سياحة في الوطن

حَدْ الأتون أو مقر الملك حسون؟ أرض عاشت كل التاريخ

اختارها الملك حسون وسكن فيها وحكمها، وأصرّ على التغلغل في ترابها بعد موته. وكذلك فعل كثيرون بعده، فأحبوا البلدة وبنوا فيها بيوتهم، وبقيت آثارهم من كنائس ونواويس رائعة تدل على عظمة البلدة الصغيرة اليوم في الماضي الغابر. انها حدتون البترونية أو الحثية كما كانت في الماضي تخبرنا عن تاريخها وتهمس الينا بما في قلبها الكبير. قرية وادعة تتسم بالهدوء والسكينة لا يسمع فيها سوى حفيف أوراق الشجر المتمايلة مع نسمات تشرين. بيوت الحجر القديم التي تنسج طابع القرية اللبنانية التراثية، حافظ عليها الأهلون فبنوا جديدهم على هذا الطراز الجميل الذي ساد قرانا منذ عقود. حدتون، نطاق جغرافي يقع في قلب جبل لبنان وجزء من الجبل الذي قال عنه دومينيك شوفاليه أنه «محور عاش كل التاريخ»، فحدتون عاشت تاريخ الشعوب الكثيرة التي مرت على أرضها، وآثارها تدل إلى الحضارات الفينيقية والرومانية والبيزنطية التي تعاقبت عليها.

تفسيران للاسم ولكل منهما ما يؤكده

تردّ الروايات الشعبية وبعض التحليلات تسمية «حدتون» الى تفسيرين مختلفين: يقول التفسير الأول ان الاسم في الأصل مؤلف من كلمتين «حد» و«أتون» والتي تعني قرب الاتون وهو البناء الحجري المستدير الذي يصنع فيه الكلس، وكان قديماً يشكل المادة الأساسية المستعملة في البناء. وفي الواقع فإن منازل القرية وآثارها ومعالمها المتراكمة مع الزمن، تقع قرب «الأتون» الذي ما يزال بناؤه قائماً الى الجهة الجنوبية الغربية من مبنى كنيسة مار الياس ومجمعها الرعوي المشيّد حديثاً. أما التفسير الآخر فيقول ان حدتون كان يحكمها في الزمن الغابر، ملك يدعى «حسون» وحرّف لفظه لاحقاً فأصبح «حتون» أو «حدتون»، وفق اللغة التي كانت تتغير مع تغير المقيمين فيها. وهذا الاحتمال مرده الى كون الآثار الموجودة في حدتون، تدل على أهمية سكانها وفرضية أن يكون حاكمهم ملكاً. وأكبر دليل على ذلك الناووس الحجري الضخم الذي ما يزال موجوداً، والمرجح انه كان مدفناً لملك أو حاكم ذي شأن واعتبار. وتدل آثار الكنيسة القديمة المرصعة بالفسيفساء وذات القناطر المقببة والأسواق المهندسة بشكل رائع، على ان سكان القرية كانوا على قدر من النفوذ والاعتبار مكّنهم من إقامة هذا البناء، وكانوا بقيادة الملك «حسون» المبنية عليه هذه الفرضية.

هضبتان تشرفان على المنطقة الممتدة من جبيل إلى جبل تربل

تنتشر منازل حدتون على هضبتين ممتدتين من الغرب الى الشرق. تبدأ الهضبة الاولى من المنحدر الغربي في محلة «شواليق» وتتابع صعوداً وصولاً الى محلة الكنائس حيث تقع في هذا المحيط غالبية المنازل في الوقت الحاضر، وكذلك المواقع الأثرية وأساسات الأبنية السكنية للذين أقاموا في القرية في العهود القديمة. وتكمل هذه الهضبة امتدادها شرقاً لتتصل من جهة الشرق بتلة الصليب في الخلة المسماة «حرش أبو علي» على ارتفاع 1250 م، والموصولة من الجنوب الشرقي بقرية رام. وتبدأ الهضبة الثانية من التلة التي يقع عليها دير مار ضوميط في محلة «ضهر بيت خليفة» (كما ورد الاسم في الخرائط الجغرافية الموضوعة أيام الانتداب الفرنسي)، وتكمل الى محلة «البطحا» وتتابع صعوداً لتلتقي الهضبة الاولى. وتشرف الهضبتان على مناطق جبيل والبترون الساحلية والكورة وصولاً الى طرابلس وجبل تربل في الشمال. تغلب على المناخ في حدتون خاصية الصيف الجاف، وشتاء البرد القارس، وموقعها الجغرافي يمنع تكاثف الرطوبة على الشواطئ البحرية من الامتداد والتأثر به؛ إذ نادراً ما يصل الضباب ورطوبته الى حدتون. ارتفاعها الذي يتجاوز الألف متر عن سطح البحر يجعلها جارة للسلسلة الغربية من جبال لبنان وامتداداً طبيعياً، من جهة الشرق، لجبل ترتج المطل على سهل البقاع. وتحيط بحدتون غابات السنديان والعفص والملول، ففي جنوبها الغربي منطقة حرجية تمتد من قرية «برناسا» المتهدمة والمهجورة وصولاً الى محلتي «كعب الشير» وعين الكبيرة؛ ومن الجهة الشمالية الغربية أحراج محيط «نهر حبات»؛ ومن جهة الشرق الغابة الممتدة من محلة الكسارة حتى محلة «عربة أبو علي» على ارتفاع 1250 م.

مقرٌ للعظماء

في وثيقة خطية مكتوبة بيده، قال الخوري اسقف يوسف داغر، الذي يعتبر عالماً موثوقاً به في تاريخ الآثار والأسر اللبنانية، عن آثار حدتون: «ان الآثار القديمة جداً من نواويس وهيكل قديم، وقلعة وسور، تدل صريحاً على أن حدتون كانت مقراً لعظماء، وتشهد بذلك قبورهم الفخمة، ولا يبعد أن يكون  اسم حتون أو حثون من حثيين، حثيون...». وفي إطار حديثه عن آثار البلدة يقول:
«... عند مدخل حتون من جهة ترتج مقلع قديم وجد قبل اختراع البارود وآثار تقطيع الحجارة باقية في الصخور، ولقد كانوا يستعملون الخشب المشرب ماء لغلق الصخر. وقيل انه كانت عندهم آلات لنشر الصخور... وفي داخل القرية كثير من الحجارة القديمة الضخمة، منها ما هو فوق الأرض، ومنها ما هو تحت الردم وفيها 30 ناووساً لها أغطية، بعضها عليه نقوش مثل وجه الشمس والهلال. وثمة معاصر كثيرة في الصخور، تدخل في الصخر الى دار فسيحة وعلى جوانبها قبور مثل حُجر داخلية رومانية أو فينيقية». «... وفي محل بيضون على رابية عالية عمار (بناء) مقطع على شكل دير: حجارة بدون كلس وقد وجدوا فيه أوعية من حجر دريبي من بلاد عكار على شكل جرن وضمنه مدقة من الحجر نفسه». وفي الوثيقة أيضاً: «زار هذه القرية رينان، ونقل الكتابات الموجودة فيها ودرس آثارها وقد كتب عن الكنيسة القديمة التي شاهدها بعينه. ويذكر القدماء كتابة كانت على عتبة الكنيسة، محاها البناؤون الذين حفروا العتبة ووضعوها فوق باب الكنيسة الجديد. وقد أخبر القدماء ان حتون كانت مسورة وللسور باب منقوش، على عتبته كتابة وداخله (السور) بنايات عديدة حجارتها كبيرة منحوتة... وتوجد حجارة ضخمة بطول مترين وعلو متر. ويقولون ان قلعة كانت موجودة قبالة القرية، باقٍ منها حجارة كبيرة، وبقربها الناووس العظيم المنقوش.

النواويس

في دراسة شاملة عن منطقة البترون، ومن ضمنها قرية حدتون، يتطرق الدكتور جان نخول إلى نواويس حدتون، ثلاثة أو أربعة منها تشبه نواويس عدلون. وهو يتحدث عن صلبان داخل دوائر منقوشة في الصخر على أغطيتها. ففي حي أول الضيعة، ناووس جميل الشكل، مكسور من الجهتين يطلق عليه أهل القرية لقب قبر الملك حسون. وقد تم اكتشافه أواخر الستينيات عندما كانت احدى الجرافات تقوم بإصلاح الأراضي. أما غطاؤه فعقد في الأرض على جهة الطول منه ثلاث قناطر محفورة، تنتهي الأولى بشكل زهرة، والثانية بشكل صليب، أما القنطرة الثالثة فمكسورة. ويبلغ طوله حوالى 189 سم وعرضه 61 سم وارتفاعه 84 سم.

مغارة القطين

تقع الغرفة الجنائزية في وسط القرية ويشبه شكلها «القطين» وهو التجويف الصخري المستطيل المكون بكامله من الصخر الطبيعي والمقفل من ثلاث جهات ومفتوح طبيعياً من احدى جهتيه الطوليتين. وتحوي هذه الغرفة أربعة نواويس - مدافن محفورة جنباً الى جنب في الصخر. وذلك عكس الناووس الأول والذي يتخذ شكل منحوتة مستقلة متحركة يمكن نقلها من مكان الى آخر.
ويضيف الدكتور نخول في دراسته: «ان بلدة حدتون تحوي العدد الاكبر من النواويس والغرف الجنائزية في بلاد البترون. ووجود هذه النواويس يؤكد قدم قرية حدتون كمجتمع سكني معروف، منذ العصور ما قبل المسيحية، كما يؤكد دخول المسيحية منذ عهدها الأول، وازدهارها خصوصاً في العهد البيزنطي، وهذا ما تؤكده أيضاً المعلومات حول الكنيسة البيزنطية الرائعة التي بنيت على أنقاضها كنيسة مار الياس القائمة حالياً في البلدة». ويلاحظ نخول ان غالبية النواويس والآثار القديمة تمتد من محلة القطين داخل البلدة، نزولاً الى محلة «الصيران» وصولاً الى محلة «وادي الزيتون»، مما يؤكد ان النطاق السكني لأهالي حدتون القدماء، كان على امتداد هذا المحور، خصوصاً وانه خلال استصلاح بعض الأراضي تم العثور على أساسيات منازل سكنية من القرية القديمة، وقطع فخارية مكسرة عثر في احداها على التبر.

كنيسة مار الياس: قبتها من أجمل قبب الكنائس

في احدى صفحات كتابه «دفتر الكتب الخمسة»، يقول الخوري نعمة الله نصار خليفة عن كنيسة مار الياس: «هذه الكنيسة قد بناها أهالي حدتون الحاليون، وهم جميعاً خليفيون، على طلل الكنيسة القديمة ومكانها. والكنيسة القديمة التي تقوضت أساساتها بقيام البناء الجديد، كانت على أحسن طراز... كانت مسقوفة بالحجر وأحجارها لم تتخللها حصاة واحدة (حشوة)... وكان في الكنيسة، أربع قناطر، اثنتان للجنوب، ومثلهما لجهة الشمال، وأرضها من الفسيفساء المتقنة جداً. في 2 تشرين الثاني سنة 1896 كرست الكنيسة على اسم السيدة من قبل المطران الياس الحويك مطران عرقة. لكنها وبعد أربعة أعوام تحولت الى اسم مار الياس بعد أن عثر على وثائق تتحدث عن هذا القديس في أوراقها القديمة. تعتبر قبة كنيسة مار الياس في حدتون من أجمل قبب الكنائس المارونية في لبنان، حيث يبلغ ارتفاعها عشرة أمتار من القاعدة حتى أعلى صليبها. ويدل شكلها الهندسي والاتقان في صقل حجارتها على قيمتها الأثرية. وهي مبنية من الحجر الطبيعي المصقول، ومثبتة بالكلس المقوى بمواد كيماوية حفظتها طوال المئة عام المنصرمة التي مرت على بنائها، وفي أعلاها صليب حجري ضخم يبلغ ارتفاعه حوالى المترين.

كنيسة السيدة القديمة والسنديانة الدهرية

يعود تاريخ بناء هذه الكنيسة الى القرن الثالث عشر الميلادي وكان بناؤها من الحجر الطبيعي، ومساحتها صغيرة مؤلفة من سقف معقود بالحجارة بشكل قنطرة، تحتها مذبح من الحجر الطبيعي مقصوب بطريقة بدائية. ووراء المذبح مباشرة درج صخري لولبي ينحدر الى الأسفل حوالى المترين حيث يتصل بدهليز طبيعي طوله نحو 01 أمتار ليطل الى حجرة محفورة في الصخر تعرف بالمغارة.
تكوكب المسيحيون القلائل حول هذه الكنيسة ومغارتها «الملجأ» من القرن الثالث عشر حتى بداية القرن السابع عشر، تاريخ تهجيرهم من حدتون. تعرض قسم من بناء الكنيسة للخراب بسبب عوامل مختلفة، الى أن أعاد الخليفيون ترميمها بداية القرن التاسع عشر واستمروا في صيانتها وترميمها، حتى نهاية الحرب العالمية الاولى، حين أدى تسرب المياه من سطح الكنيسة الترابي إلى انهيار جدرانها المتصدعة. تداعى البناء وسقط سقفه وجدرانه تباعاً، ولم يبق منه مع حلول العام 1930 سوى الحائط الشرقي من الكنيسة الذي بقي متماسكاً بفضل القنطرة الحجرية المعقودة فوق المذبح.
من جديد تم ترميم البناء العام 1936 فاختفت آثار البناء القديم والدرج الحجري اللولبي المؤدي إلى الأسفل والموصل الى الدهليز الذي يربط الكنيسة بالمغارة السفلية. الى الجهة الشرقية من الكنيسة «سنديانة السيدة» الدهرية، التي يقول خبراء أشجار السنديان ان عمرها يتجاوز الأربعماية سنة. وهي تظلل ساحة الكنيسة والفسحة التي كانت تضم مدافن القرية منذ مئات السنين.

مغارة السيدة

تقع هذه الحجرة المحفورة في الصخر داخل كتلة صخرية تحت بناء كنيسة السيدة الحالية التي بنيت على أساسات الكنيسة القديمة. وهذه الحجرة تعود كما تدل الملامح والتآكلات الظاهرة عليها، الى مئات السنين. ولا يمكن الجزم عما اذا كانت محفورة منذ العهد الفينيقي لإقامة شعائر دينية، لكنها تعرف باسم «مغارة السيدة». قياساتها نحو 6 أمتار طولاً وخمسة أمتار عرضاً وأكثر من مترين ارتفاعاً. ولها باب ضيق لا يتعدى عرضه نصف المتر وارتفاعه متر ونصف، ويقع هذا الباب من الجهة الشمالية للمغارة يمكن دخوله من الطريق العامة. وقد أقفل هذا الباب في السنوات الأخيرة بسبب الردميات المستعملة في رفع مستوى الطريق. وتدل المؤشرات الطبيعية والأثرية على ان هذه المغارة موصولة بدهليز تحت الأرض يصلها بمبنى الكنيسة القائمة فوقها، وهي تتسع لأكثر من خمسين شخصاً.

العريشة و«المصطبة» في بلدة مزنرة بحب أبنائها

في ظل عريشة كبيرة تتدلى منها عناقيد العنب الذهبية، وعلى مصطبة واسعة مرحبة، استقبلنا مختار بلدة حدتون فادي عبدالمسيح الذي يسكن قريته صيفاً وشتاءً، ويفاخر بالانتماء اليها وبالحديث عنها، فأبناء حدتون  يحفظونها في قلوبهم كما يقول. ويضيف: تتميز حدتون بالوداعة والهدوء وجو الألفة المخيم على البلدة ونفوس الأهالي فيها؛ فعلى الرغم من كل الأحداث التي عصفت بالبلاد وبالمنطقة بشكل خاص، لم يحصل داخل البلدة أي خلاف بين الأهالي أو مع جيرانهم في البلدات المجاورة. ومنذ القديم وحتى اليوم فإن أي خلافات خارجية لا تؤثر على علاقة أهل البلدة بعضهم ببعض، فثمة جو من الأخوة يربط بينهم بأواصر متينة لا تتزعزع أبداً. وفي بلدتنا نسبة المتعلمين كبيرة، وغالبيتهم يعملون في قطاع التعليم، إلى ذلك فإن الجيل الجديد في حدتون، كما القديم، يتميز بنوع من المثالية والتهذيب وهو أمر أصبح نادراً في أيامنا الحاضرة.

مواسم

تشتهر حدتون زراعياً بمواسم الزيتون الذي ينتج بكميات وافرة، فهذه التربة المعطاء تنتج أفضل زيتون وزيت، كما أثبتت أبحاث خبراء من وزارة الزراعة. كذلك تشتهر حدتون بمواسم العنب الذي يصنع منه العرق البلدي الذي ذاع صيته في المنطقة كلها. وبساتين البلدة زاخرة بأشجار التفاح والكرز والخوخ والدراق. ومن الخضار التي تزرع في البلدة، الملفوف والخس والبندورة والبقول كالبقدونس والنعنع وكلها ذات طعم «ولا أطيب». وعن مصادر المياه في حدتون قال المختار عبد المسيح؛ في البلدة عدة ينابيع هي العين الكبيرة، عين الفوقا، نبع نهر حبات، عين جوا، عين شتوية، ونبع الضهر، لكن المصدر الذي نتزود منه مياه الشفة هو في وطى حوب - تنورين.

رياضة وثقافة

حدتون المشهورة بطبيعتها الجميلة وتاريخها العريق، مشهورة أيضاً في المنطقة بناديها الذي حقق عدة مرات المراتب الأولى في بطولات القضاء والمحافظة في الكرة الطائرة وتأهل للمشاركة في بطولة لبنان. وتشغل الثقافة حيزاً مهماً من نشاطات النادي الذي أسس مكتبة ساهم أهالي البلدة في اغنائها، كما ساهمت في ذلك وزارة الثقافة والحركة الثقافية - انطلياس، وجهات أخرى.
حدتون البترونية واحدة من أجمل قرانا اللبنانية التي استطاعت في آن أن تحافظ على طابعها التراثي الجميل، وأن تواكب عصرها.

كيف تصل الى حدتون؟

حدتون، بلدة بترونية جبلية، ترتفع عن سطح البحر 1050م، يبدأ نطاقها العقاري بارتفاع 950م من حدود ملكيتها لجهة الغرب، وينتهي بارتفاع 1250م على قمة «تلة الصليب» في محلة «عربة بو علي» المتصلة بجبل ترتج من جهة الشرق. تحدها من جهة الغرب راشا، وفي الجنوب الغربي برناسا، ومن جهة الشمال آصيا، ومن الشمال الشرقي قرية بشعله، ومن الجنوب ميفوق وديرا سيدة إيليج والقطارة، ومن الشرق ترتج ورام.

عائلات حدتون
خليفه، عبدالمسيح، الشدياق، ريشا، سمعان، نصر، الخوري سابا.
 

مرجع: تاريخ حدتون بالوثائق من العصور الأولى حتى 1950م. تأليف العقيد شوقي فؤاد خليفة.