نشاطات العيد

حفل تكريمي للعسكريين معوقي الحرب ممثل قائد الجيش
إعداد: ريما سليم ضومط _ نينا عقل خليل

توق الروح الى البذل لا ينضب طالما استمرت الحياة وتواصلت

 

لمناسبة عيد الجيش ويوم "تكريم العسكريين المعوقين والمصابين إصابات بالغة"، أقيم احتفال تكريمي في نادي الرتباء المركزي في الفياضية حضره 150 عسكرياً في الخدمة الفعلية وفي التقاعد من مختلف المناطق والقطع.
ترأس الحفل ممثل العماد قائد الجيش العقيد فؤاد الطويل رئيس نادي الرتباء المركزي الذي ألقى الكلمة الآتي نصها:

 

أيها الأخوة الأعزاء
نلتقي اليوم في نادي الرتباء المركزي لنحتفي سوياً بالذكرى الستين لعيد الجيش، هذا العيد الذي يزداد تألقاً واشراقاً وتوهجاً عاماً بعد عام، بفضل تضحيات وعطاءات العسكريين خلال عقود من الزمن وتراكم انجازات المؤسسة العسكرية على مساحة الوطن دفاعاً وأمناً وانماءً. إن لقاءنا اليوم يتميز بخصوصية منفردة حضوراً ومضموناً، فأنتم الشهود الأحياء على عظمة جيشكم وتاريخه المجيد الحافل بالايثار والبطولات والتضحيات، مذ حمل عسكريوه الأوائل شعلة الشرف والتضحية والوفاء إلى يومنا هذا، حيث الأمانة تنتقل من جيل إلى جيل، تصونها ضمائر رجال آمنوا بقدسية الرسالة وانبروا إلى ميادين العطاء يجسدون ايمانهم وقسمهم، بدمائهم الزكية التي روت تراب الوطن ذوداً عن الأرض والشعب والمقدسات.
لقد كنتم منذ البداية في طليعة أبناء الجيش الذين وضعوا نصب أعينهم أن شرف الانتماء إلى الجيش، يتطلب الكثير من البذل والعرق والجهد وصولاً إلى نعمة الشهادة، تلبية لنداء الواجب، لكن القدر شاء أن تكونوا بين أهلكم ورفاقكم تشاركونهم حاضرهم ومستقبلهم، جزءاً حياً متجدداً في ذاكرة الجيش والوطن يتدفق عزماً وإرادة وعنفواناً.

 

أيها الحفل الكريم
إنني إذ أقف اليوم أمامكم يخالجني شعور عميق بمدى التزامكم بالمبادئ والقيم التي حملتم لواءها أثناء خدمتكم العسكرية، ونذرتم حياتكم في سبيلها، ولكن في الوقت عينه أرى في بريق عيونكم وفي قسمات وجوهكم، الإصرار على إرادة العطاء والمشاركة الفعالة، في دورة الحياة مهما كانت العقبات والصعاب، انطلاقاً من أن إصابة الفرد وعلى الرغم من تأثيراتها على بعض نشاطاته المادية التي تتطلب جهداً جسدياً خاصاً، لا يمكن أن تكون حائلاً أمام ابداعه في نواحٍ أخرى. وهذا ما أثبتموه باستمرار عبر انجازات العديد منكم في مجالات الفكر والثقافة والفنون وغيرها، والتي لاقت صدىً ايجابياً وتقديراً عالياً من قيادة الجيش ومن أبناء المجتمع اللبناني كافة، ودلت بصورة ساطعة على مدى قدراتكم وكفاءتكم، وشغفكم للإسهام في مسيرة نهوض شعبكم ووطنكم.

 

أيها الأخوة الأعزاء
يمر وطننا اليوم بمرحلة دقيقة من تاريخه، نتيجة ما يحصل في المنطقة العربية من تحوّلات كبرى، ونتيجة الأحداث المتسارعة التي شهدتها البلاد منذ بضعة أشهر، بدءاً من الجريمة الارهابية النكراء التي أودت بحياة رئيس الحكومة السابق الشهيد رفيق الحريري، وما تبعها من تفجيرات واغتيالات لعدد من الشخصيات الوطنية، الى تهديدات إسرائيل المتكررة ضد لبنان واعتداءاتها المستمرة على القرى والبلدات المحاذية للخط الأزرق، وانتهاكها المتواصل لحرمة الأجواء والمياه الاقليمية اللبنانية. وقد كان الجيش طوال هذه المرحلة أميناً على دوره الوطني، مواكباً للأحداث بوعي وحكمة ومسؤولية عالية شهد لها الجميع، مما جنّب البلاد مخاطر جمّة كادت تطيح بالانجازات الوطنية الكبرى التي تحققت خلال عقد ونيف من الزمن. وفي هذه المناسبة الطيبة تؤكد القيادة مرة أخرى أنها لن تسمح لليد المجرمة بالعبث في أمن الوطن والمواطن، ولن تدخر وسيلة وجهداً من أجل ملاحقة مفتعلي التفجيرات الأخيرة وتقديمهم للعدالة، كما تؤكد على تمسكها بالثوابت الوطنية والعسكرية في مواجهة العدوان الاسرائيلي الغاصب، ودعم المقاومة الوطنية وصولاً الى تحرير مزارع شبعا المحتلة واسترجاع حقوقنا المشروعة كافة، وإقامة أفضل علاقات التعاون والتنسيق مع الشقيقة سوريا لدرء الأخطار والتحديات التي يواجهها كلا البلدين.
أخيراً إن قيادة الجيش ستبقى على عادتها، وفية لأبنائها، حافظة لتضحياتهم، ساهرة على مستقبلهم ومستقبل عائلاتهم، وستكون دائماً الى جانبهم في كل ما يحتاجونه من مساعدات تلبية لمتطلباتهم الحياتية والمعيشية وهي تدعوكم لمواصلة العطاء، فالإرادة الوطنية لا تقوى عليها أية إصابة، وتوق الروح الى البذل والعطاء لا ينضب طالما استمرت الحياة وتواصلت.
 باسم قائد الجيش العماد ميشال سليمان أتوجه اليكم بأصدق الأمنيات وأحر التهاني لمناسبة عيد الجيش متمنياً لكم دوام الطمأنينة والاستقرار والنجاح.