ذكراهم خالدة

أقامت مؤسسة المقدم الشهيد المغوار صبحي العاقوري عشاءً ساهراً في مطعم المعصرة - القليعات - يعود ريعه لإنشاء حديقة على إسمه في بلدة البوار - قضاء كسروان - بعد أن قدّمت البلدية قطعة أرض مساحتها 2000 م2.
حضر حفل العشاء ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي العميد الركن غسان أبو فيصل، النائب إميل رحمة، قائمقام جبيل حبيب كيروز، وحشد من الضباط وعائلاتهم ووجوه إجتماعية وثقافية.

صورة الأبطال
بدأ الإحتفال بالنشيد الوطني اللبناني وكلمة ترحيب من عرّيف الإحتفال الشاعر باتريك المستحي، ألقى بعده الرائد لطفي المقدسي كلمة دورة الإنصهار الوطني (دورة رفاقه) التي استهلّها مستذكراً الشهداء شعراً:
من خلف الغيم حضْروا معنا
    بهل الليلة الحلوة تجمّعنا
لنذكر أحلى الأحباب الي
    غابوا لأجمل معنى
ثم تابع قائلاً: «منذ بزوغ فجر التاريخ رسم القدر صورة الأبطال الذين افتدوا أوطانهم، وهكذا استشهد أبطال الجيش اللبناني ومنهم الشهداء الأحياء الذين قاسوا الأوجاع المرّة ليبقى الوطن وليرفعوا إسم لبنان عالياً بحمى جيشه ودم أبطاله...
كلمة الرفاق في قوى الأمن الداخلي ألقاها الرائد بسام أبو زيد الذي تذكّر رفاقاً شهداء سقطوا منذ العام 1990، «قائد المدرسة الحربية ورفاقه يومها.... بدأنا الشهادة ونحن في ربيع العمر! فمن ربيع بو زيدان، بيار يوسف وعلي شبيب الى إيليا اسحق، جواد عازار وجان وهبة وبعدهم إبراهيم سلوم وصبحي العاقوري، رحمهم الله، إضافة الى كل من أُصيب أو أُسِر أو تُوفي بعد معاناته مرضاً عضالاً، منذ ذلك الحين ولغاية اليوم، والمسيرة مستمرة».
والى المقدم الشهيد صبحي العاقوري توجّّه بالقول: «صبحي العاقوري! يا بطلاً تمرّد على الحياة وانتصر على الموت؛ نَمْ قرير العين يا قائداً لم يرف له جفن...».
ووجّّه تحية إكبار وإجلال لكل والدة أنجبت بطلاً ولكل والد كان مثالاً أعلى في التضحية والوطنية، ولكل زوجة تعايشت مع ظروف الشهادة وتحمّلت مسؤولية تربية الأولاد، فكانت لهم بمثابة الأب والأم في آن معاً.

على العهد والوعد
كلمة المؤسسة ألقتها السيدة مادلين أبي راشد التي قالت:
«تخليداً لذكرى الشهيد كانت مؤسسة المقدم الشهيد صبحي العاقوري، لمدّ يد العون الى أولاد الشهداء الأبطال بمساعدة الجيش قيادة وضباطاً وأفراداً وبمعونة الأهل والأصحاب. إن مؤسسة الشهيد صبحي العاقوري تعاهد الجميع، العائلة الصغيرة والكبيرة، بأنها ستبقى على العهد والوعد. العهد تخليد ذكرى الشهيد الناصعة البياض، والتزام ما تعهدنا به تجاه أولاد الشهداء. والوعد بأن نبقى أوفياء لجيشنا المقدام ولكل مَن يخدم قضية هذا الوطن ليبقى منارة الشرق والغرب».
ثم عُرض فيلم وثائقي أوجز نشاطات المؤسسة منذ أن تأسست لغاية اليوم، قبل أن يعتلي المنبر الشاعر داني صفير ويلقي قصيدة بالمناسبة ألهبت قلوب الحاضرين، وأجواء مرحة أضفاها السيد سعيد عقل النداف، وختاماً مختار بلدة البوار جهاد الدكاش الذي أعلن عن تقديم البلدية قطعة الأرض حيث ستُشاد الحديقة.
من جهتها رئيسة المؤسسة ليا العاقوري وعبر مجلة «الجيش» شكرت كل مَن ساهم في إنجاح هذا الإحتفال فرداً فرداً، ودعت الى تضافر الجهود لإتمام الحديقة والمساهمة في نشاطات المؤسسة المستقبلية.