طب وصحة

حصى المرارة
إعداد: ريما سليم

النساء عرضة لمشاكلها أكثر من الرجال

 

يعتبر وجود الحصى في المرارة من الإضطرابات الصحية غير الخطرة مبدئياً، إلا أن تجاهله وعدم الخضوع لعملية استئصال المرارة يمكن أن يؤدي الى مشاكل خطرة كانسداد مجرى الكبد أو تسمم الجسم. عن هذه المشاكل وعن أسباب تكوّن الحصى في المرارة وكيفية علاجها، تحدث الى مجـلة "الجيش" الاختصاصي في الجراحـة العامـة الدكتور إيلي الحاج.

 

- بداية، هل يمكن تعريفنا بماهية المرارة ووظيفتها في جسم الإنسان؟ ­

- المرارة عبارة عن جيب صغير موجود تحت الكبد. وظيفتها تخزين" الصفراء" (bile) ، وهي مادة يفرزها الكبد لمساعدة الجسم على هضم الدهون. أثناء الطعام تتقلص المرارة وتطلق المادة المذكورة التي تساعد في عملية الهضم.

 

- ما الذي يؤدي الى نشوء الحصى في المرارة؟

­- تتكوّن الحصى من جراء تبلور الكوليسترول والعناصر الأخرى المكوّنة "للصفراء" نتيجة عدم التوازن في ما بينها بسبب مشكلة ما في غشاء المرارة. وتظهر الحصى عبر أشكال وكميات مختلفة، فقد تتكوّن مثلاً ضمن مجموعة كبيرة بأحجام صغيرة، وقد تكون أحياناً أخرى قليلة العدد، كبيرة الحجم.

 

- ما هي الأعراض التي تظهر على المصابين؟

تتراوح الأوجاع الناتجة عن وجود الحصى ما بين البسيطة والأليمة، وذلك تبعاً لوجود الإلتهاب في المرارة أو غيابه. وتشمل الأعراض عادة عسراً في الهضم، وأوجاعاً في الجهة اليمنى من البطن ناحية الكبد، إضافة الى شعور بالغثيان وأوجاع في الكتف في بعض الأحيان. وفي حال كانت المرارة ملتهبة، يرافق الأوجاع المذكورة حرارة مرتفعة وإحساس بالقشعريرة والبرد.

 

- كيف يتم تشخيص المرض؟

لدى ظهور الدلائل التي تشير الى وجود الحصى في المرارة، يخضع المريض للفحوصات اللازمة، وأبرزها الصورة الصوتية (Ultra Sound) وهي الوسيلة الأمثل للحصول على نتائج دقيقة وأكيدة في هذا المجال.

 

- ما هي الطرق المعتمدة لعلاج الحصى في المرارة؟ ­

أشرنـا سابقاً الى أن وـجود الحصى يعـود الى خلل في أداء المرارة، لذلك فإن العلاج الوحيد هو استئصالها تفادياً لحصول إلتهاب أو إنسداد في مجرى الكبد وإصابة المريض بالصفيرة. وتجدر الإشارة الى وجوب الخضوع لعملية طارئة في حال وجود التهاب في المرارة منعاً لحدوث تسمم في جسم المريض. يتم الإستئصال عبر عملية المنظار وهي الطريقة الأمثل. فالعملية الجراحية التقليدية تتطلّب وقتاً أطول للشفاء وتخلّف شعوراً بالألم، في حين أن جراحة المنظار تسمح للمريض بمغادرة المستشفى بعد يوم واحد من إجراء العملية، كما يختفي الشعور بالألم الناتج عن الجراحة خلال فترة تتراوح بين 24 و72 ساعة كحد أقصى. مع الإشارة الى وجوب عدم تناول الأطعمة المشبعة بالدهون في الأسبوع الذي يلي إجراء العملية.

 

- بعد استئصال المرارة، ماذا يحصل لعملية الهضم؟

­المـرارة هي المخزن للمـادة الصفراء التي يفرزها الكبد، كما أشرنا سابقاً. لذلك فإن استئصالها يلغي عملية التخزين، وبالتالي فإن المادة الصفراء المتدفقة من الكبد تتخذ طريقها عبر المجرى الخاص بها لتتجه مباشرة نحو الأمعاء الدقيقة من دون أن يؤثر ذلك إطلاقاً على عملية الهضم.

 

النساء هم الأكثر عرضة

تتلخص العوامل التي تزيد خطر تكوّن الحصى في المرارة بالنقاط التالية:

• السمنة.

• تجاوز سن الأربعن.

• الخسارة السريعة في الوزن.

• انخفاض مستوى الكوليسترول الجيّد (HDL)

• الحمل.

• العامل الوراثي. وتجدر الإشارة الى أن الجنس اللطيف هو الأكثر عرضة للإصابة، خصوصاً عند اجتماع عاملي السمنة وتجاوز سن الأربعين.

 

انسداد مجرى الكبد

 في بعض الأحيان يؤدي وجود الحصى في المرارة الى انسداد مجرى الكبد، عندها تظهر على المريض الأعراض التالية:

• إصفرار في البشرة وفي الجزء الأبيض من العين.

• تحوّل لون البول الى قاتم.

• حمى وقشعريرة.