اخبار جيشنا

حادث الراعي الصالح آثار موجة استنكار عارمة
إعداد: نينا عقل خليل

حاولت الأيدي الشريرة مرة جديدة العبث بأمن البلاد وإستقرارها عبر الجريمة النكراء التي نفذها المجند حسين الخلف وأدت الى استشهاد المجند أنطوان كورد وإصابة أربعة عسكريين بجروح. غير ان التحرك السريع للجيش والقوى الأمنية أدى الى تحديد مكان الجاني وتعقبه, وانتهى الحادث بإصابة الجاني بعد إطلاقه النار باتجاه القوى التي ردت عليه فقتل. وقد اثار الحادث موجة استنكار عارمة في البلاد.

رئيس الجمهورية العماد إميل لحود أجرى إتصالاً بقائد الجيش العماد ميشال سليمان حيث اطلع منه على تفاصيل الحادث وعزّاه باستشهاد المجند كورد, وطلب نقل تعازيه الى ذويه, كما اطمأن الى صحة الجرحى العسكريين. وشدد الرئيس لحود على “ضرورة اليقظة لتفويت الفرصة على الجهات الراغبة في الإساءة الى الإستقرار الأمني في البلاد”. مذكراً بما كان قد ابلغه الى القادة العسكريين يوم زاروه للتهنئة بالأعياد, حيث أنه “ليس من قبيل الصدف أن تستهدف مؤسسة القضاء والمؤسسات الأمنية وفي مقدمها الجيش, لأن هذه المؤسسات مجتمعة ومنفردة, هي من أسس الدولة القوية والقادرة التي تحمي وحدة البلاد أرضاً وشعباً, ولن يكون في مقدور أي جهة الإساءة الى هذه الوحدة التي تعكس خيار اللبنانيين وتمسكهم بما يتمتع به وطنهم من خصائص ومميزات شهد لها العالم أجمع واعتبرها مثلاً يحتذى”.

وأصدر وزير الدفاع الوطني خليل الهراوي بناء على إقتراح قائد الجيش وموافقة المجلس العسكري, قراراً بترقية المجند أنطوان كورد الى رتبة عريف مجند. كذلك أصدر قراراً آخر منح بموجبه وسامي الحرب والجرحى للمجند كورد لإصابته بجروح أدت الى استشهاده. وتفقد رئيس الأركان في الجيش اللواء الركن رمزي أبو حمزة, العسكريين الجرحى الذين أصيبوا في الحادث, واطلع على معالجتهم واطمأن الى صحتهم, ناقلاً إليهم تمنيات قائد الجيش بالشفاء العاجل.

 

تشييع الشهيد

شيّع الجيش المجند أنطوان كورد في مأتم أقيم في كنيسة سيدة المعونات - ­ ذوق مكايل بحضور ممثل قائد الجيش العقيد الركن علي سرور وعدد كبير من الضباط والعسكريين وحشد من المواطنين.
وقد ألقـى ممثل قائد الجيش كلمـة تأبينـية جـاء فيها:
نودعك اليوم يا أنطوان أيها الشاب اللبناني الوفي الخلوق المفعم بالرجولة والبذل والعطاء, بالأمس التحقت بالمؤسسة العسكرية بإرادة وعزم واندفاع في سبيل خدمة شعبك ووطنك, فكان لك ما أردت وارتديت الزي العسكري الذي طالما أحببت, وأقسمت يمين الوفاء للعلم, ثم شاء القدر أن تسقط شهيداً وإن كان في غير الساحة التي كنت تحلم بها وترتضيها لنفسك, في جريمة بغيضة استهدفت الجيش, عائلتك الكبيرة التي تحتضن جميع أبناء الوطن. لكن فلتطمئن روحك الطاهرة, بأن الجيش كان وسيبقى أقوى من كل العواصف ولن تقف في طريقه جميع محاولات إضعافه والنيل من مسيرته الطويلة المضمخة بالعرق والجهد والتضحيات. وتأكد أن العقاب الصارم سيكون من نصيب كل من تسوّل له نفسه التعرض لحماة الوطن وأمنه وإستقراره.

 

أنطوان
لقد شاء القدر أن ترحل باكراً وأنت في مطلع الشباب في حادث آلمنا جميعاً وأصابنا في الصميم, لتنضم الى قافلة شهداء الجيش الأبرار, علي حمزة ورضوان ملحم وعلي صالح وسواهم من الذين سبقوك في بذل أرواحهم قرابين على مذبح الوطن, رحلت بصمت وهذا قدرنا نحن العسكريين نغادر الحياة على حين غفلة في سبيل أن تصان الأرض ويبقى الوطن.

 

أنطوان
ستبقى في قلوبنا شذى زكياً يعطر دربنا الطويل, نحييك اليوم وننحني أمام روحك الطاهرة ونقدم باسم قائد الجيش العماد ميشال سليمان أحرّ التعازي لأهلك وأصدقائك ومحبيك. ودمت أثراً طيباً في تاريخ الجيش ومنارة مشرقة في سماء لبنان...

 

وفد من وادي خالد زار الجرحى

وفي وقت لاحق, قام مختار وادي خالد السيد سليمان مرعي ووفد من المنطقة, بعيادة العسكريين الجرحى, واطمأن الى صحتهم وقدم لكل منهم لوحة رُسم عليها العلم اللبناني بالورود. وقد أبدى المختار أسفه للحادث مذكراً أن وادي خالد وأهلها بعيدون عن مثل هذه الأعمال المشينة, ويكنّون لجميع اللبنانيين من مختلف الفئات والمناطق, المحبة والإحترام, كما أكد إعتزازه بالمؤسسة العسكرية وثقته بحكمة وشجاعة قيادتها.
كذلك أصدر مختار وادي خالد باسم عائلة المجند حسين الخلف بياناً جاء فيه:
“نحن أهالي المجند حسين الخلف في وادي خالد ­ لبنان, نطلب من جميع الفعاليات الدينية والسياسية والجمعيات الإجتماعية عدم إستغلال الحادث الفردي, ونحن كلبنانيين لنا الثقة المطلقة في المؤسسة العسكرية وعلى رأسها قائد الجيش اللبـناني العماد ميشال سليمان المعروف بوطـنيته الصادقة ومحبته لجميع أفـراد القـوات المسلحة اللبـنانية, فالجـيش هو سـياج الوطـن الغالي ودرعه الواقـي”.

 

بيانان من مديرية التوجيه

أصدرت قيادة الجيش ­ مديرية التوجيه بيانين حول الحادث, هنا نصيهما:
-  في تاريـخ 30 / 12 /2002, وفي داخـل ثكـنة الراعـي الصالح ­ الدكوانــة, أقدم المجـند حسين الخـلف على إطـلاق النـار عشـوائيـاً في إتجـاه عسـكريـين ممـا أدى الى استشهاد المجـنـد أنطـوان كـورد وإصابـة أربعـة عسكريـين بجـروح غير خطـرة, ثم فرّ الى جهة مجهـولـة. تجـري ملاحقة الجاني للقبض علـيه وإحالته على القضـاء. وبوشـرت التحقـيقــات فيـما تم نقـل الجرحـى الى المستشـفى للمـعالجـة.


-  إلحاقـاً لبـيانها السابق والمتعلق بحادث إطلاق النار داخل ثكنة الراعي الصالح في الدكوانة, تمكنت القوى الأمنية ظهر اليوم من تحديد مكان وجود مطلق النار المجند حسين الخلف في إحدى تلال كفرشيما فطوّقت المكان حيث بادر الجاني الى إطلاق النار باتجاه القـوى التي ردت عليه ما أدى الى مقتله.

 

اليرزة في 31  / 12 /2002