اخبار ونشاطات

حفل تخريج الدورة الرابعة والعشرين لقائد كتيبة
إعداد: نينا عقل خليل

بمناسبة إنتهاء دورة قائد كتيبة الرابعة والعشرين، أقيم في كلية القيادة والأركان حفل تخريج للضباط المشاركين.

ترأس الإحتفال العميد الركن أمين حطيط قائد الكلية، ممثلاً قائد الجيش العماد ميشال سليمان، وحضره ضباط ممثلون عن قيادة الجيش ووحدات الضباط المتخرجين، بالإضافة الى المدربين العسكريين من خارج ملاك الكلية والضباط المدربين فيها. استهل الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني، تليت بعده مذكرة النتيجة النهائية للدورة ولائحة الشرف.

وبعد توزيع الشهادات على الخريجين، قدّم طليع الدورة المقدم أنطوان موتشانوف درع الدورة الى قائد الكلية الذي قدّم بدوره درع الكلية الى طليع الدورة.

وقد ألقى ممثل قائد الجيش العميد الركن حطيط الكلمة الآتي نصها:

 

أيها الضباط

في زمن التحولات والتغيير الناجم عما يعصف بما يحيط بنا نواجه السؤال: أين نحن والى أين نحن سائرون؟

سؤال قد يجد فيه البعيد عن اجوائكم في هذه الكلية بعداً فلسفياً محضا،ً ولكن يختلف الحال معكم بعد ان كانت لكم على مقاعد العلم وحلقاته هنا شؤون وشجون... إنه سؤال تستوحى الإجابة عليه من علم علمتموه وتعلمتموه من ابواب العلوم العسكرية ومناهج البحث والتحليل وسبل استقراء المعرفة واستنباطها...

فالإنسان يكون حيث اراد، هذا في الأصل والمنطق، ولكن قد يلزم في الدخول في غير ما ابتغى، فإن رفض ما اقحم فيه عليه الخروج الى حيث يشاء... أي اننا نكون في حال من اثنين، إما ان نختار موقعاً ونستقر فيه، او نختار سبيلاً للخروج من موقع ارغمنا على الدخول اليه... وفي الحالين يكون الاختيار... نختار الثبات على المبدأ والمكان، او نختار التحرك من المكان مع الثبات على المبدأ...

 

وفي هذا النطاق كان لنا نحن في الجيش اللبناني الثبات على المبدأ المتمثل في عقيدتنا العسكرية القاطعة نلتزمها بدون خوف او وجل او ممالأة او محاباة.. إنه مبدأ التمسك بالحق، ومواجهة العدو متشبثين بحقوقنا المشروعة كافة...

إننا نحن اليوم وبعد ان التزمنا ما التزمنا ومارسنا مثلما مارسنا، نجد انفسنا آمنين احرار في منطقة تعصف بها الرياح. أمن وتحرير تحققا بفضل ما قمنا به، وجمعنا له من قوة واخوة وصداقات، عاملين في الثبات عليه، بوعي ويقظة لاستكمال تحرير مزارع شبعا وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم.

أما الى أين؟... فالجواب ليس بعسير، فالناس كما تعلمون اثنان في حركتهم:

متحرك الى هدف... حدده لنفسه او حدد له. ومتحرك من غير هدف... لعجز في ذاته او إهمال له من آخرين. الأول يصل وان طال به المسير، ان كان مدفوعاً بارادة واحسن التقدير، والثاني يستحيل عليه الوصول سواء كان لديه وقت طويل او كان الوقت قصيراً.

فالنصر والفوز كما تعلمون مقترنان بهدف يوضع، ووسيلة تصنع، تحركها ارادة تدفع لبلوغ الهدف وعندها نرى الجبين يرفع. والقيادة وضعت الهدف: تحرير الأرض من غير تجزئة.

وسلاحنا في ذلك شعب تشده الوحدة الوطنية الدائمة، مستعد للمواجهة بمقاومة ظافرة، واخوة مع الشقيق السوري تستمر قائمة.

وجيش قوي، بإنسانه ونظامه، يلتزم الشرف ابداً والوفاء سرمداً، مستعد للتضحية بكل شيء بالجهد والمهج في سبيل الوطن يوم يمتحن. عناصر تتحرك بفعالية وتناسق برعاية قيادة تعي مصلحة الوطن. والآن اذا قلنا أين نحن؟ نجيب: نحن على مبادئنا قائمون، في أمن منعمون، وان قلنا الى أين؟ اجبنا نحن الى سلام عادل وشامل ساعون، تعلو فيه قوة الحق، ويسقط فيه حق القوة وجبروتها وطغيانها.

 

وواجبنا الاستمرار في ما نحن عليه، في مناقبية وقوة متمثلة بالعلم الذي في صدوركم تختزنون... وبالانضباط الذي به تتقيدون... وبثقة الشعب الذي يجعلكم كل يوم لها تلمسون، وما اصوات الشكر والثناء التي تسمعون من افراده وفئاته إلا ترجمة لما في الصدور... ولم يكن آخرها ما قيل فيكم بعد ان هببتم لإنقاذ ضحايا كارثة الطائرة في كوتونو، أو نجدتم المهددين والمتضررين بفعل الكوارث الطبيعية، او تحركتم لتخليص فئات من الشباب اللبناني عصفت بها آفة المخدرات.

فحافظوا على ما وصلتم إليه وارتقوا علواً لتحقيق المزيد، ولا علو إلا بعلم، ولا علم إلا بملازمة مصادره:

مخطوطة أو كتاب يقرأ.. حوار أور نقاش هادف يخاض.. حلقة دراسية تدار.. أو دورة تعليم تفتتح.

تسقّطوا العلم من أي باب واطلبوه نافعاً من أي اتجاه وفي أي زمان ومكان. ولا تكتفوا بما حصلتم هنا في هذه الكلية وان شعرتم انه كثير، بل اتخذوه منطلقاً واضيفوا اليه على الدوام فتتقدموا، ليتقدم جيشكم بكم، لأن الإنسان هو ثروة هذا الجيش.

باسم العماد ميشال سليمان قائد الجيش أهنئكم على الفوز الذي بعرقكم حققتموه، فترجم لكم شهادة حق بعلمكم الذي بلغتموه... فاعملوا به وعلموه.

عاش الجيش عاش لبنان