكبار ضباط القيادة رئيس الجمهورية بالمناسبة، قبل أن ينتقل إلى قصر بعبدا ليستقبل المهنّئين، ومن بينهم قائد الجيش على رأس وفد من كبار الضباط.