جندي الغد

حقوق وواجبات
إعداد: ريما سليم ضوميط
رسومات: غدير صبح

 «جندي الغد»، زاوية خاصة بكم جنود المستقبل، أنتم التلامذة، تنقل إليكم المعلومات المفيدة، وتتيح لكم مشاركة أفكاركم وما صنعته أياديكم الرشيقة...

النخوة والعونة

كان شادي يلعب مع صديقه رامي في الحديقة العامّة حين شاهد امرأةً تحمل طفلًا وسلّة طعامٍ كبيرة، وتبدو عليها ملامح التعب. طلب شادي الإذن من والدته لمساعدة المرأة، فحمل عنها سلّة الطّعام وساعدها في وضع طفلها في كرسيه. شكرته المرأة بحرارة قائلةً: «أنت صاحب نخوة يا بنيّ». ابتسم شادي وركض باتجاه أمّه يسألها: ماذا يعني أنّني صاحب نخوةٍ يا أمّي؟ فأجابته بفخرٍ: «يعني أنّك تهرع إلى مساعدة الآخرين من تلقاء ذاتك من دون مقابل».
سمع رامي حديثهما فأيّده قائلًا: «هذا صحيح. شادي دائمًا يساعد جميع الرّفاق في المدرسة، حتى ولو لم يطلبوا منه ذلك».
هذا لأنني أحبّ المشاركة، قال شادي، فأنا أعتقد أن الانسان لا يستطيع أن يعيش وحيدًا في المجتمع بل هو بحاجة إلى أخيه الانسان، كما أن المجتمع بحاجة لمشاركة جميع أبنائه من أجل تحقيق ازدهاره ونموّه.
معك حق، ردّ رامي، فالتضامن بين أبناء المجتمع يجعل الحياة أكثر سهولةً ومتعةً، وهذا ما ألاحظه عندما أقضي عطلة الصيف في قريتي الجبليّة، حيث تتعاون النساء لتحضير مؤونة الشتاء، فيما يتعاون الرجال في قطاف المواسم.
ما تراه يا رامي هو جزء من عاداتنا اللبنانيّة التي تربّينا عليها، أوضحت أمّ شادي، وهي ما يعرف في تقليدنا المحلّي «بالعونة» أي التعاون بين الجيران أو الاقارب في العمل الذي يحتاج الى أيدٍ  عاملة كثيرة. ونحن نعتمد على أمثالكما من أصحاب النخوة للحفاظ على هذه التقاليد التي تبقي مجتمعنا متماسكًا وموحّدًا وتمتّن روح الألفة بين أبنائه.