ورشة عمل

دعائم الأمن الوطني متعددة وإمكانات الجيش إحتياط إستراتيجي
إعداد: باسكال معوض بو مارون

تنفيذاً لمضمون خطة التعليم والتدريب، التي وضعتها أركان الجيش للعمليات - مديرية التعليم للعام 2010، خصوصاً لجهة إطلاق مشاريع التعاون مع الجامعات ومراكز الأبحاث والدراسات المختلفة، محلياً، وإقليمياً، ودولياً، قام وفد من مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الإستراتيجية (NESA) بزيارة الى لبنان تخلّلها إقامة ورشة عمل في كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان تحت عنوان: «حماية الأمن الوطني» (homeland Security). ضمّ الوفد كلاً من: عميد المركز الدكتور جون بالارد، الدكتور سامي الحجار، المقدم دافيد آلاي (الملحق العسكري السابق في السفارة الأميركية في بيروت) والدكتور برت تاسينغ (من معهد الحرب التابع للقوات البرية الأميركية، ضابط طيار سابق في المارينز).

 

محاور الورشة
شارك في ورشة العمل ضباط من كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان ومن مختلف ألوية الجيش وقطعه، وضباط من قوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة والجمارك، ومندوبون من وزارات الداخلية والبلديات، الأشغال العامة والنقل، الخارجية والمغتربين، ومن المديرية العامة للدفاع المدني وجمعية الصليب الأحمر اللبناني والهيئة العليا للإغاثة.
إستمرت ورشة العمل ثلاثة أيام. في اليوم الأول تركّز النقاش على مفهوم مسألة الأمن من جوانبها كافة، وجرى التعريف بالواجبات الأساسية الملقاة على عاتق الحكومات بهذا الخصوص، واعتبر توفير الأمن كأي مسألة إستراتيجية تقوم على عناصر القوة الوطنية التي تتشكّل بدورها من نتاج نشاطات متنوعة إقتصادية، مالية، عسكرية، دبلوماسية، إستراتيجية... إلخ وهي دعائم الأمن الوطني.
مداخلات اليوم الثاني شرحت الدور غير التقليدي الذي قد تضطلع به القوى المسلحة في معرض حفظها أمن الوطن من خلال دعم السلطات المدنية. وهذا يحصل عندما تستنفد الأجهزة المدنية من رسمية وخاصة طاقاتها في مواجهة كارثة بيئية أو طبيعية، أو حتى من خلال المساعدة في إعادة الأوضاع الى طبيعتها بعد حصول نزاعات أو حروب أهلية أو تقليدية مدمرة، وهذه الفترة تسمى بفترة التعافي، حيث تتمّ الإستعانة بالقوى المسلحة (الجيش) لرفد السلطات المدنية بالإمكانات والطاقات المتوافرة لدى الجيش، والتي تشكّل الإحتياط الإستراتيجي لتأمين الإستقرار الوطني خلال الأزمات وبعدها.
كما تمّ عرض الفلسفة الحديثة لنظرية الأمن في العالم والتغيير الذي طرأ عليها نتيجة التسارع الهائل للتطورات العالمية على الأصعدة كافة، وبالتالي فإن مهمات القوى المسلحة لم تعد محصورة بالعمل العسكري التقليدي القائم على فكرة المحافظة على حدود الوطن وأمنه حصراً، بل تعدّت ذلك الى أمور أكثر تعقيداً ومنها مثلاً تأمين النشاط الإقتصادي والبنى التحتية وحمايتها، وتنفيذ القوانين والحفاظ على البيئة ودرء الأخطار المحدقة بها، وتأمين الأمن الصحي والغذائي، إضافة الى مسائل أخرى تتعلق بأسلحة الدمار الشامل، والإرهاب المحلي والعالمي، والهجمات ضد شبكات الكمبيوتر، والأوبئة والكوارث الطبيعية، والتجارة غير المشروعة، والجريمة المنظمة المحلية أو العابرة الحدود... الخ.
اليوم الثالث والأخير، كان يوماً عملياً، فقد قُسم المشاركون الى أربع مجموعات لتنفيذ تمرين عملي حول كيفية مواجهة تفشي مرض خطير (كمرض الجدري) في مناطق واسعة من العالم شمل عشرات الدول خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط. قدّمت كل مجموعة تصوّرها لمواجهة الخطر الداهم واجتراح الحلول له. الفكرة الأساسية كانت حول كيفية تضافر وتكامل الجهود الوطنية ومختلف عناصر القوة في الأمة، عسكرية ومدنية، لمواجهة الخطر الداهم وإيجاد حلول مناسبة له.

 

زيارات ونشاطات
خلال إقامته في لبنان، زار وفد مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الإستراتيجية (NESA) كلاً من قائد الجيش العماد جان قهوجي، ورئيس الأركان اللواء الركن شوقي المصري، ومسيّر أعمال أركان الجيش للعمليات العميد الركن رفعت شكر، وقائد كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان العميد الركن علي الحاج سليمان, ومدير التعليم العميد الركن خالد حمادة.  كما جال الوفد على المناطق السياحية والمعالم الأثرية والطبيعية في لبنان.
وفي ختام الزيارة أقامت كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان حفل توقيع برنامج تعاون لثلاث سنوات بين الكلية ومركز NESA. ترأس الحفل قائد الكلية العميد الركن علي الحاج سليمان وحضره مدير التعليم العميد الركن خالد حمادة، مدير مركز البحوث والدراسات الإستراتيجية وضباطه، وضباط ممثلون عن أركان الجيش للتجهيز والتخطيط والعمليات ومديرية المخابرات.
وبعد التوقيع أقيم حفل تبادل أنخاب قدّم خلاله قائد الكلية بإسم قائد الجيش دروعاً تذكارية لعناصر الوفد الأميركي الزائر.