وقفة وفاء

حديقة باسم الملازم أول الشهيد جورج فهد في القبيات
إعداد: جان دارك أبي ياغي

برعاية قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلًا بقائد فوج التدخل السادس العميد الركن المغوار مروان عيسى، وبالتعاون والتنسيق بين مؤسسة المقدم المغوار الشهيد صبحي العاقوري وبلدية القبيات، تمّ افتتاح حديقة الملازم أول الشهيد جورج فهد، وذلك في احتفال على مسرح مدرسة سيدة السلام لراهبات المحبة - القبيات.


بداية الاحتفال
حضر الاحتفال شخصيات سياسية وأمنية واجتماعية وتربوية وإعلامية، إلى ذوي الشهيد ورئيسة مؤسسة العاقوري ليا العاقوري والأعضاء. بعد النشيد الوطني اللبناني، رحّب عرّيف الاحتفال الأستاذ جوزف خطار بالحضور.

ثم كانت كلمة رئيس البلدية السيد عبدو عبدو الذي قال: «إننا نعاهدكم، بأن تبقى القبيات، بكل أبنائها وهيئاتها وفيّة للمؤسسة العسكرية، وداعمة لها بكل ما تملك من قوة وإمكانات. ونحن لن ننسى دماء شهدائنا التي روت أرض الوطن».


كلمة القيادة
في كلمته، وصف ممثل قائد الجيش منطقة عكار بمقلع رجال الجيش واعتبرها نموذجًا للوحدة الوطنية، ورفيقة دائمة للجيش في السرّاء والضرّاء، ومما قاله: «نفتتح هذه الحديقة الرائعة باسم أحد أبطال الجيش، الملازم أول الشهيد جورج فهد، إحياءً لذكرى هذا الشهيد البطل الذي تعملق ماردًا في مواجهة الإرهاب الغادر في معركة نهر البارد، ولم ينحنِ سيفه إلاّ شهيدًا كريمًا على مذبح لبنان».
 وتابع قائلًا: «أنتم أيّها الأخوة في بلدة القبيات الأبيّة، أكثر من يدرك معاني الشهادة التي يقبل عليها جنودنا، راضين قانعين، كلّما دعا الداعي وعلا نفير الواجب، كيف لا، وعائلاتكم الراسخة هنا في الأرض، رسوخ لبنان على امتداد التاريخ، لا تخلو من شهيد مضى إلى عالم الخلود، شامخ الرأس عالي الجبين، أو شهيد حيّ لا يزال بينكم اليوم، أو مصاب لملم جراحه سريعًا وعاد ليتابع مهمّاته إلى جانب رفاقه. هؤلاء الرجال الأبطال الشجعان، أتوا جميعًا إلى مؤسسة الجيش، من بيوتات وطنية شامخة، كأرز الأعالي وصخور الجبال، بعد أن ترعرعوا فيها صغارًا على محبة الوطن وجميل السلوك والخصال، وكبروا وشبّوا على خبز الحرية والكرامة والعنفوان».
وتوجّه إلى الشهيد قائلًا: «نستذكرك اليوم وكلّ يوم بقلوب ملؤها الفخر والاعتزاز. ومن هنا، من أحضان بلدتك الوفيّة، التي تحتضن جسدك الطاهر، وأمام هذه الحديقة التي سيفيض عطر ورودها في الغد القريب، ممتزجًا بعطر الشهادة الأبديّ، نعاهدك بأن نصون المبادئ والقيم التي سرت عليها، وألاّ نبخل في أيّ يوم من الأيام، بعرقٍ وجهد ودم من أجل لبنان الذي أحببت وضحيت في سبيله حتى الشهادة».

 

تقدمة متواضعة
لم تغب أحداث معركة نهر البارد عن كلمة رئيسة مؤسسة العاقوري حيث استشهد زوجها المغوار والملازم أول جورج فهد، ومما قالتــه: «إنّ هذه الحديقــة التي أردناهــا على اســم الملازم أول الشهيــد جــورج فهد هي تقدمــة متواضعــة من مؤسستنـا لبلدة لم تبخل يومًا في تقديم أغلى ما لديها للوطن». وتابعت: «إن هذه الحديقة هي كشقيقاتها من الحدائق التي زرعناها في مختلف أرجاء الوطن، صغيرة بمساحتها كبيرة بمحتواها وما ترمز إليه من تجسيد لحياة الجندي، والهدف تنشئة الأطفال على حب الوطن. من هنا كانت لعبة جولة المقاتل وقد قدّمها ونفّذها فوج المغاوير مشكورًا».

 

على اسم من أعطى مجدًا
شقيق الشهيد فهد فهد ألقى كلمة الأهل ومما قال فيها: «بعد ثمان سنوات، نأتي إلى القبيات الأبيّة، لنزرع حديقة باسم من أعطى القبيات مجدًا وعزًا يضاف إلى أمجاد عديدة كتبتها هذه البلدة عبر التاريخ. هذه الحديقة هي مصغّر لحلم صبحي وجورج، حلم أن تكون القبيات، لا بل كل الوطن، حدائق غنّاء وواحة سلام وأمان ونبراس ثقافة وعلم لكل هذا الشرق». ثم شكر بلدية القبيات ومؤسسة العاقوري على بادرتهما، وقائد الجيش على رعايته الاحتفال.
وفي نهاية الاحتفال، قدّم رئيس البلدية دروع شكر وتقدير لقائد الجيش ورئيسة مؤسسة العاقوري وقائد فوج مغاوير البحر. بدورها، قدّمت رئيسة مؤسسة العاقوري درعًا لرئيس البلدية عربون شكر وتقدير للتعاون في إنجاز الحديقة.
تخلل الاحتفال قصائد شعر وأغنية خاصة بالمناسبة بعنوان «نادانا الواجب لبينا»، تحية من شباب القبيات إلى الملازم أول الشهيد جورج فهد. ثم انتقل الجميع إلى مكان الحديقة لإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية، وجالوا في أرجائها، وشربوا نخب المناسبة.

 

نادانا الواجب لبّينا

الأغنية من كلمات وألحان طوني الصيفي، ومن أداء فيرا وهلا فارس، بيار أنطون، وطوني الصيفي، ويقول مطلعها:
نادانا الواجب لبّينا بالروح          أرضك يا بلادي حبّينا
بالدم افتدينا                         نحنا لبنان
لما سمعنا صوت الرعد            طلو الأبطال
تنده بالعالي جورج فهد           بطل الأبطال