مناسبات واعياد

حدث في 14 شباط
إعداد: ريما سليم ضومط

يوم الحب ليس حباً بالضرورة!

14 شباط اليوم العالمي الذي يحمل في طياته الفرح لملايين العشاق في العالم، يحمل أيضاً الألم وخيبة الأمل للكثيرين. فحوادث القتل والسلب وغيرها من الجرائم التي لا تمت بصلة الى الحب ولا لأي من "مشتقاته" لا تأخذ بعين الإعتبار عيد العشاق وبالتالي فإنها لا تستثنيه... من بين الأحداث التي حصلت في تاريخ الرابع عشر من شباط، نعرض ما يلي.

 

مقتل الكابتن كوك مكتشف جزر الساندويش

في الرابع عشر من شباط عام 1779، قام السكان المحليون لجزر الهاواي بقتل الكابتن جايمس كوك المستكشف والملاح لدى زيارته الثالثة الى مجموعة جزر الباسيفيك. وجايمس كوك كان ضابطاً في البحرية الملكية في انكلترا. قاد في العام 1768 حملة من العلماء الى تاهيتي لدراسة مسيرة كوكب "الزهرة"، فعاد الى انكلترا بعد ثلاث سنوات مستكشفاً الساحلين النيوزيلندي والأوسترالي. في بداية العام 1772، ترأس كوك حملة هامة الى جنوب محيط الباسيفيك مكتشفاً "نيو كاليدونيا" بعد ثلاث سنوات من الإستطلاع. وفي كانون الثاني من العام 1778، قام برحلته الأولى الى جزر الهاواي فاكتشف جزر "الساندويش" أكبر الجزر الأميركية. في هاواي، لاقى كوك وطاقمه ترحيباً عارماً من قبل السكان المحليين الذين أعجبوا بالسفن الأوروبية وباستخدام الحديد في صناعتها، فقايض "كوك" بعض الأجزاء المعدنية لقاء الإرساء في ميناء في الجزيرة. بعدها اتجهت السفن شمالاً للبحث عن الطرف الغربي لإحدى الممرات الغرب شمالية التي تصل شمالي الأطلسي بالمحيط الباسيفيكي. لم يمض عام على الرحلة المذكورة حتى عادت سفينتا "كوك" الى جزر الهاواي واستقرتا في خليج "كيالاكيكوا". وصدف وصول السفينتين يوم الإحتفال بـ"لونو" إله الخصب عند سكان الجزيرة، فاعتقد هؤلاء أن لزيارة كوك وطاقمه علاقة بالعيد ،لا سيما وأن الميناء الذي استقروا فيه يعتبر المقر الرئيسي للإله المذكور، فجرت معاملة الكابتن الإنكليزي وطاقمه معاملة الآلهة، وظلوا كذلك الى أن توفي أحد أعضاء الطاقم بعد شهر من الإرساء في الجزيرة، فغضب الأهالي إذ اكتشفوا أن زوارهم ليسوا آلهة بل هم أناس عاديون. غادر كوك هاواي في 4 شباط 1779، إلا أن الرياح القاسية أجبرته على العودة بعد عشرة أيام فقط، فكان أن استقبله السكان بالحجارة، ودارت معركة بين الطرفين راح ضحيتها عدد كبير من الطاقم ومن بينهم الكابتن كوك.

 

مجزرة سان فالنتاين

في 14 شباط 1929، قامت مجموعة من القتلة المأجورين باغتيال سبعة أعضاء من عصابة جورج موران داخل كاراج شمالي شارع كلارك في مدينة شيكاغو. مرتكبو الجريمة كانوا من أتباع المجرم الخطير آل كابوني أحد أشهر رؤساء العصابات المتخصصة بالجريمة المنظمة. أما الهدف فكان اغتيال جورج موران أحد قادة العصابات المعادية. الجريمة التي أطلق عليها تسمية "مجزرة سان فالنتاين" أثارت موجة عارمة من السخط في وسائل الإعلام التي تناولت نشاطات آل كابوني غير المشروعة وجرائمه، ما حدا بالسلطات الفدرالية الى مضاعفة جهدها في البحث عن الدلائل الكافية لإدانته وزجّه في السجن. وآل كابوني هو في الأصل ألفونس كابوني. ولد في بروكلين عام 1899 من والدين إيطاليين. كان الأخ الرابع لتسعة أولاد وقد ترك المدرسة في الصف السادس ليلتحق بإحدى العصابات المحلية. في عمر الثامنة عشرة تعرّف كابوني بـ جوني توريو أحد القادة في عالم الإجرام ونشأت بينهما صداقة قوية. في العام 1917، تزوج كابوني وانتقل مع زوجته الى بالتيمور حيث باشر عملاً شريفاً في إحدى المكتبات، إلا أن صديقه القديم توريو لم يدعه وشأنه فأعاده الى شيكاغو حيث عيّنه مديراً لإحدى فروع إمبراطوريته التي بناها من التجارة غير المشروعة للكحول بعد أن منعها الدستور في العام 1919. بعد تعرض توريو لمحاولة اغتيال من قبل عصابة موران في العام 1925، أعلن تقاعده مسلّماً أعماله لآل كابوني، فنقل الأخير مقر رئاسته الى فندق فخم وأصبح من الشخصيات المعروفة في مجتمع شيكاغو، فيما أخذت امبراطورية الجرائم التي ورثها بالتوسع شيئاً فشيئاً. خلال هذه الفترة، وبعد قيام رجاله بقتل مدّعٍ عام، بدأت شرطة شيكاغو بملاحقته ومتابعة أعماله لإدانته من دون أن تجد أي دليل ضده.

في شباط 1929، كان آل كابوني في فلوريدا عندما أعطى الأمر باغتيال جورج موران. قضت خطة العمل باستدراج موران الى كاراج في شيكاغو بحجة بيعه كمية من الويسكي بسعر منخفض. وفي صباح 14 شباط، وهو اليوم المحدد للعملية، وصل موران متأخراً الى المكان المتفق عليه ليلحظ عن بعد رجلي شرطة وتحريين يتجهون نحو باب الكاراج فهرب في الحال واختفى عن الأنظار. والواقع أن هؤلاء الرجال لم يكونوا سوى رجال كابوني متنكرين بزي الشرطة وقد دخلوا الكاراج ظناً منهم أن موران قد سبقهم إليه فأفرغوا رصاصات مسدساتهم في رأس سبعة من رجاله لاعتقادهم بأنه واحد منهم. بعد انتشار الخبر، ذعر الشعب الأميركي لهول الجريمة (آنذاك) وطالبوا بإدانة آل كابوني، إلا أن ذلك لم يحدث كونه قدم لشرطة حجة غياب مقنعة. بقي كابوني طليقاً حتى حزيران 1931، حيث أدخل الى السجن بتهمة التهرب من الضرائب. وفي تشرين الأول من العام نفسه، حكم عليه بالسجن إحدى عشرة سنة ودفع غرامة مالية قدرها ثمانون ألف دولار أميركي لقيامه بعدد من الجنح. إلا أن السلطات أطلقت سراحه بعد مضي 6 سنوات ونصف بسبب حسن السلوك. لدى خروجه من السجن، أعلن كابوني تقاعده ليمضي بقية حياته في منتجع خاص في ميامي سبق له أن اشتراه بمبالغ طائلة "أيام العز".

 

اللص الظريف

في 14 شباط 2000، دخلت مجموعة من المسلحين الى فندق في إحدى الولايات الأميركية حيث قاموا بضرب موظف الإستقبال وسرقة مبلغ 150 دولاراً أميركياً. كانت العصابة لتنجو بسرقتها، وكنّا لنعذر السارقين بحجة أنهم يحتاجون المبلغ لشراء هدايا لحبيباتهم يوم عيد العشاق، لولا أن أحد أفراد العصابة أضاع أثناء عملية السلب خاتمه الماسي الذي تبلغ قيمته ألفين وخمسمئة دولار أميركي !تم القبض عليه بالطبع أثناء العودة للبحث عن الخاتم...