تسلح وتكنولوجيا

خطة تسلّح خمسية للجيش الاسرائيلي
إعداد: كمال مساعد

يعتزم جيش الاحتلال الاسرائيلي طرح خطة تسلّح خمسية للاعوام 2008-2010، تتضمن شراء وسائل قتالية ومعدات تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات، تشمل طائرات وبوارج حربية واعتدة خاصة، في وقت تدير فيه محافل عسكرية اسرائيلية محادثات ثنائية مع الأميركيين لتزويد سلاح الجو الاسرائيلي منظومة صواريخ اميركية مضادة للصواريخ، بدلاً من مواصلة تطوير منظومة صواريخ «حيتس» الاسرائيلية التي منيت تجاربها في الماضي بكثير من الفشل العملياتي، على الرغم من محاولات التطوير والاختبارات المتكررة.

 

شراء اسلحة متطورة ومعدات قتالية لكل السيناريوهات

خطة خمسية للتسلح

أفادت صحيفة «معاريف» أن الجيش الاسرائيلي سيبدأ في الاشهر القليلة المقبلة بناء خطة خمسية للاعوام 2008 حتى 2010، والانطلاق في حملة مشتريات بمليارات الدولارات، تتضمن تزويد سلاح الجو خمسين طائرة أميركية من نوع «اف 35» (F-35) بكلفة 3 مليارات دولار، اضافة إلى السعي إلى الحصول على طائرة «اف 22» (F-22) المحظور تصديرها اميركياً.

وتتضمن الخطة أيضاً شراء بارجات جديدة لسلاح البحرية الاسرائيلي، من ضمنها بارجتا «ال.سي. اس.» (L.C.S)، التي تنتجها شركة «لوكهيد مارتن» الأميركية، ومروحيتا «بلاك هوك»، ووسائل قتالية لعناصر الكوماندوس البحري.

وتقدر كلفة هذه الصفقات بنحو 600 مليون دولار، تضاف اليها رغبة الجيش شراء غواصتين اضافيتين من المانيا من نوع «دولفين» بكلفة اجمالية تبلغ نحو مليار يورو، على أن تدخلا الخدمة الفعلية بعد سبع سنوات.

ونقلت الصحيفة نفسها عن مصادر عسكرية قولها ان «الجيش الاسرائيلي يخطط لاجراء ثورة حقيقية في سلاح البر ايضاً، إذ يحاول استثمار نحو 420 مليون دولار لشراء معدات وتجهيزات عسكرية لوحدات الاحتياط بهدف مساواتها بشروط الخدمة العسكرية النظامية». أما صحيفة «هآرتس» فقد أفادت من جهتها بأن «اسرائيل تجري اتصالات مع شركة «لوكهيد مارتن» الاميركية لشراء منظومة «ثاد» (THAAD) المضادة للصواريخ، بدلاً من مواصلة تطوير جيل جديد من صواريخ «حيتس» الاسرائيلية، ويجب على أصحاب القرار في اسرائيل اتخاذ قرارهم في هذا الشأن قريباً». ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية قولها «إن صاروخ «ثاد» الأميركي فشل في التجارب الاولى التي تجري عليه منذ عشر سنوات، لكنه حقق نجاحاً العام 2006، وفي عدد من التجارب الهامة أسقط صواريخ معادية». واوضحت أن الصاروخ الأميركي «يتضمن عناصر تكنولوجية ليست جزءاً من الجيل الحالي لصواريخ حيتس».

وأعربت مصادر أميركية في واشنطن عن تقديرها بأن تتمكن الولايات المتحدة من تزويد اسرائيل صواريخ من طراز «ثاد» العام 2009، بعد استكمال تطويره واجراء تجارب أخرى تسمح بنشره عملياً، وتضمينه تكنولوجيا اكثر تطوراً، على ان يكون الطراز الذي تستخدمه القوات الاميركية، و «سيكون بوسع اسرائيل شراء الصاروخ بأموال المساعدات» الاميركية، على الرغم من اقرار هذه المصادر بأن «الصاروخ الاميركي ما يزال يعاني عدداً من المشاكل التكنولوجية التي لم تحل إلى الآن».

ويجب على المؤسسة السياسية في اسرائيل ان تراعي في قرارها الجوانب المالية والكلفة الباهظة للاستمرار في تطوير منظومة «حيتس»، اضافة إلى السعي الدؤوب لدى الاسرائيليين للاستقلال التكنولوجي والعسكري عن اميركا، علماً بأن منظومة «حيتس» نفسها قد مرت في تجارب فاشلة في السنوات الماضية، على الرغم من محاولة التكتم والدعاية غير المسبوقة عن تحقيق انجازات لم تقدم اسرائيل دليلاً حسياً عليها.

 إلى ذلك، اعلن رئيس قسم التصدير العسكري في وزارة الدفاع الاسرائيلية، يوسي بن حنان، أن «الصناعات الامنية الاسرائيلية تصدر 80 في المئة من انتاجها الى الخارج، فيما تخصص عشرين في المئة للاستخدام المحلي للجيش الاسرائيلي، وتصل قيمة مشترياتها منه إلى مليار دولار سنوياً».

 

ربط انظمة الدفاع الاسرائيلية والاميركية

إلى جانب ذلك ذكرت صحيفة «هآرتس» ان اسرائيل ترغب في تعزيز احتمال قيام الولايات المتحدة بنشر انظمة دفاع صاروخية على اراضيها، في حالات الطوارئ.

ونسبت الصحيفة إلى مصدر في وزارة الدفاع قوله إن طلب الحصول على هذه المعلومات استهدف تعزيز امكان استحداث «ربط عملياتي» بين انظمة الدفاع الاسرائيلية والاميركية، وذلك في اطار مشروع قائم منذ سنوات بين الدولتين. وأوضحت «هآرتس» ان الجيش الاميركي كان قد نشر بطاريات صواريخ «باتريوت» في إسرائيل سابقاً، مشيرة إلى انه تم دمج هذه الصواريخ الاميركية الصنع بأنظمة الدفاع الاسرائيلية الصاروخية المضادة للطائرات، والمضادة للصواريخ أرض-أرض، كما استخدمت في تدريبات شارك فيها ايضاً نظام صواريخ «آرو» الاسرائيلي. وطلب الجيش ربط الرادارات في السفن التي تحمل صواريخ «ايجيس» بمنظومة الدفاع الاسرائيلية في حالات الطوارئ، علماً ان طاقم ايجيس البحري مؤلف من 95 فرداً، ومجموعة رادارات/هوائيات، وعلى نحو وثيق الصلة، وتتضمن رزمة الرادارات راداراً متوافق الطور من الجيل الجديد. وتضم السفينة «دي دي-12» أيضاً مدافع من عيار 155 ملم، وأنظمة مدمجة وانظمة مدمجة كلياً مضادة للغواصات ومضادة للالغام، واحدث انظمة C4I مدمجة و«آمنة»، ومكونات حرب ومعلومات مدمجة بنوعيها السلبي والايجابي.

ويأتي ذلك بعد ان اختتم نحو 600 ضابط إسرائيلي، في قاعدة لسلاح الجو في الشمال الاسرائيلي، اجتماعات عقدت على مدار يومين واستمرت لساعات طويلة لدراسة اكثر من 50 تحقيقاً في حرب لبنان. واستمع الضباط المشاركون إلى خطة رئيس الاركان السابق دان حالوتس، وبعد الطلب من رئيس الاركان الجديد غابي اشكينازي، تطبيق العبر التي تم استخلاصها في اعقاب الحرب من خلال خطة عمل للعام 2007 تحت اسم «عام الاستعداد لكل سيناريو ممكن».

وركزت «دروس الحرب» التي تمت مناقشتها على الاخفاقات التي تمحورت حول «الاعتماد المبالغ فيه على سلاح الجو، والاستدعاء المتأخر لكتائب الاحتياط، والعجز عن ايجاد حل للصواريخ القصيرة المدى، والتقصير الفاضح في تدريب القوات البرية وتجهيزها، وعجزها عن المواجهات الميدانية، وفشل هيئة الأركان في اتخاذ القرارات المناسبة» خلال الحرب.

 إنه الاخفاق  الذي ستكشفه قريباً لجنة فينوغراد، فيما الجيش يستعد لكل السيناريوهات.

 

المراجع

• جريدة «معاريف» الاسرائيلية، خطة تسلّح الجيش الاسرائيلي للاعوام 2008-2010، 20/1/2007.

• جريدة «هآرتس» الاسرائيلية، قيادة الاركان في الجيش الاسرائيلي تجري اتصالات مع شركة لوكهيد مارتن، لتزويد الجيش منظومة ثاد المضادة للصواريخ، في 14/1/2007.

• تقرير واشنطن، موقع الكتروني اميركي على الانترنت.

• وكالات الأنباء العالمية، وجريدة «قاسيون» 27/12/2006.

• جريدة «هآرتس» ربط انظمة الدفاع الاسرائيلية والاميركية، الاول من كانون الثاني 2007.