جندي الغد

حقوق وواجبات
إعداد: ريما سليم ضوميط
رسومات: غدير صبح

«جندي الغد»، زاوية خاصة بكم جنود المستقبل، أنتم التلامذة، تنقل إليكم المعلومات المفيدة، وتتيح لكم مشاركة أفكاركم وما صنعته أياديكم الرشيقة...

 

أحترم كبار السّن وأهتمّ بهم

 

دخلت لارا منزل صديقتها هند مسرعةً ونادتها قائلة: «أين أنت يا هند! ارتدي ثيابك فورًا وتعالي معي لملاقاة رفاقنا في المجمّع التجاري». وجاءها صوت هند من غرفة الجلوس: «آسفة يا لارا، لا أستطيع الذّهاب معك، فجدّتي اليوم في ضيافتنا، وأنا أجالسها وأهتمّ بها».
لم تيأس الفتاة من المحاولة فسألت صديقتها: «ما رأيك لو جلست معكما قليلًا، وبعدها نترك جدّتك لترتاح ونذهب نحن لملاقاة رفاقنا»؟
وافقت هند على الفكرة، وفيما كانت تسأل صديقتها عن أحوالها، تدخّلت الجدّة لتسألها عن اسمها ومكان سكنها، فزوّدتها لارا المعلومات المطلوبة.
لم تمض ثوانٍ حتى عادت الجدّة تطرح الأسئلة نفسها، فاستغربت الفتاة وردّت بعصبيّة: لكنّك الآن سألتني عن اسمي ومكان سكني، فلِمَ التّكرار؟
وهنا تدخّلت صديقتها قائلة: إهدئي يا لارا، جدّتي مصابة بالألزهايمر، ولذلك فهي لا تذكر ما سألَته وما أجبتِهِ.
- إذًا لماذا نجلس معها طالما أنّها لن تتذكّر وجودنا؟ لِمَ لا نذهب ونستمتع بقضاء بعض الوقت مع أصدقائنا؟
- أنا أجالس جدّتي لأنّها بحاجة إلى وجودي معها اليوم، هي التي طالما اعتنت بي عندما كنت طفلةً. وكما كانت تصغي إليّ حينها، فأنا الآن أنصت إليها وأجيب على جميع أسئلتها بصبرٍ وإن كرّرتها مرارًا. أنا أيضًا أسألها المشورة في بعض الأمور كي تشعر بأهميّة وجودها بيننا، وأحترم كلّ ما تقوله لي فلا أسخر من أخطائها. كذلك، أسعى مع إخوتي إلى تأمين أجواء مريحة لها، فلا نرفع صوت التلفاز ولا نحدث أي ضجيج كي لا نزعجها. والأهم أنني لا أخجل بها أمام ضيوفي، بل أرحّب بوجودها بيننا، وأعطيها الفرصة كي تتبادل معنا الأحاديث فلا تشعر بالوحدة والعجز.