تدريب

دورات تدريبيّة في التوجيه وقتال الوحدات الخاصة
إعداد: ندين البلعة

تبادل الخبرات يعزّز القدرات ويتيح مواكبة التكنولوجيا الحديثة

 

تحت عنوان تطوير الإمكانات المشتركة بين الجيشين اللبناني والأميركي، وفي إطار برنامج تدريب سنوي محدّد بين قيادة الجيش ومكتب تنسيق الدفاع الأميركي، تابع ضباط التوجيه في الجيش اللبناني دورة تدريبيّة، بينما تابع العسكريون في الوحدات الخاصة (مغاوير، مغاوير بحر، مجوقل ومكافحة) عدة دورات أخرى. القاسم المشترك في عمليات التدريب هذه كان تبادل الخبرات وتعزيز القدرات خصوصًا في ما يتعلّق بالتعامل مع التقنيات المتقدّمة.

 

التوجيه
العقيد الركن الياس حنّا، ضابـط الإرتـبـاط مع الخبراء الأميركيين الذين درّبوا ضبـّاط التوجيه، تحدّث عن فريقَين: MIST الذي قام بجولـة في مختلـف أقسـام مديريّـة التـوجيه وتابـع الدورة التدريبيّـة بتفاصيلـهـا، وARCENT الذي تولّى عملية التدريب.
استمرّت الدورة مدّة خمسة أيام وتابعها 22 ضابط توجيه من مختلف القطع العسكرية، في كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان. وقد كان الهدف الأساسي منها، تطوير طريقة العمل والإطّلاع على التكنولوجيا الحديثة في ما خصّ الحرب النفسيّة ومركز الرصد الإعلامي والطباعة، لا سيّما أنّ مديرية التوجيه قد أضيف الى أقسامها قسم الحرب النفسيّة وتعمل على تفعيله.
في اليوم الأول، قدّم العقيد الركن حنّا ملخّصًا عرّف أقسام مديرية التوجيه ومهمّاتها ومن ثم باشر فريق التدريب الأميركي الندوات حول العلاقات العامة، الحرب النفسية والاتصالات الاستراتيجيّة. وفي اليوم الثاني تناول المدرّبون العلاقة بين الجيش والإعلام وتنظيم عمليات الحرب النفسيّة. أمّا في اليوم الثالث فقد كانت جولة للفريقَين الأميركيََين في بعض أقسام مديريّة التوجيه, بالإضافة إلى جولة في المطبعة العسكرية في مديرية الشؤون الجغرافية، أعقبتها محاضرات حول تحديد الأهداف والمواضيع والجمهور وتقنيات تحليل المعلومات.
في اليوم الرابع قام الفريق بتقويم الإنتاج الإعلامي العسكري، وتوزّع المتدرّبون على ثلاث مجموعات ونفّذوا تمارين تطبيقية عالجوا من خلالها إعلاميًا مواضيع ذات أهمية للجيش اللبناني: مخيم نهر البارد، استيعاب النازحين السوريين إلى شمال لبنان, ونزع الألغام والقنابل العنقودية التي خلّفها العدو الإسرائيلي. وقد عبّر فريقا التدريب الأميركيين عن إعجابهما بالعمل الذي أنجزه المتدرّبون.
في اليوم الأخير تمّ تسليم الشهادات وتبادل الدروع في حضور مسيّر أعمال مديرية التوجيه العميد أنطوان نجيم. وقد قدّم فريق التقييم MIST ملاحظاته واقتراحاته لتحسين الأداء، مبديًا رغبته في المساعدة لتطوير قدرات عناصر التوجيه، وذلك في اجتماع تقييمي نهائي حضره ضباط التوجيه، بعد اختتام الدورة.

 

المغاوير
فريق التدريب الذي عُنِيَ بالوحدات الخاصة كان الفريق الأميركي CNT. في فوج المغاوير، تابعَت السريّتان الأولى والخامسة مع بعض القناصين والمسعفين من الفوج، دورة بإشراف الفريق CNT46W. مدير الدورة أوضح أنّها ارتكزت بنسبة 90% على الرمايات بالذخيرة الحية وتضمّنت: رمايات بندقية M4، رشاشاتSAW ، MAG، متفجرات، قناصات... بالإضافة إلى قواعد الإشتباك القريب، القتال في الأماكن الآهلة، الإسعافات الأولية والقتال الليلي.
وأضاف أن الرمايات المكثّفة تساعد العسكري على التآلف مع السلاح وتكسبه ثقة بالنفس ودقّة في القتال والرماية والتسديد، من خلال تدريبه على الرمي في مختلف الوضعيات، وتصفير الأسلحة، واستخدام المناظير الليليّة خلال الدوريات والرمايات، والتدرب على أجهزة القنص المتطوّرة التي يملكها الاميركيون.
مستويات التدريب تدرّجت من القتال الفردي إلى قتال الرهط، فالحضيرة فالفصيلة... وختام الدورة مناورة بالذخيرة الحيّة.
تمّ التركيز في هذه الدورة على التخطيط والتحضير الكامل لمهمة خاصة من خلال اتخاذ الإجراءات اللازمة لقيادة الجند، فتكون بذلك المجموعة المنفّذة قادرة على إتمام العملية بأكملها.
تكمن أهمية هذه الدورة في كونها تتيح تبادل الخبرات، ودمج الطرق والأساليب القتالية الخاصة استنادًا إلى خبرة الفوج بالمهمات الخاصة، وخبرة الأميركيين في مهمّاتهم خارج بلادهم.

 

المجوقل
رئيس الفرع الثالث في الفوج المجوقل، كان مدير الدورة التي تابعتها ثلاث سرايا من الفوج مع الفريق الأميركي CNT47W, وقد تضمّنت عدّة مواد تدريبيّة أبرزها: عمليات الدهم، القتال في الأماكن الآهلة، قتال الوحدات الصغرى، الرمايات ومبادئ الإنقاذ في الميدان.
استفاد عسكريو الفوج في هذه الدورة بالأخصّ من الرمايات نظرًا الى كميات الذخيرة الهائلة التي وضعت بتصرّفهم للتدريب. لا صعوبات في متابعة هذه الدورة وفق ما يفيدنا مديرها، وقد تفاجأ الأميركيون من المستوى التدريبي والقتالي لدى العسكريين، ومن سرعة استيعابهم.
النقيب Chris قائد الفريق، أوضح أن الهدف من هذا التعاون هو بناء علاقة مستمرّة بين الجيشين من خلال تطوير قدرات الجيش اللبناني في الميادين التي يحتاج اليها. وتابع قائلاً: «إن العسكري اللبناني يرمي بكفاءة عالية. ونحن نركّز على تطوير القادة الشباب وزيادة قدراتهم لاتخاذ القرارات الصحيحة مستقبلاً. أمّا بالنسبة إلى المهارات الخاصة، فقد أدهشنا بمستوى المسعفين الميدانيين ونحن نعمل على تحديث تقنياتهم وعتادهم للإنتقال إلى مستويات متقدمة. ولكننا بدورنا نتعلّم ونستفيد من خبراتهم المحصّلة وبخاصة من معركة نهر البارد». وأشاد Chris بالثقة المتبادلة بين الجيشَين مشيرًا إلى وجه التشابه بينهما من حيث المهارات والإلتزام والنظام.

 

المكافحة
في مديرية المخابرات - فرع مكافحة الإرهاب والتجسّس، كانت الدورة التي تابعها العسكريون مع الفريق الأميركي CNT48W الأولى من نوعها، وهي تضمّنت وفق ما أفادنا رئيس قسم المكافحة في الفرع، الدهم، الإسعافات الأولية، القنص والقتال في الأماكن الآهلة. وقد تابعها عسكريّو قسمَي التدخّل والمكافحة في عدّة أماكن تدريبيّة.
أهمية هذه الدورة التطبيقيّة بمعظمها تكمن في تطوير التدريب، من خلال الإطّلاع على نمط تدريبي جديد لجيش متطوّر، والتعرف إلى تقنيات جديدة وتطوير المهارات.
يقول مدير الدورة إن هذا النوع من التدريبات يفيد فرع المكافحة، فالتنويع في المواد التدريبيّة يتناسب مع التنويع في المهمات الموكلة إليه. ويوضح أن التدريبات المستمرّة التي يتابعها عسكريو المكافحة لا تختلف عن تلك التي يقدّمها الفريق الأميركي إلاّ من حيث التقنيات الأكثر تطورًا.

 

مغاوير البحر
CNT49W هو الفريق الأميركي الذي قام بتدريب حوالى مئة عسكري من فوج مغاوير البحر ضمن عدّة دورات افتُتحت بالتوازي، بإدارة رئيس الفرع الثاني في الفوج.
عناوين الدورات كانت كما يلي: إسعافات أولية (دورة متقدّمة) ، معالجة حوادث الغطس (غرفة الضغط)، إخلاء صحي، اختراق منازل ومبانٍ، قنص وقتال في الأماكن الآهلة (دورة متقدمة). هذه الدورات تأتي مكمّلةً لبرنامج التدريب المستمرّ الذي يتابعه عناصر الفوج، وهي نوع من التدريب المتقدّم من خلال الإستعانة بتقنيات حديثة لزيادة مهارات العسكريين.
أحد المدرّبين الأميركيين Jeff أبدى تقدير فريقه لخبرة العسكريين القتالية وبخاصة ضدّ الإرهاب، موضحًا أن التدريب يرتكز على تقنيات قتال متقدمة ومهارات إسعاف وإنقاذ. وأضاف: «لقد قمنا بتدريب الكثير من الجيوش العربية، ولكن الجيش اللبناني يبقى الأفضل من حيث الإندفاع والخبرات والمهارات التي يمتلكها العسكريون، إذ يبدون اهتمامًا ورغبةً في التقدّم والتطوّر ». وحثّ مغاوير البحر على متابعة تدريباتهم، فنوعية التدريب تحدد نوعية القتال.
في الخلاصة، تتطلّع الوحـدات الخاصـة في الجيش اللبناني إلى المزيـد من التعاون، وتوسيـع الـدورات وتنويعهـا سعيًا إلى تطوير نوعية التدريـب وتأميـن عتاد يتناسـب وهذا التطوير. وعلى الرغم من الحاجـة إلى عتـاد متطوّر، يبقى جيشنـا متميّزًا يدهـش الجيـوش الأجنبية التي تتعاون معـه فـي برامـج تدريبيّة.