مشاكل وحلول

حلول عملية لتخفيض فاتورة الكهرباء
إعداد: المعاون أول جيهان جبور

تتزايد الضغوطات المعيشية على اللبنانيين خلال فصل الشتاء وما يحمله من تحديات إضافية، لا سيّما لجهة استهلاك الطاقة. ومع التصاعد المستمر للأسعار، وارتفاع فاتورة الكهرباء، بات من الضروري البحث عن بدائل أكثر كفاءة وأقل كلفة.

في هذا السياق، برزت تقنيات متنوعة مثل سخّانات المياه التي تعمل على الغاز ومكيّفات الهواء بتقنية الإنفرتر Inverter، كخيارات توفر مزيجًا من الفعالية والاقتصاد، ما يجعلها حلًا مثاليًا لعديدٍ من العائلات التي تبحث عن حلول عملية ومستدامة في مجال تدفئة المنازل وتبريدها.سخّان المياه الذي يعمل على الغاز كان يُعتمد في أوقات سابقة في لبنان، وهو ليس جديدًا، لكنّ استعماله تضاءل مع الوقت. ومع تزايد الحاجة إلى خفض المصاريف في مواجهة الأزمة المعيشية، عادت هذه التقنية مؤخرًا إلى السوق اللبناني كبديلٍ اقتصادي خصوصًا لمن هو غير قادر على تركيب ألواح الطاقة الشمسية لتأمين الكهرباء.

 

سخّان الغاز

يعتمد السخّان الفوري على استشعار تدفّق المياه عبر الأنابيب المنزلية، عند فتح صنبور (حنفية) الماء الساخن. عندها، يشتعل الجهاز لتسخين المياه المارة عبره حتى تصل إلى درجة الحرارة المطلوبة، مع إمكان التحكّم بها. يستمر عمل السخان طالما هناك تدفق مياه (أي طالما الصنبور مفتوح).

وإجمالًا، فإنّ السخانات الفورية تعمل على الغاز المنزلي، سواء عبر تمديدات الغاز المركزية أو من خلال أسطوانة غاز منفصلة، وهو أمر ضروري لتشغيل شعلة التسخين داخل أنابيب الجهاز.

 

التكلفة والأمان

يتّجه الناس إلى هذا الخيار لأنّه أقل كلفة من الكهرباء، فالسخان يحتاج إلى قارورة غاز واحدة تقريبًا في الشهر، إذا كانت وتيرة استهلاك المياه معتدلة، إذ إنّ مصروف الغاز يرتبط بمصروف المياه الساخنة. الجهاز يسخّن عشرة ليترات من المياه في الدقيقة الواحدة، ما يجعله أكثر توفيرًا مقارنة بالأجهزة التي تسخّن المياه بواسطة الكهرباء.

أما عن أسعار السخانات، فإنّها تراوح بين 140 دولارًا و350 دولارًا وذلك حسب النوعية وبلد المنشأ، كما يختلف السعر أيضًا وفق الكفاءة والعلامة التجارية. ترتكز عملية تركيب هذه الأجهزة على نظام تشغيلها وسلامتها، خصوصًا لجهة ضبط معايير الغاز والمياه، والأمر يحتاج إلى دقةٍ في الأمور الفنية والتقنية.

ويجب الانتباه إلى ضرورة عدم تركيب السخان في أماكن مغلقة، كونه مزوّدًا بأنبوب ينفذ منه غاز أحادي أوكسيد الكربون CO ويتجمّع في الهواء وقد يؤدي استنشاقه إلى الموت. ومن الشروط الأساسية لضمان السلامة، وجوب تركيب ساعة لقارورة الغاز، كما أنّ الجهاز نفسه مزوّد نظام حماية يجعله ينطفئ فورًا إذا تعطّل أي صمام أمان في داخله.

 

تجارب وآراء

تتحدث إحدى مستخدمات السخانات الغازية، عن تجربتها الإيجابية مع الجهاز، فتشيد بسهولة استخدامه وسرعته في تسخين المياه. «يمكنك تشغيله والدخول فورًا للاستحمام» تقول. ولذلك، لا يستهلك كثيرًا من الطاقة، على عكس سخان الكهرباء الذي يستغرق حوالي ساعتين أو ثلاث في عملية التسخين.

وتذكر أنها لم تضطر إلى تغيير قارورة الغاز حتى بعد مرور شهر من الاستخدام، رغم أن عائلتها تتألف من خمسة أفراد.

في المقابل، تروي أخرى تجربتها السلبية إذ تعرضت لحالة اختناق في أثناء استخدام السخان نتيجة سوء التهوئة. من هنا فإنّ المشكلة لا علاقة لها بالجهاز نفسه، وإنّما سببها نقص الأوكسيجين وانبعاث غاز أحادي أوكسيد الكربون نتيجة تركيب السخان في مكان مغلق.

 

 

مزايا مكيّفات الإنفرتر وسلبياتها


المزايا:

استهلاك أقل للطاقة.

الحفاظ على درجة حرارة ثابتة.

سرعة في التبريد.

صوت هادئ.

مناسب للأجواء الحارة.

كفالة الشركات المصنّعة التي تصل إلى
عشر سنوات.
السلبيات:

تكلفة الشراء الأولية مرتفعة.

انخفاض الكفاءة في الظروف المناخية
شديدة الحرارة.

قد تستمر في العمل مدة أطول في حال
سوء العزل للمكان المراد تبريده.

تكلفة صيانتها مرتفعة.

تحتاج إلى صيانة وتنظيف دوري للحصول
على أفضل أداء.

 

مكيّف الإنفرتر

على صعيد موازٍ، ظهرت تقنيات جديدة أيضًا في مجال مكيّفات الهواء، من شأنها تحسين أدائها وتوفير استهلاك الطاقة في آنٍ واحد. من بين هذه التقنيات الإنفرتر الذي يعمل عبر تحويل الكهرباء الواردة إلى تيارٍ متردد يمكن التحكم فيه، ويتم تعديله باستمرار لتلبية متطلبات التبريد المحددة.

ويُعد مكيّف الإنفرتر خيارًا جيدًا لمن يريد توفير الطاقة وتحقيق الفعالية، على الرغم من تكلفته الأعلى مقارنة بالمكيف العادي.

يوضح مدير الصيانة في شركة أدوات كهربائية، أنّ المكيفات التي تعمل بتقنية DC-Inverter (Direct Current)، تتأقلم سرعة محركها مع درجة حرارة المكان المراد تبريده. وهي تتميز عن المكيف العادي، الذي يعمل بواسطة التيار المتردد AC (Alternating Current) بكامل طاقته، بتكلفة أقل وصيانة تدوم طويلًا إلى جانب تحقيق درجة حرارة محددة بسرعة. وبالتالي، يجب على المرء اختيار المكيّف الذي يناسب احتياجاته وميزانيته وتفضيلاته الشخصية.

 

كيف يعمل الإنفرتر؟

تعمل تقنية الإنفرتر على تنظيم تدفق الكهرباء المتغيرة، ما يسمح باستخدام كمية أقل من الطاقة لتحقيق درجة الحرارة المطلوبة والمحافظة عليها بشكلٍ مستمر من دون الحاجة إلى تكرار تشغيل الجهاز وإيقافه. يتميّز مكيف الإنفرتر أيضًا بوحدة تحكم متقدمة تنظم مستوى استهلاك الكهرباء، وتعدّل سرعة المحرك لتشغيل المروحة والكمبريسور بفاعلية عالية. فيما يعمل المكيف العادي بنظام التشغيل الكامل للقدرة والفصل السريع من دون تخفيض سرعة الكمبريسور.

ومقارنةً بالمكيفات التقليدية من حيث الصوت، يعمل الإنفرتر بشكلٍ أكثر فاعلية مع صوت أقل من المكيف العادي. ويُعدّ هذا الفارق في الصوت مهمًا بشكل خاص للراغبين في الاستمتاع بالهدوء في المنزل.

في الختام، إن كنت تفكر في تركيب جهاز تسخين مياه أو مكيف هواء جديد، فإن اختيار البدائل الأنسب يتوقف على احتياجاتك وميزانيتك. سواء اخترت السخان الفوري على الغاز لتوفير تكاليف الكهرباء، أو مكيف الإنفرتر للاستمتاع بالراحة وكفاءة التبريد، فإن الخيارات المتاحة اليوم تقدم حلولًا عملية واقتصادية في مواجهة ارتفاع تكاليف الطاقة.