جندي الغد

حقوق وواجبات
إعداد: ريما سليم ضومط
رسومات: غدير صبح

«جندي الغد»، زاوية خاصة بكم جنود المستقبل، أنتم التلامذة، تنقل إليكم المعلومات المفيدة، وتتيح لكم مشاركة أفكاركم وما صنعته أياديكم الرشيقة...


الانتماء إلى الوطن
جلس فادي منذهلًا أمام شاشة التلفاز وهو يشاهد العرض العسكري في مناسبة عيد الاستقلال، فيما كانت المذيعة تروي قصّة استقلال لبنان عن الانتداب الفرنسي، وتخبر عن نضال الشعب اللبناني على مرّ الزمان وصموده واستشهاد أبطاله في سبيل الحريّة.
فجأةً، نظر الصبيّ إلى أخته التي تكبره سنًّا وقال لها: «ليتني عشت في تلك الحقبة من تاريخ لبنان. كم أودّ لو استطعت النضال إلى جانب الأبطال اللبنانيين الّذين انتزعوا استقلال وطننا من القوّات الغريبة. أنا أحب وطني كثيرًا وأحب أن أخدمه من قلبي!».
ردّت الأخت باسمةً: لا داعي أن تعود إلى الماضي كي تخدم وطنك، فأجدادنا قاموا بواجبهم وسلّمونا وطنًا حرًّا، ودورنا اليوم الحفاظ على هذا الوطن من جيلٍ إلى جيل.
«ولكن كيف نحافظ على أمانة الأجداد؟» سأل فادي.
«هي مهمّة سهلة وصعبة في الوقت نفسه» أجابت الأخت. «فالمطلوب من جميع المواطنين أن يتمثّلوا بالأجداد الذين تكاتفوا في مواجهة العدو الخارجي، معبّرين عن ولائهم التام لوطنهم بعيدًا من المصالح الشخصيّة، ثم عملوا بإخلاص، كلٌّ في موقعه، من أجل بناء وطنٍ سيّدٍ، حرٍّ، مستقل».
«هذه مهمّة سهلة للكبار، ولكنها صعبة بالنسبة اليّ، فأنا صغير وماذا عساي أفعل؟».
«تستطيع أن تفعل الكثير! يمكنك أولًا احترام قوانين المدرسة والبيت والشارع كي تعتاد تطبيق الأنظمة والقوانين حين تكبر. كما يمكنك التعاون مع أولاد الجيران في الحفاظ على نظافة الحيّ وهدوئه. باستطاعتك أيضًا أن تحافظ على كرامة وطنك، فلا تتفوّه بكلامٍ يسيء إليه ويشوّه سمعته. ولعل أسهل ما يمكنك القيام به، هو أن تهتم بدروسك وتواظب على النجاح لأنّ العلم هو السلاح الأقوى للارتقاء بالوطن».