أمر اليوم

دعا العسكريين إلى أن يكونوا ساعد الدولة القوي

العماد قهوجي في «أمر اليوم»: ستة وستون عامًا وعنوان مسيرتكم الحفاظ على لبنان

 

دعا قائد الجيش العماد جان قهوجي العسكريين إلى أن يكونوا ساعد الدولة القوي في عملية النهوض والتطوير، وإلى ضرب رأس الفتنة في مهدها بيد من حديد... وقبل كل شيء التمسك بمناقبيتهم المعهودة.
فعشية عيد الجيش وجّه العماد قهوجي إلى العسكريين «أمر اليوم» الرقم 52 الذي استهله بالقول: ستة وستون عامًا مضت على تأسيس الجيش وعنوان مسيرتكم ثابت وهو الحفاظ على لبنان...
في ما يلي نص «أمر اليوم».


أيها العسكريون
ستة وستون عاماً مضت على تأسيس الجيش، وعنوان مسيرتكم ثابت وهو الحفاظ على لبنان، بوحدته وسيادته وكرامة أبنائه، وتجسيد رسالته التاريخية التي أطلَّ من خلالها على العالم، كمنبرٍ للحرية والديمقراطية ومرجلٍ للانفتاح والحوار، تنصهر فيه الوطنية جسماً وروحاً. إن في إنجازاتكم المشرقة هذه، خير دليل على رسوخ مبادئكم العسكرية والوطنية، وتفانيكم في أداء الواجب، وإيمانكم المتجذر بهذا الوطن الذي ترخص في سبيله المهج والأرواح.
بالأمس القريب دعوتكم إلى الصمود والثبات في وجه التحديات التي تتعرض لها البلاد على أكثر من صعيد، بما في ذلك تحصين الساحة الداخلية من انعكاس الأزمات التي تعصف بمنطقتنا العربية، وعدم جعل الوطن ممرّاً لاستهداف أمن أيّ بلد شقيق. واليوم أدعوكم في ظل انطلاقة الحكومة الجديدة، إلى أن تكونوا ساعد الدولة القوي في عملية النهوض والتطوير، وأن تضربوا بيدٍ من حديد رأس الفتنة في مهدها، وكلّ متطاول على مسيرة السلم الأهلي، من إرهابيين وعملاء وعابثين بالأمن إلى أي جهة انتموا، كما أدعوكم وقبل كلّ شيء إلى التمسك بمناقبيتكم المعهودة في الابتعاد عن التجاذبات السياسية والفئوية، والبقاء على مسافة واحدة من الجميع، والتزام القوانين والأنظمة التي تشكّل مظلتكم ومصدر قوتكم ومناعتكم.

 

أيها العسكريون
اعلموا أن جهوزيتكم الدائمة على الحدود الجنوبية، لمواجهة ما يبيّته العدو الإسرائيلي من نوايا عدوانية ضد الوطن، تمثّل مهمتكم الأولى التي تستحق منكم كلّ جهدٍ وتضحية، وهذه المهمة لا تكتمل أهدافها إلاّ بتعاونكم الوثيق مع القوات الدولية حفاظاً على استقرار تلك المناطق، وفضحاً لمخططات العدو الإجرامية وخروقاته المستمرة للسيادة اللبنانية، ولقرار مجلس الأمن الرقم 1701، ولا تكتمل كذلك إلاّ بالتزام دعم شعبكم المقاوم، والتمسك بحق لبنان المشروع في الاستفادة من كامل طاقاته الوطنية، الكامنة في جيشه وشعبه ومقاومته، ما دام هذا العدو يستمر في احتلال قسمٍ من ترابنا الوطني، ويرفض الاستجابة لشروط السلام الشامل والعادل التي أكّدتها المواثيق والشرائع الدولية.

 

أيها العسكريون
لقد أثبتم في أصعب المراحل وأدقِّها، جدارتكم في تحمّل المسؤوليات الجسام، وإزاء ذلك، أعدكم ببذل أقصى الجهود لتوفير الأعتدة والأسلحة التي تليق بتضحياتكم وتتناسب مع حجم المهمات الموكلة إليكم.
اعملوا المستحيل من أجل خدمة شعبكم الذي محضكم الثقة والتقدير، وراهن عليكم عند كلّ منعطف خطير، وتذكّروا دائماً أن دماء شهداء الجيش والوطن، هي أمانة في أعناقكم، وتستصرخ فيكم العزم والوفاء في أي موقع كنتم، فاقتدوا بمآثر هؤلاء الأبطال، لتستحقوا من جديد  شرف الذود عن الوطن وصون إرثه المجيد.