جندي الغد

حقوق وواجبات
إعداد: ريما سليم ضوميط
رسومات: غدير صبح

 «جندي الغد»، زاوية خاصة بكم جنود المستقبل، أنتم التلامذة، تنقل إليكم المعلومات المفيدة، وتتيح لكم مشاركة أفكاركم وما صنعته أياديكم الرشيقة...

 

غلطة الشاطر...

دخلت سارة منزلها حزينةً لدى عودتها من المدرسة. كانت تفكّر بقلقٍ كيف ستواجه والدتها. بِمَ ستبرّر ما قامت به في الصف؟
كان كلام معلّمتها يَطنّ في أذنيها وهي تؤنّبها بغضبٍ: « لطالما احترمتك يا سارة وأثنيت على جهودك أمام الإدارة. لا أصدّق كيف أتتك الجرأة لكي تقومي بهذا العمل المشين»! لم تتمكّن الفتاة لشدّة خجلها من تبرير عملها لمعلّمتها. كان بودّها أن تشرح لها أنّها كانت تعبة جدًّا في اليوم السابق، فلم تتمكّن من المراجعة للامتحان، وأنّها خافت من الرسوب في مادّة التاريخ ولذلك لجأت إلى الغش!
استيقظت سارة من غفلتها على صوت والدتها تدعوها لغسل يديها وتناول طعام الغداء. تفاجأت الفتاة إذ لم يكن في صوت الوالدة ما يدلّ على غضبٍ أو حتى على خيبة أملٍ «هل كَلَّمَتك معلّمتي اليوم؟» سألتها بخوفٍ. «نعم» أجابت الأم بهدوء. «لقد علمتِ إذًا أنني غششت في امتحان التاريخ وأنني نلت صفرًا جزاءَ عملي، ومع ذلك لم تعاقبيني على فعلتي!» صاحت الفتاة بدهشةٍ. «صحيح» ردّت الأم بالهدوء نفسه. ثم اقتربت من صغيرتها قائلة: «أعلم مدى الخجل الذي تشعرين به الآن، وأعتقد أنّ ما تشعرين به هو عقاب كافٍ لك، فلا حاجة لأن أحاسبك. أمّا الآن وقد أدركتِ سوء ما فعلتِ، فلا بد وأنّك أتيتِ بحلٍ لإصلاح الخطأ، أليس كذلك؟».
فكّرت الفتاة قليلًا، ثم قالت بخجلٍ: أعتقد أنني تعلمت درسًا مهمًّا ممّا حصل اليوم. ولعلّ أكثر ما يشعرني بالندم أنّني، حين لجأت إلى الغشّ، خسرت ثقة معلّمتي واحترام رفاقي. سوف أعتذر غدًا من معلّمتي، وسأشرح لها ظروفي، طالبةً منها فرصةً أخرى كي أثبت كفاءتي في الدراسة، واحترامي لنفسي وللآخرين.