- En
- Fr
- عربي
عبارة
كما جرت العادة، وجد المواطنون أنّ الوحدات العسكرية عند حسن ظنّهم، حاضرة متيقظة تسهر على أمن العملية الانتخابية، وترعى ممارسة اللبنانيين لحقوقهم الديموقراطية، وتواكب عمل مؤسسات الدولة بعينٍ أمنية خلال ذلك اليوم المفصلي.
لم يخيّب العسكريون الآمال، لا تلك التي تكوّنت في قلوب المواطنين، ولا تلك التي نشأت في عقول الرؤساء والمسؤولين. إنّه زرع من العقيدة الصلبة، والالتزام الراسخ، والتدريب المستمر، والتحضير الدقيق للمهمة، أتى حصاده نجاحاً في التنفيذ ومصداقية في العمل شهدها القاصي والداني.
إنّ مهمة يوم واحد قد تستدعي جهود أسابيع وأشهر كاملة، لا سيما إذا كان محطة ينهض لها الوطن برمّته وتتوافد إليها أعداد هائلة من إخواننا وأهلنا. كما أنها تستنفر جميع عسكريي الجيش، بحيث تشارك فيها جميع القطع بلا استثناء، العملانية منها والثابتة، وتستلزم موارد ضخمة لسد حاجات الوحدات المنتشرة في المناطق اللبنانية كافة. إلا أنّ ذلك اليوم، على أهميته، ليس سوى خطوة على درب طويل انطلق فيه الجيش مع ولادة لبنان، بإيمان عارم يبدد كل تردد، والتزام وطني في كل عمل، واستعداد للتضحية بلا حساب. فالتضحية ماثلة دائماً وأبداً في ذهن العسكريين، والقضية هي قضية استقرار وطن وسلامة أبنائه، وتفويت فرص الأعداء.
وما إنجاز المهمة بنجاح إلا إيذانًا بعودة العناصر إلى ثكناتهم، لينالوا قسطاً يسيراً من الراحة، وذلك غير ممكن في كثير من الأحيان، ثم يتابعوا شأنهم اليومي في تنفيذ ما يوكل إليهم من مهام لاحقة.
إنّ العتب مرفوع والمشقة محببة، فالوطن يستحق كل تضحية من جنوده، لتبقى سيادته مصانة، وليستمر عَلَمُنا شامخاً فوق كل شبر من ترابه.