جندي الغد

حقوق وواجبات
إعداد: ريما سليم ضوميط
رسومات: غدير صبح

«جندي الغد»، زاوية خاصة بكم جنود المستقبل، أنتم التلامذة، تنقل إليكم المعلومات المفيدة، وتتيح لكم مشاركة أفكاركم وما صنعته أياديكم الرشيقة...


لماذا أتعلم؟

كان وسيم جالسًا على طاولة الدّرس يتصفّح كتاب التّاريخ، فيما كان صديقه فادي يجلس قبالته متلهّيًا بهاتفه الخلوي. بعد فترةٍ وجيزة، قال وسيم: أنهيت درس التّاريخ، وسوف أنتقل إلى الرياضيّات، فهل تشاركني يا فادي في حلّ المسائل المطلوبة؟ ردّ فادي بلامبالاةٍ قائلًا: لا يا وسيم، لا أشعر برغبةٍ في الدّرس.
- ولكن لماذا يا صديقي؟ ألا ترى أنّ علاماتك المدرسيّة في تراجعٍ منذ بداية هذا الفصل، فما الذي أصابك؟
- لا تقلق، لم يصبني أي شيء، كلّ ما في الأمر أنّني لا أجد ضرورةً للعلم، فأنا أعيش في عائلةٍ ميسورة وكلّ ما أحتاجه مؤمّنٌ لي، فلماذا التّعب والإرهاق؟ ثم إنّني في الأصل لا أفهم لماذا على المرء أن يتعلّم، إذ لا أجد أهميّةً للعلم في حياتنا!
- أحقًّا يا صديقي أنّك لا تجد أهميّةً للعلم؟! حسنًا إذًا دعنا نناقش هذا الموضوع: أخبرني يا فادي، هل تحب التنقّل بسيّارة أبيك الفخمة والمزوّدة أحدث التجهيزات الإلكترونيّة؟ وهل تستمتع بالحديث بالصوت والصّورة مع أخيك المغترب في كندا؟ وهل تستفيد من التمارين الرياضيّة التي تقوم بها في النّادي مستخدمًا الآلات والمعدّات الحديثة؟ أجبني يا صديقي، ماذا عن تلك المرّة التي وقعت فيها عن درّاجتك وكسرت قدمك، ماذا كنت لتفعل لولا الطبيب الذي عالجك كي تتمكّن من معاودة المشي؟
- كفى شرحًا! لقد فهمت قصدك يا صديقي، فلولا العلم لما كنّا نستمتع بما توفّره لنا مبتكرات التكنولوجيا الحديثة، ولما كان ليتوفّر لنا الاستشفاء والطبابة، ولما كنّا قادرين على التواصل مع عائلاتنا في الخارج...
- هذا غيضٌ من فيضٍ عمّا يؤمّنه العلم لعالمنا، فهل اقتنعت الآن أم ما زلت تشكّ بقيمة العلم؟
- نعم، يا صديقي، لقد اقتنعت، أعطني كتاب الرياضيّات، ولنبدأ بحلّ المسائل الرياضيّة.