جندي الغد

حقوق وواجبات
إعداد: ريما سليم ضوميط
رسومات: الرقيب حسين سماحة

 «جندي الغد»، زاوية خاصة بكم جنود المستقبل، أنتم التلامذة، تنقل إليكم المعلومات المفيدة، وتتيح لكم مشاركة أفكاركم وما صنعته أياديكم الرشيقة...


سأرتدي البزّة المرقّطة!
كانت مهى جالسةً إلى جانب والدها أمام شاشة التلفاز تشاهد معه نشرة الأخبار حين تسمّرت عيناها على مشهد تخريج جنودٍ إناث في الجيش اللبناني، فصاحت بفرحٍ: «أنظر يا أبي ما أجمل هؤلاء الفتيات بالّلباس العسكري» ابتسم والدها وأجاب: «أجل يا صغيرتي، هؤلاء الفتيات لسن جميلات فحسب، وإنّما هنّ مثقّفات، قويّات الشخصيّة والبنية، يتحلّين بالحسّ الوطني، وينشطن في الرياضة، كما يبرعن في الأعمال الإداريّة». اتّسعت حدقتا الطفلة قبل أن تسأل والدها بدهشةٍ: «كيف تعلم كلّ ذلك وأنت لم تشاهد الفتيات سوى على شاشة التلفاز»؟ نظر الوالد بسرورٍ إلى ابنته وأجابها موضحًا: حسنًا، أنا لا أعرف هؤلاء الفتيات شخصيًّا، ولكنني أعلم أن قيادة الجيش قامت بتطويع دفعةٍ جديدة من الجنود الإناث اللواتي يتمتّعن بقسطٍ وافٍ من العلم والثقافة، وبالمستوى المطلوب من الّلياقة البدنيّة، وقد خضعن لامتحانات تثبت كفاءتهن قبل إلحاقهن بالقطع الإداريّة واللوجستيّة والطبيّة...». وقبل أن يكمل الولد حديثه قاطعته الطّفلة قائلة: «ما الدور الذي تقوم به الجنود الإناث في هذه القطع»؟ وأجاب الوالد: «لكلّ فتاةٍ دور يناسب اختصاصها العلمي وقدراتها الشخصيّة، وقد توزّع معظمهنّ ما بين أمانة السر والمحاسبة والتمريض واختصاصات الكمبيوتر إلى العديد من الأعمال الإداريّة». «وهل تحارب هؤلاء الفتيات كالرجال»؟ سألت الطّفلة. «تخضع الفتيات في الجيش لتدريبٍ عسكري إسوةً برفاقها الذّكور، لكنّها لا تشارك في الأعمال القتاليّة في الوقت الحالي»، ردّ الأب.
فكّرت الفتاة قليلًا قبل أن تقول لوالدها: «أنا أعلم أن الإنسان يستطيع أن يخدم وطنه في أيّة وظيفة يقوم بها شرط أن يلتزم المبادىء والأخلاقيات التي تفرضها وظيفته، ولكنني أشعر أنّ من ينتمي إلى المؤسّسة العسكرية لا يخدم وطنه فحسب، وإنّما يشعر بالفخر لانتمائه إلى هذه المؤسّسة الوطنيّة العريقة» وتابعت الفتاة: «أتعلم يا أبي، عندما أكبر، أريد أن أنضم إلى قافلة الجنود الإناث، وأن يكون لي شرف ارتداء البزّة المرقّطة لخدمة وطني».