تربية وطفولة

خمسة مبادئ اساسية علّميها لطفلك
إعداد: ماري الأشقر
اختصاصية في علم النفس

هل يستطيع الطفل أن يميّز بين الصواب والخطأ؟ الإجابة قد تبدو صعبة، خصوصًا عندما يتعلّق الأمر بمن تقلّ أعمارهم عن خمسة أعوام، لكنّها أيضًا ليست مستحيلة.
المطلوب تدريب الطفل على أصول ومبادئ أساسية فتترسّخ في أعماقه، وترافقه على مدى السنين، ويصبح إنسانًا اجتماعيًا سويًا يعرف الأصول ولا يحيد عنها.
فما هي هذه المبادئ؟


العدل والانصاف
ينصح الخبراء بأن يعلّم الآباء والأمهات أطفالهم كيف يعالجون الخطأ من أجل مساعدتهم على تطوير الإحساس بالعدل والإنصاف. إنّ تشجيع الطفل على الاعتذار عن خطأ يرتكبه من دون قصد، يجعله يرى أن هناك نتائج مترتبة على ذلك السلوك. والشعور بالعدل والإنصاف هو الخطوة الأولى نحو الإحساس بالمسؤولية ودعم فكرة ضرورة معاملة الآخرين بعدل وإنصاف، وتذكّري أنّ مشاهدة الطفل لسلوكيات والدته العادلة والمنصفة، هي من أهم دروس الحياة.


الأمانة
ساعدي طفلك وعلّميه أن يحترم الصدق والحقيقة، فقبل السادسة من العمر يكون الطفل في مرحلة شفافية، وعندما يرتكب الخطأ يعرف ذلك، لكنّه لا يعرف بعد فن الخداع. وفي هذا فرصة كبيرة للأم لكي تؤكد لطفلها أنّ الخلاص هو في الأمانة، بينما إخفاء الحقيقة لا يؤدّي إلّا إلى الإخفاق والفشل. ومن أجل تشجيع الطفل على الأمانة وجعلها من صفاته، يجب عدم المغالاة في ردود الأفعال عندما يحكي كلامًا كاذبًا، بل ينبغي مساعدته للعثور على وسيلة تمكّنه من قول الحقيقة. إنّ الألعاب التخيلية من العناصر المهمة اللازمة لتكوين شخصية الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة، ويمكن من خلالها تعليمه الكثير. لكن في جميع الأحوال من المهم جدًا أن يلمس الطفل الأمانة في سلوكيات والدته.


المحبة
الأطفال الصغار بطبيعتهم يتمتعون بعاطفة كلّها محبة، لكنهم يحتاجون إلى المساعدة في كيفية التعبير عنها، لذلك يجب أن نوضح لهم ذلك بسلوك عملي. فالأب عندما يربت على كتف الأم بحنان أمام الأطفال، ويحكي لهم عن مقدار حبه لأبيه ولأمه، إنما يزرع في قلوب أطفاله المحبة، ويدرّبهم على كيفية التعبير عن هذا الشعور. فكلما نجحت في ملء بيتك بالابتسامات وكلمات المحبة والعاطفة، زاد شعور طفلك بالحرية في التعبير عن حبّه للآخرين، وربما يكون ذلك أكثر دروس الحياة قيمة.


التعاطف
يجب أن تعلّمي طفلك كيف يراعي مشاعر الآخرين. صحيح أنّ الطفل في سن الخامسة لا يستطيع أن يضع نفسه في مكان الآخرين، لكن من المهم البدء في تعليمه فضيلة مراعاة حقوق الآخرين ومشاعرهم. فالطفل الصغير يستوعب أي رسالة تتعلق بقدرة الكلام الطيب والأفعال الحميدة على رسم الابتسامة على شفاه الناس، مما يجعلهم يردّون على الطيب بأطيب منه. ويُنصح بضرورة الكلام عن المشاعر مع الطفل، والكشف عمّا يصيب الأم من حزن أو مشاعر أخرى متباينة.


احترام الذات
يجب الاهتمام بتغذية ثقة الطفل بنفسه في مراحل الطفولة. ومن الضروري الإيمان بأفكار الطفل وتصديق كلامه عن قدراته، فالطفل المستعد للمحاولة والذي يعرف أنّه لن يصدر ضده حكم إذا فشل، هو الذي يتمتع بثقة تمكّنه من التعامل مع أي تحديات ترميها الحياة في طريقه. إذا كان خجولًا أو متردّدًا، يجب تعليمه أن يقول لنفسه: أستطيع التعامل مع أيّ أمر يمكن أن يحدث. فمثل هذه العبارة يمكن أن يأتي بنتائـج سحريـة. كذلك من الضروري إسناد مسؤوليات معيّنة إلى الطفل، فهو كلما شعر بأنه يؤدي خدمة لأسرته، تزداد سعادته.