جندي الغد

حقوق وواجبات
إعداد: ريما سليم ضوميط
رسومات: غدير صبح

«جندي الغد»، زاوية خاصة بكم جنود المستقبل، أنتم التلامذة، تنقل إليكم المعلومات المفيدة، وتتيح لكم مشاركة أفكاركم وما صنعته أياديكم الرشيقة...

كيف نعالج خلافاتنا؟
«إنّه اليوم المدرسي ما قبل الأخير، سوف أشتاق إليكم يا رفاقي»! لم تكد ربى تنهي عبارتها حتى علا صراخ سامي في الملعب «يجب أن نخبر إدارة المدرسة بما يحصل هنا».
ربى: ماذا هناك يا سامي؟
سامي: لقد وقع شجارٌ بين سمير ونزيه تحوّل إلى عراكٍ بالأيدي، وها هو سمير الآن ملقى على الأرض والدم ينزف من جبينه!
ربى: يا إلهي، فلنخبر الممرّضة فورًا.
بعد أن عاينت الممرّضة سمير ونظّفت جرحه، قالت له: الحمدللّه أن الجرح طفيف ولن يترك أثرًا على جبينك، ولكنك أوقعت نفسك في مشكلة إذ عليك الآن مواجهة المدير، فاذهب إليه بسرعةٍ.
في مكتب المدير، وقف سمير ونزيه مطأطئي الرأس بانتظار العقاب الذي ينتظرهما. بادرهما المدير بالقول: لن أسأل عن سبب الخلاف بينكما أو من المسؤول عنه، فكلاكما مذنبٌ لأنّ أيًّا منكما لم يلجأ إليّ أو إلى أيّ من المعلّمات لحلّ الخلاف وإنما لجأتما إلى استعمال القوّة. ألا تدركان أن هناك سلطة أعلى نلجأ إليها لحل الخلافات والنزاعات؟ في المدرسة، تتمثّل هذه السلطة بالمعلّمين والإدارة، وفي المنزل هناك الأب والأم، أمّا في المستقبل حين تكبرون، فيمكنكم اللجوء إلى القضاء أو السلطات الأمنيّة المختصّة لحلّ نزاعاتكم مع الآخرين بطريقة صحيحة. فتعلّموا من هذه اللّحظة أنّه لا يمكنكم اللجوء إلى القوّة لاستعادة حقوقكم لأن ذلك يرتّب عليكم ذنبًا أكبر. والآن سوف اضطر إلى معاقبتكما لأنكما لجأتما إلى العنف، لذلك لن تتمكّنا من المشاركة في الحفلة الوداعيّة التي تقيمها المدرسة غدًا، بل ستبقيان في الصف بمفردكما حيث ستكتبان بحثًا مشتركًا حول كيفيّة حلّ النزاعات وفق القوانين والأنظمة.