جيشنا

خطة تسليح الجيش
إعداد: نينا عقل خليل

مزيد من الإجماع الدولي حول أمن لبنان واستقراره


أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي أن «هدفنا الأول والأخير من الخطة الخمسيّة هو تمكين الجيش من الدفاع عن أرضه وشعبه ضد أي اعتداء خارجي، وضمان سلامة الوطن من أخطار الإرهاب والعابثين بالأمن». كلام العماد قائد الجيش جاء خلال الاجتماع الخاص بالخطة الخمسيّة لتطوير قدرات الجيش اللبناني، الذي عقد في مبنى «الإسكوا» بدعوة من الممثل الشخصي للأمم المتحدة السيد ديريك بلامبلي، وشارك فيه عدد من سفراء الدول المانحة وقائد قوات الأمم المتحدة الجنرال باولو سييرّا، إلى جانب عدد من الضباط والخبراء المختصّين في مجال التسليح.

 

كلمة قائد الجيش
استهل العماد قائد الجيش كلمته متوجهًا بالشكر إلى السيد ديريك بلامبلي ومن خلاله إلى رئاسة الأمم المتحدة، وكذلك إلى ممثلي الدول الصديقة والمانحة، وجميع القيّمين على هذا اللقاء، «الذي يعبّر عن اهتمامكم الواسع بأوضاع مؤسستنا العسكرية، وعن الإرادة القوية لدولكم وجيوشكم الصديقة في مواصلة دعم هذه المؤسسة، وهو الدعم الذي تجلّى بشكلٍ لافت خلال السنوات الفائتة، وكان له بالغ الأثر في تعزيز قدرات الجيش، وتمكينه من حماية الاستقرار الوطني».
وشدد قائد الجيش على أن «الأعباء الملقاة على عاتق الجيش اللبناني في مجالي الدفاع والأمن، لا يمكن مقارنتها على الإطلاق بقدراته الحالية، عديدًا وسلاحًا وعتادًا، وما زاد من حجم هذه الأعباء كما تعلمون، الأزمات الإقليمية المتلاحقة، وانعكاسها بشكلٍ أو بآخر على لبنان».
ولفت إلى أن «هذا الواقع الصعب، استوجب منّا مضاعفة الجهود واستخدام كامل الطاقات بمساندة مشكورة من الجيوش الصديقة وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، مستندين بالدرجة الأولى إلى الكفاءة المميّزة للجندي اللبناني وإيمانه الراسخ بقضية وطنه، وإلى التعامل مع مختلف الأحداث والتطوّرات، بمسؤولية عالية وبمنتهى الدقة والوعي والتجرد».
وأضاف: «إن هذا الواقع استوجب إقرار الحكومة اللبنانية، على الرغم من الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعانيها البلاد، خطة خمسية لتسليح الجيش، من شأنها أن توفر جزءًا أساسيًا من احتياجاته، فيما لو ترافق ذلك مع مشاركة الدول الصديقة في تأمين المستلزمات الفورية للخطة والمستلزمات المتبقية وفق الأولويات، ونحن بكلّ وضوح نعقد الأمل الكبير على هذه الدول، لجهة استمرار تعاونها وتطوير برامج مساعداتها وهباتها في مختلف المجالات، إلى حين توافر الإمكانات المادية وتأمينها من قبل الحكومة اللبنانية».
وتابع قائد الجيش قائلاً: «إن لقاءنا اليوم يمثل خطوة مهمة في مسيرة التحضير لتسليح الجيش اللبناني، وذلك بهدف وضع تصوّر واضح ودقيق لمجالات المساهمة من قبلكم في تنفيذ هذه الخطة على جميع المستويات. إن هدفنا الأول والأخير من الخطة الخمسية هو تمكين الجيش من الدفاع عن أرضه وشعبه ضد أي اعتداء خارجي، وضمان سلامة الوطن من أخطار الإرهاب والعابثين بالأمن». مشيرًا إلى أن «تحقيق هذه الخطة لا ينعكس على استقرار بلادنا فحسب بل على الاستقرار الإقليمي والدولي، فالجميع يدرك حجم التضحيات التي بذلها جيشنا في مواجهة الإرهاب، ويدرك كذلك بأن هذا  الجيش لم يكن في يوم من الأيام في موقع الاعتداء على أحد، بل في موقع الدفاع عن بلاده ضد الاحتلال والعدوان من أي جهة كان».
وختم العماد قهوجي قائلاً: «أكرّر الشكر لكم وارحّب بكم في وطنكم الثاني لبنان، متطلّعين إلى مزيد من التعاون في المراحل المقبلة، لما فيه مصالح بلداننا وخير الإنسانية جمعاء».

 

بلامبلي
بدوره، اعرب السيد ديريك بلامبلي عن شكره العماد قائد الجيش وممثلي الدول الأعضاء لحضورهم الاجتماع، مشجعًا على «زيادة المساندة الدولية لخطة تطوير قدرات الجيش التي تمّ وضع اللمسات الأخيرة عليها في نيسان من العام الحالي»، مشيرًا إلى «التحديات التي يواجهها الجيش في وقت يعاني فيه محدودية مواردة».
كما اشاد السيد بلامبلي «بدور الجيش الناجح في الحفاظ على أمن لبنان واستقراره، خصوصًا في الآونة الأخيرة».
ولفت أيضًا إلى أن «الخطة قد تمّ إطلاقها في اجتماع استضافه الجيش اللبناني في أيار الماضي، وإن الاجتماع الحالي هو فرصة لإحاطة مجموعة أكبر من الدول بها، وللبناء على الإجماع الدولي حول أمن لبنان واستقراره وحول مساندة الجيش، الأمر الذي انعكس في البيان الرئاسي الذي صدر عن مجلس الأمن في العاشر من تموز».

 

سييرّا
وألقى قائد القوات الدولية الجنرال سييرّا كلمة نوّه فيها «بالتعاون المتين بين الجيش والقوات الدولية على المستويات الاستراتيجية والتكتية»، مشيدًا بـ«التزام الجيش بقوة تطبيق القرار 1701 من خلال عملياته مع الـ«يونيفيل» في جنوب لبنان، على الرغم من التحديات الأمنية العديدة التي يواجهها الجيش في مختلف أنحاء البلاد.
واستعرض الجنرال سييرّا «مجموعة واسعة من مبادرات التدريب المشتركة التي تمّ إجراؤها مع الجيش في البحر والبرّ»، مؤكدًا «الشراكة الوثيقة مع الجيش ومساندته، كعاملين أساسيين في مهمة الـ«يونيفيل».
وقال: «إن خطة الحوار الاستراتيجي المشتركة بين الـ«يونيفيل» والقوات المسلحة اللبنانية، التي تعد جزءًا لا يتجزأ من خطة تطوير قدرات الجيش، قد دخلت بالفعل حيّز التنفيذ، ويتم تطوير آلية تنسيق بين الـ«يونيفيل» والجيش والحكومة اللبنانية والجهات المانحة الدولية، بالتعاون مع مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، من أجل ضمان نهج شامل ومساندة، لآلية تنسيق الحوار الاستراتيجي».