مبادرات انسانية

حملة «شفا»
إعداد: جان دارك أبي ياغي

التقى قائد الجيش العماد ميشال سليمان في اليرزة وفداً من «مجلس العمل اللبناني» في دبي والامارات الشمالية برئاسة المحامي جوزف نهرا، أطلعه على ما توصّلت اليه حملة «شفا» التي أطلقها المجلس بالتعاون مع «بنك الشارقة» ممثلاً بمديره العام فاروج نركيزيان والمخصصة لدعم الجهاز الطبي العسكري.

وقدم الوفد الى العماد سليمان مساعدة أولية بقيمة نصف مليون دولار أميركي جزءاً من مشروع متكامل لمصلحة مكننة الطبابة العسكرية.

قائد الجيش شكر أعضاء المجلس لمبادرتهم، وحيّا فيهم «الروح الوطنية العالية، وعمق ارتباطهم بالمؤسسة العسكرية وتضامنهم معها في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها الوطن».

ثم انتقل اعضاء الوفد الى نادي الضباط في اليرزة، حيث عقدوا مؤتمراً صحافياً حضره ممثل قائد الجيش عضو المجلس العسكري اللواء الركن جورج الهاشم، رئيس الطبابة العسكرية العميد الطبيب نديم العاكوم، مدير التوجيه العميد الركن صالح حاج سليمان وعدد من ضباط الجيش.

 

بمبادرة من مجلس العمل اللبناني

الطبابة العسكرية انطلقت والشعار: «منحْمِيُنْ تَيِحْمونا»

حب الوطن يسري في عروقهم

بعد النشيد الوطني اللبناني، ألقى مدير التوجيه العميد الركن صالح حاج سليمان كلمة رحب فيها بالمحتفى بهم:

نكرّم اليوم نخبة من رجال لبنان، حملوا مشعل المعرفة وراية وطن الارز الى أرض الشهامة والعروبة في دبي والامارات العربية المتحدة، وانبروا يزرعون أغراس العطاء أنّى وُجدوا، مصارعين أمواج الحياة بصبرهم وجهدهم حتى أمنوا برّها، وكان لهم ما أرادوا.

حيـث هـم، ظلّ حب الوطـن يســري في عروقـهـم ويلهب قلوبهم وضمائرهم، فتداعـوا من خلال «مجلس العمل اللبناني في دبي والامارات الشمالية» برئاسة المحامي جوزيف نهرا، الى توحيد الجهود من اجل نصرة بلادهم ودعم الجيش اللبناني، فبالإضافـة الى أهداف المجلس المتعددة المتعلقة بدعم الاستثمار الاقتصادي في لبنان وتعزيز الروابط بين رجال الاعمـال اللبنانيين في دولة الامارات العربية المتحدة، اتخذ المجلس قراره بإطـلاق حملة «شفا» الخاصة بتطوير مكننة الطبابة العسكرية في الجيش اللبناني بالتعاون مع بنك الشارقة ممثـلاً بمديـره العام السيد فاروج نركيزيان، وبادر اليوم الى تقديم مساعـدة مالية أوليـة تقـدر بنحو 500،000 دولار أميركي كجـزء من مشروع متكامل لصالـح مكننـة الطبابـة العسكرية، سلمت الى قـائد الجيش العمـاد ميشـال سليمـان بعد أن وافق مجلس الوزراء على هذه الهبـة بموجب القرار رقم 50/2005 تاريخ 14/11/2005.

 أهلاً وسهلاً بكم أيها الأخوة الأعزاء أعضاء مجلس العمل اللبناني، ولكم ولبنك الشارقة أسمى تحيات الشكر والتقدير والوفاء من الجيش وقائده العماد ميشال سليمان على مبادرتكم الطيبة والمتكررة تجاه المؤسسة العسكرية، ونحن بدورنا نجدد العهد أمامكم بأن يبقى الجيش على قدر ثقتكم الغالية، جيش الشرف والتضحية والوفاء في سبيل وطن هانئ لكل بنيه.

 

«منحْمِيُنَ تَيِحمونا»

رئيس مجلس العمل اللبناني المحامي جوزف نهرا ألقى كلمة تحدث فيها عن دور المجلس وأهدافه فقال:

بالأمس وخلال عدوان تموز على لبنان أطلق مجلس العمل اللبناني في دبي والامارات الشمالية حملة «ساعدوا لبنان»، والتي عمل من خلالها مئات المتطوعات والمتطوعين على تأمين إرسال إغاثة شملت دواء وكساء وغذاء بكميات غير قليلة، وكانت مناسبة هامة اجتمع فيها اللبنانيون يدعمهم أشقاؤهم في دولة الامارات العربية المتحدة، وبذلوا ما بوسعهم لتأمين إيصال الدعم الى لبنان.

واليوم أيضاً ينجز مجلس العمل اللبناني في دبي والامارات الشمالية المرحلة الأولى والأساسية في تقديم الدعم المالي لإنجاز «مشروع شفا» أي برنامج مكننة الطبابة العسكرية في الجيش اللبناني الذي يهدف الى تطوير الخدمات الصحية لحوالى 350000 مواطن لبناني من أفراد الجيش وعائلاتهم.

شعار حملة «شفا» هو:

 

«منحميُن تيحمونا».

ويعني الالتزام المشترك الواجب بين أفراد الشعب، المدنيين منهم والأخوة العسكريين الذين لا يبخلون في تقديم أعز ما يملكون أي الحياة، في سبيل الأمن والأمان للمواطنين، لذلك فمن أقل واجبات المواطن أن يحسّ بعظمة تلك التضحية، ويساهم ولو بالقليل لتحسين أوضاع اخوتنا الأبطال الذين يمثلون مؤسسة هي رمز للسيادة والعزة والكرامة الوطنية.

نداؤنا الى إخواننا اللبنانيين وخصوصاً في عالم الانتشار، ونحن أدرى بإمكاناتهم الكبيرة، أن يشبكوا السواعد ويقدموا على دعم أي مشروع وطني يؤدي الى الخير العام، إذ أنه ليس مقبولاً بعد اليوم أن نبقى متفرجين وكأننا نشاهد فيلماً سينمائياً أو مسرحية ما...

ومرفوض تماماً اعتبار هذا الوطن الحبيب مرفقاً نعتمده للسياحة والاستجمام وحسب، إن الشعور الوطني يتطلب منا جميعاً أن لا نستمر باللامبالاة وبلادنا تتأرجح في مهب الريح.

تعالوا نتعاون لما فيه مصلحة وطننا ونسهم في إضاءة شمعة بدل أن نلعن الظلام.

أخيراً أشكر كل من دعم وساعد ونظّم بهدف نجاح هذه الحملة، وأتقدم ببالغ التحية والتقدير الى قيادة الجيش الحكيمة والضباط والرتباء والأفراد، ونأمل من المولى العزيز أن ينهض ببلادنا ويزيح عنّا هذه الأعباء الثقيلة وأن يعود لبنان وطناً للحب والخير والكرامة والتلاقي والسلام.

 

نصف مليون دولار دفعة أولى

الكلمة الاخيرة كانت لرئيس لجنة «شفا» السيد فاروج نركيزيان الذي شدّد على المضي قدماً في دعم الجيش اللبناني، وقد قال: يشرّفني أن أكون بينكم بمناسبة البدء بتنفيذ «مشروع شفا» الذي تم تبنّيه من قبل الجالية اللبنانية في دولة الامارات العربية المتحدة، وخصوصاً دبي والشارقة بمبادرة من مجلس العمل اللبناني في دبي والامارات الشمالية. ويشرّفني بنوع خاص أن أكون قد منحت فرصة ترؤس هذه المبادرة بالتكاتف مع أعضاء مجلس العمل اللبناني وصديقي وأخي السيد فادي غصن.

إن «مشروع شفا» يطال حوالى 10٪ من المجتمع اللبناني، وهي الشريحة التي لم ولن تبخل بالغالي والنفيس من أجل الحفاظ على وحدة لبنان وأمنه وديمومته.

إن «مشروع شفا» الذي أخذنا على عاتقنا تمويله بالكامل تبلغ كلفته الاجمالية 1،5 مليون دولار أميركي، وأقوم اليوم بتسليم شيك بمبلغ 500 ألف دولار أميركي، تمثل الدفعة الأولى، مع العلم أن الظروف التي مرّ بها لبنان الحبيب من جراء العدوان الاسرائيلي والتي استدعت تضافر جهـود الجاليات اللبنانيـة في الخارج والدول العربية الشقيقة، وعلى رأسهـا دولــة الامارات العربية المتحدة حكاماً وشعباً، قد أدت الى تأخير تنفيذ ما تعهدنا به، وما وجودنا اليوم بينكم إلا لإعادة التأكيد على تعهدنا بتوفير الرصيد المتبقي في أقرب وقت ممكن، وأملنا كبير في أن يتم ذلك بمناسبة زيارة يقوم بها حضرة العماد ميشال سليمان قائد الجيش الى دبي والامارات اذا سمحت ظروفه بذلك.

إن ما تقوم به الجالية اللبنانية في دولة الامارات لإنجاح هذه المبادرة ما هو إلا جزء يسير نسبة الى التضحيات الغالية التي يقدمها جيشنا الحبيب قيادة وأفراداً.

 

مشروع «مكننة الطبابة العسكرية في الجيش اللبناني»

أعدّت قيادة الجيش اللبناني دراسة تقنية بهدف مكننة الطبابة العسكرية، وقدمت هذه الدراسة لهيئة مجلس العمل اللبناني بهدف تبنّي هذا المشروع الذي يطوّر الخدمات الصحية لحوالى 350،000 مواطن لبناني من أفراد الجيش وعائلاتهم.

وبعد دراسة وافية للمشروع من قبل مجلس الادارة وعدة لقاءات مع قيادة الجيش، اتخذ قرار تبنّي هذا المشروع وتنفيذه لما له من أهمية على الصعيد الوطني، خصوصاً تجاه المؤسسة الوطنية الجامعة في هذه الظروف التي تعصف بالوطن.

 

واقع المكننة وأهداف المشروع

الواقع الحالي للمكننة في الطبابة العسكرية تعوقه عدة عقبات أبرزها، لامركزية المكننة وعدم وجود قاعدة بيانات موحدة للمستفيدين وتكرار المعلومات الإدارية والطبية، ما يؤدي الى ضياع معلومات هامة خاصة بالمريض لعدم وجودها في ملف واحد، فضلاً عن الوقت المهدور الناتج عن إدخال المعلومات الخاصة بالمريض نفسه على عدة سجلات ونماذج.

يركز المشروع على معالجة هذا الواقع من خلال العمل على ما يلي:

• خلق قاعدة بيانات موحدة تتضمن الملف الطبي الالكتروني.

• رفع مستوى الخدمات الطبية.

• السرعة في منح التشخصيات ونتائج الفحوصات الطبية وضبط المصاريف الطبية.

وبناءً عليه، أعدّ مجلس الإدارة خطة تنظيمية وقد تمّ تشكيل لجنة لتنفيذ هذا المشروع وإنجاحه وهي مكوّنة من السادة:

فاروج نركيزيان (رئيساً)، فادي غصن، جوزيف نهرا، زياد سوبرة، نبيل أبو الحسن، سعد الزين، شارل جحا، ربيع عيسى، د. كمال مرقص، د. عدنان قداحة، ود. أندريه ناصيف.

 

مجلس العمل اللبناني: أهدافه ومشاريعه

العام 1996، تأسست في إمارة دبي والامـارات الشمالية جمعيـة بإسم مجلـس العمل اللبناني للشركات ورجال الاعمال والمهنييـن اللبنانيـين، تضم: أطباء، مهندسين، محامين، صيادلة، أسـاتذة جامعيين، مدراء تنفيذييــن، وهي جمعيـة مدنيــة اجتماعيــة لا تبغي الربـح.

أهداف المجلس، تحدّث عنها رئيس مجلس العمل اللبناني المحامي جوزف نهرا وتتلخص بالآتي:

• جمع الشركات ورجال الأعمال والمهنيين اللبنانيين المهتمين أساساً بالشأن العام وبتعزيز العلاقات اللبنانية - الاماراتية في الأوجه الإقتصادية والتجارية والإجتماعية.

• تنظيم نشاطات تعزز العلاقات بين البلدين وتظهر صورة حية للبنان وتعزز مصالحه في دبي والامارات الشمالية.

• تشجيع وتعزيز التحاور، وتبادل الخبرات والمعلومات بين الأعضاء وتوفير الفرص لتوثيق العلاقات المهنية بينهم.

• تقديم مساعدات إجتماعية لمؤسسات محلية أو لبنانية أو الى أفراد لبنانيين عند الحاجة أو بمناسبات محددة. ويمتنع المجلس بصورة مطلقة عن القيام بأي نشاط يتعارض مع القوانين المرعية الاجراء في دولة الامارات العربية المتحدة ولا سيما التعاطي بالأمور الدينية والسياسية.

• دعم نشاطات القنصلية العامة.

الى ذلك يهدف المجلس الى خلق بيئة تفاعلية يتواصل من خلالها رجال الاعمال والمهنيون اللبنانيون بغية تأمين أطر عمل أفضل بما يعود بالنفع على رجال الأعمال والجالية اللبنانية ولبنان ودولة الامارات العربية المتحدة.

كما يعمل المجلس على تنمية العلاقات الاقتصادية وما يرافقها من علاقات إجتماعية وثقافية بين لبنان ودولة الإمارات العربية المتحدة ضمن نطاق دبي والامارات الشمالية، بالتعاون مع القنصلية اللبنانية العامة في دبي وذلك بواسطة:

1- تأمين قاعدة بيانات موثقة عن الفرص الاستثمارية المتوافرة في لبنان ودولة الإمارات العربية المتحدة.

2- التعاون والتنسيق مع الهيئات اللبنانية المعنية بتطوير الاستثمار في لبنان: وزارة الاقتصاد والتجارة، وزارة السياحة، وزارة الإعلام، مصرف لبنان، جمعية المصارف، غرف التجارة والصناعة اللبنانية وجمعية الصناعيين الخ...

3- التعاون والتنسيق مع كل الهيئات الاماراتية المعنية بالتنمية الاقتصادية: غرف التجارة في دبي والامارات الشمالية، دوائر التنمية الاقتصادية، دوائر السياحة، مدينة دبي للانترنت، مدينة دبي للإعلام، قرية المعرفة وهيئات الاقتصاد.

4- العمل على مساعدة الشباب اللبناني المتخصص على إيجاد عمل له في دولة الامارات العربية المتحدة، اضافة الى تزويد المنشآت والمشاريع الاماراتية خبرات لبنانية وتزويد لبنان الخبرات الاماراتية في أي مجال تقتضيه الحاجة.

5- تشجيع التبادل السياحي بين لبنان ودبي والامارات الشمالية.

6- تشجيع التبادل الثقافي بين البلدين بما يؤدي الى مزيد من الإنسجام الاجتماعي بين اللبنانيين وإخوانهم الاماراتيين.

في الختــام، أشــار الأستــاذ جوزيــف نهـرا الى أن المجلـس يصدر مجلــة فصليــة (4 مــرات في السنــة) تعرف بإسـم «الملتقى» تتضمــن نشاطــات المجلس وتسلّـط الأضــواء على أعمال اللبنانييــن في الخـارج، بالاضــافة الى مقالات اقتصاديــة متنوعة، وهي تعكــس روح التآخي والتعاون التي تحكم علاقــة أعضاء مجلــس الإدارة في ما بينهــم، والاحترام المتبادل بينهم، وفي هذا أكبر إسهام لخدمة لبنان ورفع رايته الخفاقة.