جندي الغد

حقوق وواجبات
إعداد: ريما سليم ضوميط
رسومات: غدير صبح

«جندي الغد»، زاوية خاصة بكم جنود المستقبل، أنتم التلامذة، تنقل إليكم المعلومات المفيدة، وتتيح لكم مشاركة أفكاركم وما صنعته أياديكم الرشيقة...

أهلًا بأخي

لم تنم لينا جيدًا في تلك الّليلة. كانت تفكّر طوال الّليل بالمولود الجديد الذي دخل حياة العائلة وسلب قلب والديها واهتمامهما. كم أكرهك أيّها الطفل، فكّرت في نفسها. بالكاد تناولت فطورها، ثم انطلقت مسرعة باتجاه منزل صديقتها منى كي ترافقها في السّير إلى المدرسة كعادتهما كلّ صباح.
تبدين حزينة اليوم، بادَرَتها منى فور وصولها.
أجل، أنا حزينة جدًّا، ردّت لينا. لقد مضى أسبوعان على ولادة الطفل الجديد، وما زال بيتنا يعجّ بالضّيوف الّذين يأتون لرؤيته حاملين له الهدايا والأمنّيات السعيدة. ألا يكفي أنّه سلب منّي اهتمام أمّي وأبي حتى يستحوذ اهتمام الأقارب والجيران أيضًا؟ أشعر أنني أصبحت نكرة في منزلي، لم يعد أحد يحبّني أو يهتم بيّ!
تمهّلي يا عزيزتي، قالت منى مبتسمة. أنا أفهمك تمامًا فقد مررت بتجربة مماثلة حين ولد أخي رامي. شعرت حينها أن عالمي ينهار وأنني فقدت حب والديّ إلى الأبد، ولكنّني كنت مخطئة. فما إن انتهت زيارات التهنئة بالمولود الجديد، حتّى عاد بيتنا إلى أفضل ممّا كان عليه. وأذكر كم شعرت بالفخر حين كنت أساعد أمّي في إطعام أخي، وفي اختيار ملابسه، وفي انتقاء الكتب التي سنقرؤها له أنا وأبي. وكم كنت سعيدة بالّلعب معه، حتى أنّه كان يسمح لي باستخدام جميع ألعابه.
وماذا عن والديك، سألت لينا بتردّدٍ؟ هل ظلّا يهتمّان بك بعد ولادة أخيك؟
بالطبع يا صديقتي، ردّت منى بلطفٍ. هما لم يتوقفا أصلًا عن الاهتمام بي، ولكن خوفي من التغيير الذي حصل في بيتنا منعني من رؤية هذه الحقيقة. صدّقيني يا لينا، سوف تكتشفين بنفسك الفرح الّذي سيدخله هذا الطفل إلى قلبك، ومدى الحب الذي ستحملينه له!
شكرًا يا منى، أنا سعيدة لأنني شاركتك مخاوفي، لقد ارتحت بالفعل، لا بل أصبحت متحمّسة للعودة إلى المنزل والاعتناء بأخي الحبيب.