نحن والآخرون

خجل، ثقة، توتّر...
إعداد: ليال صقر الفحل

اليد في الجيب: لكلّ وضعيّة دلالاتها ومعانيها

 

كثيراً ما نقوم بحركات لا إراديّة من دون أن نكون مدركين مدلولاتها ومعانيها. فالجسد يعبّر بلغته الخاصّة عن وضعيّات يعيشها الإنسان أو حالة يمرّ بها أو مشاعر تنتابه.
الخبير في لغة الجسد حبيب الخوري يشرح معاني وضعيات وضع اليد في الجيب، لافتًا منذ البداية إلى ضرورة التمييز بين حركات هي نتيجة عادة ما تتملّك الشّخص، وبين أخرى تعبّر عمّا يخالجه من مشاعر.


• وضع اليد (أو اليدين) في الجيوب بوضعيّة مفتوحة:
هي حركة لاإرادية تدلّ على موقفَين، الأول يتمثّل في حالةٍ من الضجر والسأم تعتري الشخص، بينما نشهد الموقف الثاني عندما تتملّكنا الرغبة في عدم الإجابة عن أسئلة الشخص الذي يحاورنا، فهذه الوضعية تفسّر عدم ارتياحنا لأسئلته وبالتالي عدم رغبتنا في مصارحته والإفصاح عن مشاعرنا. وفي حال أصرّ الطرف الآخر على الحصول على الإجابة تكون هذه الأخيرة قصيرة ومقتضبة.
كما أنّ وضع اليد في الجيب يدلّ أحيانًا على التوتّر والضغط النفسي.


• وضع اليد مغلقة في الجيب على شكل «بوكس»:
عندما نضع يدنا في جيبنا على هذا الشكل نكون في حالة من الغضب ونسعى من خلال هذه الوضعية إلى تفادي العراك مع الآخرين.


• وضع اليد في الجيب والعبث بمحتوياتها (نقود، مفاتيح):
تدلّ هذه الحركة على توتّر، وغالبًا ما نلاحظها في حالات انتظار سيارة أجرة أو استقبال آخرين في المطار، وسوى ذلك من وضعيّاتٍ مشابهة. كما أنّنا نلاحظ هذه الحركة خلال المشادات الكلاميّة حيث يقوم بها شخص لتلافي العراك بالأيدي.


• وضع اليدين في الجيوب الخلفيّة:
نشهد هذه الحالة عند الرجال أكثر ممّا نلحظها عند النساء، وهي تطالعنا خصوصًا بين الشباب في الملاهي الليليّة والجامعات. إذ نلاحظ الشاب واقفًا قبالة الفتاة صدره إلى الأمام ويداه في جيوب بنطاله الخلفيّة، هذه الحركة  دليل على الخجل.


• وضع اليدين في الجيوب مع الإبقاء على الإبهام خارجه:
تبعث هذه الحركة على الإحساس بالثقة لدى الشخص الذي يكون معتزًا بنفسه من جهة، ويحاول إظهار هدوئه ونقله إلى الآخر من جهة ثانية.


• وضع الإبهام في الجيب وإظهار باقي أصابع اليد:
تترافق هذه الوضعية عادة مع حركة ارتخاء الساقين عند الجلوس. ونشهد هاتين الوضعيّتين عند السياسيين خصوصًا، كدلالة على عدم ارتياحهم لمن يستضيفهم وعلى عدم رغبتهم في المشاركة بالحديث المثار، إمّا لكونه خارج نطاق اهتماماتهم وإمّا لأنّهم لا يريدون المشاركة فيه تلافيًا لإعطاء إجابات أو تصريحات غير صادقة.
وفي الختام يشير خوري إلى أنّ وضع اليدين في الجيوب في حالات البرد لا يندرج ضمن أيٍّ من التفسيرات السابقة.