إحتفال

دورة «لبّيك لبنان»
إعداد: باسكال معوض بو مارون

رفاق الدرب يلتقون في حضور قائد الجيش ويجدّدون عهد الوفاء

 

تحت عنوان «لقاء رفاق الدرب» أقامت دورة «لبّيك لبنان» حفل عشاءٍ ساهر في نادي الضباط- جونية، برعاية قائد الجيش العماد جان قهوجي وفي حضوره. كذلك حضر رئيس الأركان اللواء الركن وليد سلمان وأعضاء المجلس العسكري، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، ورئيس المجلس الأعلى للجمارك العميد الركن نزار خليل وضباط من الدورة مع عقيلاتهم.
 

كلمة قائد الجيش
استهلّ الحفل بالنشيد الوطني، رحّب بعدها عرّيفه الممثّل يوسف الحداد بالحضور، وفي مقدّمهم قائد الجيش الذي ألقى كلمة من القلب أشار خلالها إلى أن عبارة «لقاء رفاق الدرب، هي في مكانها تمامًا، لأنها تعبّر عن أخوّة السلاح في الدورة وفي الجيش والأجهزة الأمنية»، كما رحّب بقادة الأجهزة الأمنية وضباطها، مهنّئًا أعضاء المجلس العسكري الجديد، وآملًا تعيين أعضاء مجلس قيادة قوى الأمن الداخلي في أقرب وقتٍ ممكن.
وأضاف قائد الجيش: «إنّ جميع ضباط الجيش وعسكرييه أعزّاء على قلبي، ودورة «لبّيك لبنان» أي دورة الـعام 1986، تعني لي الكثير، بحيث كنت مدرّبًا لها في الكلّية الحربية خلال ثلاث سنوات كاملة، ثم خدم الكثير من ضباطها لاحقًا في القطع التي تولّيت قيادتها. دورة كبيرة، أتى ضباطها من مختلف شرائح المجتمع اللبناني ومناطقه، وتضمّ نخبة من الضباط الشجعان».
ولفت العماد قهوجي إلى «أهمية الدورة حاليًا، لأنّها ستقود الجيش والقوى الأمنية في المرحلة المقبلة لنحو سبع سنوات، خصوصًا وأنّ المدّة الفاصلة بين تخرّجها وتخرّج الدورة التي تلتها طويلة جدًا». وأضاف: «من هنا أقول لكم،  إنه بقدر ما تكونون أهلًا للمسؤولية بقدر ما يكون الجيش قويًا منيعًا، وبالتالي يكون لبنان محصّنًا في وجه المخاطر والتحدّيات. فالجيش والقوى الأمنية يشكّلان معًا العمود الفقري للدولة اللبنانية، وصمّام أمن الوطن واستقراره. الاقتصاد مهم جدًا لكن الأمن هو الأساس، فالتجارب القريبة والبعيدة، أثبتت أن لا ازدهار اقتصاديًا أو إنمائيًا من دون وجود هذا الأمن».
وقال قائد الجيش: «خلال زيارتي الولايات المتحدة الأميركية، والتي أعتبرها جولة منتجة إلى حدّ كبير، كانت مواقف جميع المسؤولين المدنيين والعسكريين الذين التقيتهم، داعمة للجيش ومقدّرة لجهوده. وكانت دعوتهم واضحة للمحافظة عليه لأنّ في ذلك السبيل الوحيد للحفاظ على لبنان. هم ينظرون بعين الإعجاب إلى الإنجازات الباهرة التي حقّقها الجيش في مواجهة الإرهاب، وفي حماية وحدة الوطن واستقراره، وهذا ما دفعهم إلى مواصلة تقديم المساعدات لنا بزخم وفعالية. من هنا فإنّ السبب الرئيس لتقديم هذه المساعدات من الدول الغربية على وجه الخصوص، جاء نتيجة قوتنا وصمودنا. وكونوا على ثقة أنه لولا إرادتنا وتضحياتنا وكفاءتنا التي أثبتناها في الميدان، لم يبادر أحد إلى مساندتنا، فالمنطقة العربية بأسرها تعاني الأحداث والأزمات، والمجتمع الدولي لديه اهتمامات وانشغالات كثيرة نتيجة توسّع دائرة الاضطرابات في المنطقة والعالم».
وتابع قائلًا: «لقد نجحنا في منع استدراج الأزمات الإقليمية إلى لبنان، بفضل جهود الجيش والأجهزة الأمنية وتضحيات الشهداء، وأبقينا على وجود الدولة، في حين تعرّضت دول أخرى للتشرذم والانهيار. وأفضل وسيلة ناجعة للاستمرار في حماية لبنان، تكمن في الحفاظ على قوتنا والسهر على ضبط الحدود. والإمساك بهذه الحدود بصورة محكمة ودقيقة، كفيل بإبقاء الوضع الأمني في الداخل تحت السيطرة. الزمن الذي تمرّ به المنطقة هو زمن تغيير الدول والخرائط وتصادم المصالح الدولية والإقليمية، لذا علينا كلبنانيين وعسكريين الالتفاف حول الوطن، وتقديم مصلحته العليا على أي مصلحة أخرى».
وشدّد العماد قهوجي على أنّ «البطولة اليوم في ظل الحرائق المشتعلة من حولنا، تكمن في الحفاظ على وحدتنا الوطنية وعيشنا المشترك، والتصدي بشجاعة للأخطار، بهذا التصميم ننقذ لبنان ونضمن مستقبل أجياله».
وأردف: «أنا شخصيًا وعلى الرغم من كلّ ما يجري، متفائل بمستقبل لبنان، أرى دائمًا من الكوب نصفه الملآن، المتمثّل بجهوزية الجيش والأجهزة الأمنية وقدرتها على التدخّل الفوري لحسم أي اعتداء خارجي أو حادث أمني. نحن الأقوى في الميدان، أقوى عسكريًا وأمنيًا، وأقوى معنويًا، لأننا نؤمن برسالتنا ونستظلّ بالشرعية والقانون. فمن غير المسموح التهاون أو التراخي في تنفيذ أي مهمة أو مواجهة أي خطر، لأن مصير لبنان يرتبط بقدرة الجيش وبولائكم المطلق لهذه المؤسسة».

 

كلمة الدورة
العميد الركن سامي الحويك ألقى كلمة الدورة، واستهلّها متوجّهًا إلى قائد الجيش بالقول: «مشاركتكم في هذا اللقاء الأخوي، مدعاة شرفٍ واعتزازٍ لكلِّ واحدٍ منا، نحن ضباط دورة «لبّيك لبنان»، من تتلمذ على يديك سيدي العماد، يوم كنّا فتيانًا يافعين على مقاعد الكلّية الحربية، ونحن من سهرتم على أن نتخرّج منها رجالًا أشدّاء. لقد زرعت في صدورنا مشاعر الإيمان بلبنان، وغرست عميقًا في قلوبنا التزام الولاء للمؤسسة العسكرية، فحملنا هذه القيم والمبادىء، وجسّدناها في ساحات الكرامة والواجب، تضحياتٍ وبطولات، وانجازاتٍ أسهمت في إبقاء الجيش الحصن المنيع للبلاد، في زمن التحوّلات الكبرى والمصائر المجهولة، لتُثبِت دورة «لبّيك لبنان»، أنّها ركنٌ متين من أركان الجيش. ونحن أيضًا مَن عمل منذ سنوات ولا يزال، في ظلِّ قيادتكم الحكيمة والشجاعة، نجهد ونضحِّي ونبذل أقصى المستطاع، لنبقى على مستوى الآمال المعقودة. في المقابل، كنت لنا بمنزلة الأب الصالح الذي يرعى أبناءه بغيرةٍ وإخلاص، ويمسك بأيديهم على طريق النجاح».
وأضاف: إنَّ لقاءنا اليوم، يؤكِّد مرّةً أخرى عمق روابط أخوّة السلاح، التي تجمعنا سويَّةً، ومع باقي الضباط، في مؤسسة الجيش، أو في سائر الأجهزة الأمنية، فنحن ننتمي إلى مدرسةٍ واحدة، هدفنا واحد، وقدرنا أن نتقاسم معًا بتعاونٍ وتكاملٍ شرف خدمة الوطن.
نجتمع اليوم في هذه المناسبة، بعد مرور اثنتين وثلاثين سنةً على مسيرة دورتنا، وأوّل ما يحضر في بالنا أن نستذكر بإكبارٍ وإجلال، رفاقنا الشهداء الأبرار، الذين ارتفعوا في معارك الدفاع عن الوطن، سواء في مواجهة العدوِّ الإسرائيلي أو في مكافحة الخطر الإرهابي أو في التصدِّي للعابثين بالأمن والخارجين على القانون، ليبقى هذا الوطن كما أراده أسلافنا الأحرار، وكما نريده نحن، واحدًا موحَّدًا، سيِّدًا حرًّا مستقلًا. فلهؤلاء الأبطال الذين ضرَّجوا بدمائهم الطاهرة ترابنا الوطني، تحية إكبارٍ وإجلال، وعهدٌ منَّا لهم وللجيش عائلتنا الجامعة الكبرى، أن نصون الأمانة، وأن نكون أوفياء أبدًا لشعار دورتنا «لبّيك لبنان»، نمضي قدمًا إلى الأمام، خيارنا واحد من إثنين، إمَّا حياةٌ حرَّةٌ كريمةٌ وإمَّا استشهاد فيحيا لبنان».
وحيّا العميد الحويك الحضور باسم ضباط دورة «لبّيك لبنان» فردًا فردًا، شاكرًا تلبيتهم «الدعوة إلى هذا اللقاء، كما شكر قادة الأجهزة الأمنية، وتوجّه ختامًا إلى قائد الجيش: «أمَّا الشكر الكبير، فهو لكم سيِّدي العماد، عماد الشرف والتضحية والوفاء، وسيف الجيش المسلول أبدًا في وجه أعداء الوطن. بمحبتكم نسمو، وبقيادتكم وتوجيهاتكم وثقتكم نبلغ المستحيل».

 

احتفاءً بالمناسبة
بعد الكلمات وتبادل التهاني، كانت وقفة طربية مع الفنان ملحم زين الذي أمتع الحضور بأجمل الأغاني العاطفية والوطنية؛ كما قدّمت الفنانة لور عبس وصلة من الأغنيات الأجنبية والعربية، فيما عزفت الفنانة ناديا معوض على آلة الكمان فأطربت الجميع بعزفها الرائع.
وتخلّل الحفل تقديم هدايا رمزية لقائد الجيش والقادة الأمنيين، عبارة عن بنادق قديمة العهد ذات طابع تراثي.