نحو مجتمع أفضل

خطوات عملية فعّالة لدعم شخص يواجه الإدمان
إعداد: ميا روفايل
مسؤولة الرصد والتقييم والمنح في جمعية CDL

تقديم الدعم اللازم للتعافي من الإدمان هو مسألة دقيقة، تقوم على التفهّم والصبر إضافةً إلى الحوار الصادق والدعم المستمر لمساعدة الشخص المدمن على تجاوز التحديات. في هذا السياق، يمكن اتباع استراتيجيات مدروسة تُسهم في تعزيز الأمل وتمهيد الطريق نحو التعافي.

الإدمان هو حالة من الاعتماد النفسي والجسدي، أو كليهما، على استخدام مواد مثل الكحول أو المخدرات أو الانخراط في سلوكيات معينة مثل القمار (الميسر) أو الاستخدام المفرط للإنترنت. يؤثر الإدمان بشكلٍ كبير في الصحة العقلية والجسدية للفرد، بالإضافة إلى تداعياته السلبية على العلاقات الاجتماعية والحياة المهنية.

 

علامات الإدمان وأعراضه

تظهر علامات الإدمان بأشكالٍ مختلفة، تشمل جوانب جسدية وسلوكية ونفسية، مما يساعد على التعرف المبكر على المشكلة واتخاذ خطوات لمعالجتها.

الأعراض الجسدية:

- تغييرات واضحة في النظافة الشخصية.

- فقدان وزن غير مبرّر.

- إرهاق مستمر واضطرابات في النوم.

- احمرار العينين أو تغيرات في حجم حدقة العين.

 

الأعراض السلوكية:

- تدنٍّ ملحوظ في الأداء أو غياب متكرّر عن العمل أو الدراسة.

- طلب المال باستمرار أو اللجوء إلى السرقة.

- تغييرات مفاجئة في دائرة الأصدقاء أو الهوايات.

- سلوكيات مشبوهة وغير مبرّرة.

- الكذب والإخفاء أو التستر على الحقائق.

 

الأعراض النفسية:

- العزلة والتقلبات الحادة في المزاج.

- العدوانية أو السلوك العنيف.

- فقدان الحافز واتخاذ قرارات متهورة.

 

التحضير للحوار مع المدمن

قبل بدء الحوار مع الشخص المدمن، من المهم معرفة طبيعة المواد أو السلوكيات المسبّبة للإدمان، وآثارها السلبية على الصحة النفسية والجسدية. من المهم الاطلاع على إرشادات وتوصيات من مصادر موثوقة لضمان نجاح الحوار، والاستعداد النفسي المسبق للتحديات المتوقعة. يجب مثلًا، توقّع ردود فعل دفاعية أو إنكار المشكلة، مع الأخذ في الاعتبار إمكان وجود أسباب نفسية أو عاطفية وراء الإدمان.

لذلك يُنصح باتخاذ بعض الخطوات التي تسهّل عملية الحوار:

- اختيار الوقت والمكان المناسبين والتحدّث في مكان خاص وآمن، مع أهمية تفادي مناقشة الموضوع عندما يكون الشخص تحت تأثير المواد المخدرة.

- الإصغاء بحرص واهتمام للمشاكل أو الأسباب التي يمكن أن تكون وراء الإدمان، من دون مقاطعة الشخص أو إطلاق الأحكام.

- استخدام لغة هادئة وغير اتهامية، والحرص على عدم توجيه اللّوم، حتى يشعر الشخص المدمن بالراحة والانفتاح.

- تذكير الشخص بالأمور الجيدة في حياته، مثل علاقاته الإيجابية، أو إنجازاته السابقة، أو الهوايات التي يستمتع بها، وتشجيعه على رؤية مستقبله بتفاؤل وإيجابية.

- مناقشة الآثار السلبية للإدمان بوضوح، ومن أهمّها، تدهور الصحة الجسدية والنفسية، خسارة العلاقات الأسرية والاجتماعية، التدهور الأكاديمي أو المهني، عدم الاستقرار المالي، وزيادة مخاطر الحوادث والمشكلات القانونية.

 

دعم عملية التعافي

إلى ذلك، تستدعي عملية الحوار، التأكيد للمدمن أنّ التغيير ممكن وأنّ الدعم متاح دائمًا من الأسرة والمجتمع والمتخصصين. كما يجب تشجيعه على طلب المساعدة المهنية، واقتراح التواصل مع مراكز علاجية أو مختصين للحصول على الدعم اللازم لتحقيق التعافي.

قد لا تكون المحادثة الأولى كافية لتحقيق نتائج إيجابية، فمثل هذه القضايا تحتاج إلى تكرار المحاولات مع التأكيد على استعدادك لدعم الشخص السّاعي إلى التعافي في أي وقت يحتاج فيه إلى المساعدة.

ختامًا، الإدمان مشكلة معقدة تتطلب تفهّمًا وصبرًا ودعمًا مستمرًا. من خلال الحوار الصادق وتقديم الدعم، يمكن مساعدة الأشخاص على رؤية الأمل في التغيير والسير نحو التعافي، ما يفتح لهم أبوابًا جديدة لحياة أكثر استقرارًا وسعادة.