جندي الغد

حقوق وواجبات
إعداد: ريما سليم ضومط
رسومات: غدير صبح

«جندي الغد»، زاوية خاصة بكم جنود المستقبل، أنتم التلامذة، تنقل إليكم المعلومات المفيدة، وتتيح لكم مشاركة أفكاركم وما صنعته أياديكم الرشيقة...


أخطأتُ بحقِّ نفسي
هبّ مروان من نومه مذعورًا وغادر فراشه بسرعةٍ متوجّهًا إلى غرفة والديه. وفيما كان يرتجف من الخوف، راح يستعيد في مخيّلته الحديث الذي دار بينه وبين صديقه شادي في اليوم السابق. تذكّر كيف أقنعه صديقه بمشاهدة الفيلم الّذي منعته والدته عنه لأنه
يحتوي على مشاهد عنفٍ وقتلٍ. كان كلام شادي يطنّ في أذنيه: «إسمع يا مروان، نحن لم نعد أطفالًا، لقد بلغنا الإثني عشر عامًا منذ أشهر، وبات بإمكاننا مشاهدة كل ما يُسمَح به للكبار! سنشاهد الفيلم في منزلي ولن تعلم والدتك بالأمر».
تساقطت الدموع من عيني مروان فيما كان يندسّ في سرير والديه. أمّا رأسه فكان يضجّ بصور القتل والدماء والصراخ التي ترسّخت في ذهنه بعد مشاهدته للفيلم. استيقظت والدة الصبي على لهاثِ ابنها، فسألته بقلقٍ: «ما بك يا حبيبي؟ لِمَ أنت خائف؟» ردّ مروان بحزنٍ: «لقد خذلتك يا أمّي، وأخطأتُ بحقِّ نفسي. أنا لم أصغِ إلى كلامكِ، ولم ألتزم تعليماتِك، فشاهدتُ الفيلم الّذي مُنِعتُ عنه، وها أنذا أدفع الثمن خوفًا وقلقًا وحزنًا! لقد أدركتُ الآن أنَّ الأهل يسعون إلى مصلحة أولادهم في جميع قراراتهم، لذلك يجدر بالأولاد أن يحترموا كلام ذويهم وأن يعملوا به».