تدريبات

حركة التدريب ناشطة ومزيد من المهارات للعسكريين
إعداد: ندين البلعة

يشهد الجيش اللبناني حركة تدريب ناشطة بهدف صقل قدرات العسكريين ورفع مستوى كفاءاتهم ومهاراتهم. وفي سياق التدريب الإختصاصي تمّ خلال الأسابيع المنصرمة تخريج دورتين في القوات البحرية ودورتين في مدرسة القوات الخاصة.

 

السيطرة على الأضرار ومكافحة الحريق
تابع عسكريون من القوات البحرية دورة تدريبية في قاعدة جونية البحرية بإشراف فريق تدريب ألماني. موضوع الدورة السيطرة على الأضرار ومكافحة الحريق (Damage Control)، وقد استمرت مدة خمسة أسابيع.
في نهاية الدورة أقيم حفل تخريج حضره قائد القوات البحرية العميد الركن البحري علي المعلّم، وفريق التدريب الألماني ومنسّق المساعدات العسكرية في السفارة الألمانية المقدم Diel. تخلل الإحتفال تقديم الدروع وشعار الجيش لفريق التدريب.

 

إنقاذ السفن وطوارئ الغطس
تقنيات إنقاذ السفن الغارقة، قصّ الحديد وتلحيمه تحت الماء، وتقنيات معالجة الطوارئ الطبية الناتجة عن الغطس، محاور تضمّنتها دورة ثانية أقيمت في قاعدة جونية البحرية بإشراف فريق تدريب أميركي.
المشاركون في الدورة تسلّموا شهاداتهم في إحتفال (في نادي رتباء القاعدة) ترأسه العقيد الركن البحري جوزف سركيس ممثلاً قائد القوات البحرية، وحضره قائدا قاعدَتَي جونية وبيروت البحريتين، وقائد فوج مغاوير البحر، وضباط من القوات البحرية وفوج الهندسة، كما حضر الرائد Richard Balestri (من مكتب التعاون الدفاعي لدى السفارة الأميركية في لبنان).
وجّه رئيس الإحتفال كلمة بالمناسبة، شكر فيها الجانب الأميركي على جهده لإنجاح هذه الدورة، وهنأ فيها العسكريين المتدربين وشجّعهم على بذل المزيد من الجهد والعطاء، لما لذلك من تأثير إيجابي على المستوى الشخصي وعلى المؤسسة العسكرية.
كما أعرب رئيس فريق التدريب الأميركي عن تقديره مهارات المتدربين وخصوصاً في مجال الغطس.
واختتم الإحتفال بتبادل الدروع وكوكتيل.
تابع الدورة ضباط وعناصر من القوات البحرية وفوج مغاوير البحر وفوج الهندسة. وتخلّلها دروس عملية وتطبيقية تتعلّق بتقنيات التفتيش تحت الماء، وإنقاذ السفن الغارقة. وقد أظهر المتدربون الغطّاسون قدرة عالية في هذا المجال.

 

مغاوير في كل زمان ومكان
ترأس قائد مدرسة القوات الخاصة العقيد الركن الياس ساسين ممثلاً العماد قائد الجيش احتفال تخريج دورة مغوار (42) التي حملت إسم الرائد الشهيد المغوار ميشال مفلح.
حضر الإحتفال رئيس الغرفة العسكرية العميد الركن جورج شريم، قائد فوج المغاوير العقيد الركن شامل روكز، قائد فوج مغاوير البحر العقيد الركن عبد الكريم هاشم، قائد الفوج المجوقل العقيد الركن جورج نادر، إلى جانب قادة وضباط من مختلف القطع العسكرية بالإضافة إلى عائلة الشهيد مفلح ووفد من عائلات المتخرجين.
بعد وصول علم الجيش ومراسم التكريم، بدأ الإحتفال بالنشيد الوطني اللبناني ومعزوفة نشيد الشهداء، ثم تذكّر التلامذة المتخرجون، الشهداء مرددين عبارة «لن ننساهم أبداً».
لاحقاً تقدّم طليع الدورة الملازم جورجي يعقوب لقَسَم اليمين: «أنا مغوار في كل زمان ومكان، أقسم بالله العظيم أن أقوم بواجبي كاملاً حفاظاً على علم بلادي وذوداً عن وطني لبنان» وردّد الجميع «والله العظيم». ثم طلب تسمية الدورة بإسم الرائد المغوار الشهيد ميشال مفلح، ليتسلّم من بعدها المتخرجون شهاداتهم.
أعقب ذلك تسليم درع الدورة لعائلة الشهيد وآخر إلى رئيس الإحتفال العقيد الركن ساسين الذي هنأ المتخرجين بإسم قائد الجيش، على اجتياز «دورة المغوار بكفاءة عالية وروح الصبر والثبات وإرادة ترويض الصعاب والمشقات، واضعين نصب أعينكم هدفاً واحداً، وهو الإنضمام إلى رجال النخبة في الجيش...».
كما نوّه بالمكانة الرفيعة التي تكتسبها الوحدات الخاصة في الجيوش، مركّزاً على أهمية التدريب النوعي خلال الدورات لتحديد الكفاءة القتالية لهذه الوحدات، حاثاً المتخرجين على المحافظة على ما اكتسبوه من معارف، ووضع طاقاتهم الجديدة في خدمة وحداتهم، ليسهموا في تعزيز قدراتها وتفعيل أدائها على مختلف الصعد.
وتناول العقيد الركن ساسين مآثر الشهيد مفلح فقال: «اعلموا أن وفاءكم للشهيد، يكون بالتزام القيم والمبادئ التي مضى من أجلها، وفي مقدّمتها الولاء المطلق للمؤسسة والإيمان الراسخ بلبنان والاستعداد لبذل الغالي والنفيس في سبيله».

 

الدورة
قُسِّمَت الدورة إلىثلاث مراحل يشرحها العقيد الركن ساسين بالآتي: مرحلة تحضيرية لمدة أسبوعين تقدّم إليها 781 عنصر اًواجتازها 347. تلتها مرحلة تحضير جسدي ومعنوي وتقني لمدة أربعة أسابيع، تتضمّن التنشئة البدنية (إشتباك، حراب، تمارين سير سريعة، هبوط بواسطة الحبال، جولة هوائية وأرضية والتعاون مع البحرية...) اجتازها 193 عنصراً. والمرحلة الأخيرة (تكتية) وقد تضمنت دوريات ومناورات ومرحلة تعايش (72 ساعة من دون أكل).
يوضح العقيد الركن ساسين أن هذه الدورة تميّزت بعدد المشاركين والمتخرّجين (192) وذلك بفضل تحضيرهم في قطعهم الأساسية قبل خضوعهم للدورة، وأيضاً بفضل اندفاعهم للإنضمام إلى رجال النخبة في الجيش.

 

التعامل مع الطوافات
احتفلت مدرسة القوات الخاصة بتخريج دورة المجوقل التاسعة التي حملت إسم الرقيب الشهيد علي موسى (من الفوج المجوقل).
حضر الاحتفال العقيد الركن الياس ساسين قائد مدرسة القوات الخاصة ممثلاً قائد الجيش، قائد الفوج المجوقل العقيد الركن جورج نادر وقادة الألوية والأفواج.
العقيد الركن ساسين وجّه كلمة الى المتخرجين، هنأهم فيها على انضمامهم الى رجال النخبة في الجيش، شارحاً لهم أهمية الاحتراف التقني والوعي المعنوي واللياقة البدنية في مهمات القوات الخاصة. كما شدّد على ضرورة الجهد والمثابرة والاستفادة من كل تطور في هذا المجال.
وقد عبّر عن مشاعر الفخر والاعتزاز التي رافقت إطلاق إسم الرقيب الشهيد علي موسى على هذه الدورة، هو الذي استشهد في أثناء معركة نهر البارد دفاعاً عن كرامة جيشه وسلامة شعبه، متمنياً للمتخرجين، باسم العماد جان قهوجي، دوام النجاح والتقدم.
«يفقد العسكري شراسته إذا أوقف التدريب اليومي والرياضة المستمرة»، بهذه الكلمات يشدّد العقيد الركن نادر على أهمية التدريبات الدائمة التي يتابعها عناصر الفوج المجوقل، مركّزاً على دورة المجوقل التاسعة التي هي الأخيرة ضمن المنهاج القديم للتدريبات (ضمن 10 أسابيع والشرط الوحيد هو نجاح العنصر في الاختبار الطبي والرياضة، للخضوع للدورة).
تابع الدورة 156 عنصراً تخرّج منهم 29، من بينهم الرائد جان نهرا، ضابط في الفرع الثالث (العمليات والتدريب) ومسؤول عن التدريبات في المجوقل، وهو يعتبر أن أهم ما تضمنته هذه الدورة كان التدريبات على التعامل مع الطوافات.
في المرحلة التحضيرية (أسبوعان) كان التركيز على تسلّق الحبال، درس أعمدة، حركات سويدية، سباحة، تمارين سير، جولة مخاطرة وكرات طبية.
مرحلة التنشئة البدنية (3 أسابيع) ارتكزت على الرياضة وتمارين سير ودروس في الاشتباك والحراب. أما المرحلة التقنية (أسبوعان) فخصصت للتعامل مع الطوافات: الصعود والترجّل من الطوافة، الهبوط على علو منخفض، الهبوط بواسطة الحبال (rappel) والهبوط بواسطة الحبل السريع (Fast rape). هذا بالإضافة الى الهبوط على الحبال عن حائط، إخلاء جرحى بواسطة الحبال، هبوط العنكبوت، هبوط العصفور الميت (dead Bird) والهبوط الحرّ.
وأخيراً مرحلة التنشئة التكتية (3 أسابيع) وتضمّنت الدوريات الراجلة (كمين، إغارة، استطلاع)، دوريات باستعمال الطوافات (العمليات المجوقلة) وتمرين سير نهاية الدورة وهو عبارة عن انكفاء الدورة والالتحاق بالقوات الصديقة ضمن مسافة تصل الى 70 كلم.

 

الدورات القادمة
دورات المجوقل القادمة ستتم وفقاً لمنهاج جديد ضمن 7 أسابيع في مدرسة القوات الخاصة أما الشرط الأساسي للعناصر ليستطيعوا متابعة هذه الدورة، فهو أن يكونوا حائزين شهادة مغوار.