في كل بيت

خاص بالأولاد من الثالثة الى العشر سنوات
إعداد: رويدا السمرا وريما سليم

ولدك يرفض الحساء ويقاطع الحليب؟ أنت تبحثين عن الغذاء البديل؟ إليك سيدتي بعض النصائح التي تقترحها اختصاصية في التغذية.

الخضار النيئة
يأخذ الجسم من الخضار النيئة, ما يحتاجه من الألياف والفيتامينات التي تفقد كمية منها بعد الطهي. ولا تحتوي الخضار النيئة على كمية كبيرة من السعرات الحرارية, فهي لذلك تشكّل عاملاً جيداً في المحافظة على نظام غذائي متوازن. من هنا ضرورة تناولها في كل وجبة طعام.
- أولادك يحبونها؟ قدميها طبيعية كما هي: الجزر والخيار مقطعة بالطول, والفجل على شكل ورود. يمكنك تقديم الجزر مبروشاً, فيصبح غزير العصارة ومضغه أكثر سهولة.
- لا يحبونها؟ استبدليها بقطع من الفاكهة الطازجة فهي أيضاً خضار نيئة, أو بكوب من عصير الجزر أو البندورة أو الكريب فروت. يمكنك أيضاً سيدتي أن تقدمي لأولادك كبداية لوجبة الطعام, نصف قطعة من الكريب فروت أو قطعة من البطيخ, او تقديم الخضار على شكل عصير.

 

الخضار المطبوخة
تكون الخضار المطبوخة على شكل هريسة (purée) أو حساء مركز. لا يستغنى عنها لتزويد الجسم بالمعادن والفيتامينات, وهي تجعل وجبة الطعام متنوعة وتزوّد الجسم بقسط وافر من الألياف. عرّفي أولادك على فوائد الخضار واجعليهم يقدّرون أهميتها, بذلك تساعدينهم على اكتساب صحة جيدة والمحافظة عليها في المستقبل. ويجب تقديمها لهم مرة واحدة على الأقل في النهار.
- حضّريها: على شكل هريسة أو في طبق بَريشة Gratin أو سلطة, مع بعض النشويات أو الخضار النيئة أو أيضاً على شكل فطائر (Tarte)
- يرفضون تناولها: بعض الأولاد يفضلون الخضار المطبوخة على شكل حساء, وإلا استعيضي عنها بالفواكه الطازجة أو المطهية. وحتى تتجنبي الزيادة في كمية السعرات الحرارية, انتبهي الى حصة النشويات التي تأخذ مكان الخضار الطازجة في وجبة الطعام.

 

الحساء
الحساء يحفظ الماء في الخضار فتبقى طازجة, وهو يؤمن للجسم قسطاً من احتياجاته الى المعادن والألياف وبعض الفيتامينات. ولكن انتبهي, فالحساء مثل بقية السوائل, يملأ المعدة, فيمنع أصحاب الشهية الخفيفة من إكمال وجبة طعامهم بارتياح. يمكن أن يستغني ولدك عن الحساء, شرط أن تقدمي له عند الظهر أو في المساء, خضاراً طازجة كصحن أساسي.
- يحبونه: قدّميه مع قطع من الخبز المحمص أو مع جبنة الغروير (Gruyère) المبروشة, أو البقدونس المفروم, حضّريه باليقطين, أو بالخضار المتنوعة.
- يرفضونه: استبدليه بمقبلات من الخضار المطبوخة “الشمندر, الفاصوليا الخضراء, الكوسا, اليخنة..” أو بكمية صغيرة من الخضار المطبوخة مع صحن النشويات: فاصوليا خضراء مع البطاطا, يخنة مع المعجنات, فطريات مع الأرز مثلاً.

 

الحليب
ضروري لعملية النمو وهو مصدر ممتاز للكالسيوم ولكن أيضاً, للبروتينات والفيتامينات “ولا سيما من مجموعة (B, A, D. والحليب مادة غذائية لا غنى عنها للنمو الطبيعي ولتقوية العظام حاضراً ومستقبلاً. لذلك, لا بد من إبقائه أطول مدة ممكنة في النظام الغذائي للأولاد. أحرصي سيدتي, أن يتناول أولادك نصف ليتر من الحليب يومياً أو ما يعادله من مشتقاته”ألبان وأجبان على أنواعها”. لا تترددي في التحقق من المحتوى الغذائي لأنواع الكريما والحلويات بالحليب, الموجودة في الأسواق, وأيضاً من القيمة الغذائية للأجبان التي تقدمينها لأولادك, إذ أن محتواها من الكالسيوم والبروتينات, يتغيّر بشكل كبير بحسب المنتوجات التي تشترينها.
- يحبونه: قدّميه بارداً نسبياً, مضافاً إليه شراب الفواكه, أو مخلوطاً مع قطع من الفاكهة أو البوظة. يمكنك كذلك إدخال الحليب في صنع بعض الأطباق المالحة “صلصة بيضاء, مهروسة, حساء مركّز...” أو أصناف من الحلوى “فطائر بالحليب, كريما...”.
- لا يحبونه: إستبدليه بمشتقات الحليب: كوبان من اللبن أو مئتا غرام من الجبنة البيضاء, تعادل ربع ليتر من الحليب أو ثلاثمئة ملغراماً من الكالسيوم وثمانية غرامات من البروتين. ويمكن الإستعاضة عن الحليب أيضاً, بالجبنة الصفراء: ثلاثون غراماً من جبنة الغرويير أو ثلث العلبة من جبنة "Camembert", تؤمن كمية الكالسيوم الضرورية التي تتوفر في ربع ليتر من الحليب.

 

السمك
يحتوي على الكمية ذاتها من البروتينات والفيتامينات (B) الموجودة في اللحم ولكن على نسبة أقل من الحديد “السهل الهضم”, وأيضاً على معادن متنوعة, لا سيما اليودو السيلينيوم, النادر وجودهما في الاطعمة الأخرى. والسمك سهل الهضم بإمتياز شرط ألا يتم تحضيره بطريقة تزيد من نسبة إحتوائه على الدهون, مثل القلي مثلاً. قدّميه لعائلتك, مرّة أو ثلاث مرات في الأسبوع, بدلاً من طبق اللحم, وبالكمية ذاتها, أي من ستين الى ثمانين غراماً “وزن صاف”, للأولاد من سن الرابعة وحتى السادسة, ومن ثمانين الى مئة غراماً, بين سن السادسة والعاشرة.
- يفضلون السمك: مخبزاً (pané)  على شكل كبّة سمك أو طبق بريشة (Gratin) , لأن الأولاد لا يتعرفون عليه! ويحبونه بارداً لأنه يفقد رائحته المميزة. قدميه كما هو سيدتي لمن يحبه من أولادك, أو أيضاً, كما يفضله الصغار, مع قليل من المايونيز.
- يرفضونه تماماً: استبدليه بالبيض “واحدة أو إثنتان حسب العمر”. إنها طريقة جيدة للتعويض عن مادة, لها قيمة غذائية كبيرة, علماً أن بيضة من الحجم الكبير تعادل خمسين غراماً من السمك أو اللحم “وزن صاف”.

 

اللحوم
الأفضليـة للحم الأبيض. وتشكل اللحوم مصدر غذاء أساس في مـرحلة النمو, إذ تحتوي على البروتينات وفيتامينات من نوع (B) , وحديد سهل الهضـم, وذلك مهمــا كان لونهـا أو أصلهـا. قدمي لأولادك “من سـن الرابعة الى السادسة”, وفي كل يوم “وليس عنــد كل وجبـة”, قطعة من اللحم “60 الى 80 غراماً” أو ما يعادلها من سمك “بيـض أو جامبـون” وقطعة من ثمانـين الى مئة غرام, لمن هم في سن السادسة الى العاشرة.
- يحبون اللحم: قدميه مفرومــاً ومطهــواً بشكل جيد “ليس من الضروري أبداً أن تكون قطعة اللحــم نصف نيئة, بل على العكس, يجب طهيها في العمق, فهذا أفضل للأولاد وأصحاب المعدة الحساسة.
- يرفضونه: استعيضي عن اللحم الأحمر بلحم الطيور أو اللحم الأبيض “عجل, خنزير” أو أيضاً بقطع الجامبون العـادي أو جامبون الطيور “الأكثر بياضاً”. احرصي على أن يكون وزن القطعة البديل, معادلاً لوزن قطعة اللحم المستعاض عنها.

 

الفاكهة الطازجة
تشبه الخضار في اهميتها الغذائية إضافة الى احتوائها على السكاكر الطبيعية التي تعطي طاقة أكبر وتجعل منها مادة شهية. إحرصي على أن يتناول أولادك قطعة أو قطعتين من الفاكهة يومياً, عند الفطور أو خلال وجبات الطعام الخفيفة.
- يحبونها: قدميها طبيعية كما هي, مطلية بالسكر (Compote) أو على شكل شراب.
- لا يرغبون بتناولها: قدميها لهم بشكل عصير طازج, حتى يبقى محتفظاً بالفيتامينات والمعادن الموجــودة في الفاكهــة الكاملة.
يمكنــك عصر الحمضيات كما الفاكهة الأخرى, مثل الدرّاق, الخوخ والمشمش. جرّبي الخليط المصنوع من الفاكهة النيئة, المضاف إليها قليل من السكر, مع اللبن, الجبنة البيضاء والبوظة.

عن:Février 2002 Santé Magazine


الأذكياء شبعوا من حليب أمهاتهم

تكشف الدراسات الطبية, يوماً بعد يوم, المزيد من فوائد الرضاعة الطبيعية من الثدي. ومن المعلومات الصادرة أخيراً, ما نشرته مجلة "علم النفس اليوم" (Psychology Today)
في عددها الصادر في شباط الماضي, والذي أشارت فيه الى منافع حليب الأم على صعيد النمو الذهني للطفل. فأكدت أن الأطفال الذين تغذوا من حليب الثدي لمدة أقلها ستة أشهر باتوا يتمتعون بعد سنوات لاحقة بمعدل ذكاء أعلى مستوى من أقرانهم الذين لم يحظوا بفرصة مماثلة. وقد ردّت المجلة هذا الإستنتاج الى دراسة أجريت في اسكندينافيا شملت 345 طفلاً ممن تراوحت أعمارهم بين 13 شهراً وخمس سنوات, تبيّن بنتيجتها أن الأطفال الذين تم إرضاعهم لفترة أطول, سجّلوا معدل ذكاء تجاوز نسبة أقرانهم بـ4.7 نقاط, علماً أن الأمهات الذين تم إختيار أطفالهن للدراسة كن يتمتعن بنسب متساوية على صعيد الثقافة والذكاء وعادات التدخين.


المرجع:.comPsychologytoday