تخريج

دورة تنشئة عسكرية لإطفائيين متمرّنين
إعداد: باسكال معوض بو مارون

ممثل قائد الجيش للمتخرّجين

تمزّقون الغسق وتسدلون ستار الليل... عيونكم شاخصة الى كل طارئ

 

إحتفل معسكر عرمان للتدريب بتخريج دورة إطفائيين متمرنين لصالح فوج إطفاء بيروت، بعد أن أنهوا دورة تنشئة عسكرية مقرّرة لهم. ترأس الحفل قائد المعسكر العميد الركن ميشال المير، ممثلاً قائد الجيش العماد جان قهوجي، وحضره محافظ بيروت والشمال ناصيف قالوش، ونائب رئيس بلدية بيروت توفيق كفوري ووفد من مجلس البلدية، وقائد فوج الإطفاء العقيد منير مخللاتي، إضافة الى عدد كبير من الضباط وذوي المتخرجين.

 

كلمة قائد المعسكر

بعد تسليم بيرق المعسكر وتوزيع الشهادات على عناصر دورة الإطفائيين المتمرنين، ألقى قائد المعسكر العميد الركن ميشال المير كلمة توجّه في مستهلها الى المتخرجين بالقول:

«في وقفة فخر واعتزاز، وجهاً لوجه أمام رؤسائكم وأهلكم ورفاقكم، وفي ظل علم بلادكم المفدّى، ما عساكم تقولون؟
بعدما تابعتم دورة تدريب أساسية في معهد الرجولة والشهامة، في مدرسة الإنضباط والمعرفة، ما عساكم تقولون؟ لا شك أنكم تشكرون الأهل على حسن تربيتهم لكم، وتشكرون مدرّبيكم على كل الجهود التي بذلت، حتى أصبحتم في فترة قصيرة جداً، رجالاً يزخرون بالحيوية والنشاط، يحترمون القيم والأخلاق، يندفعون في تنفيذ المهمات بخطى ثابتة، يمزّقون الغسق صباحاً ويسدلون ستار الليل مساءً، وعيونهم شاخصة الى كل طارئ».
وأضاف قائلاً:

«تتسلّمون اليوم شهادة التنشئة الأساسية، في احتفال رمزي أرادته قيادة الجيش تكريماً لجهدكم، وتحية تعاون بين فوجكم ومؤسسة الجيش التي تأمل منكم الكثير بعد أن أدركتم ما تتطلبه المسؤولية من عزم وصبر، واكتسبتم المعارف الأولية وأصول الأنظمة والقوانين، وتلمّستم أهمية العمل الجماعي وحسن التنظيم في نجاح أي مهمة.

لقد نفّذتم تمارين جماعية أمدتكم بالخبرة والمعرفة، وأهّلتكم لمواجهة المخاطر والصعاب، من خلال وحدة الصف وقوة الإرادة وحسن الأداء، ولم يبق أمامكم سوى المزيد من التطبيق والتمرّس في المراحل المقبلة».
 

وحول رسالة الإطفائي قال:

«إختياركم التطوع لصالح فوج الإطفاء، وإن كان في الشكل يحمل طابع الوظيفة وكسب لقمة العيش المغمسة بعرق الجبين، وهذا حق، لكنه في الجوهر هو رسالة تضحية وفداء، وهذا أحق. إخترتم رسالة الإطفائي، لتقتحموا النار وتطفئوها، من أجل إنقاذ مواطنين أبرياء، وانتشالهم من وهدة الموت الى رحاب الحياة.

إخترتم رسالة الإطفائي لتحافظوا على ممتلكات الناس وأرزاقهم، لتحافظوا على البيئة، على جمال لبنان واخضراره. إخترتم رسالة الإطفائي لأنكم مؤمنون بالحياة وأنتم تعيشون نور السلام في قلوبكم.

إخترتم رسالة الإطفائي وهي رسالة تضحية واندفاع، لا تقل أهمية عن رسالة رفاقكم في الجيش، الذين نذروا حياتهم للدفاع عن الوطن من نار العدو وتهديداته وأطماعه، واعلموا أن هؤلاء الرفاق جاهزون باستمرار لمساندتكم والوقوف الى جانبكم كلّما دعا الواجب».

 

مدرّبون ومتدرّبون
هذه الدورة هي الأولى من نوعها كما يخبرنا قائد كتيبة التدريب الثانية في المعسكر ومدير الدورة العقيد أنطوان الحلبي. وهو يوضح أن: «الدورة استمرت 4 أسابيع درّبنا خلالها 138 إطفائياً متمرّناً من فوج إطفاء بيروت. تضمّن برنامج الدورة المواد العسكرية كاملة إنما من دون السلاح، فمن النظام المرصوص والقوانين العسكرية والتوجيه والإعداد المعنوي والرياضة، الى جولة المقاتل التي ركّزنا عليها كثيراً، ونظام السير والإسعافات الأولية وصولاً الى ندوات عن المخدرات والأمراض بشكل عام».

ويردف العقيد الحلبي: واجهنا في البداية صعوبات كالتي صادفناها خلال تدريب المجنّدين لخدمة العلم.
فلكل من المتدربين خلفيته وذهنيته والآراء الخاصة به، وهذه الأمور أوليناها الإهتمام خلال الدورة. لقد عملنا على تنمية روح المواطنية وصهر الشباب وتقريبهم من بعضهم وحثّهم على العمل جميعاً والتفكير بهدف موحّد بعيداً عن الإنقسامات الخارجية.

وختم العقيد الحلبي بالقول: إن الشباب تغيروا كثيراً بعد خضوعهم لهذه الدورة وإن كانت مدتها قصيرة.
المقدم حسين عوالي آمر السرية الأولى في المعسكر رأى أن هذه الدورة أساسية في حياة كل العاملين في مجال الخدمة العامة. فخلالها يكتسبون الكثير من المعارف خصوصاً ما يتعلّق بالأنظمة والقوانين إضافة الى تنمية روح المسؤولية لديهم وتعويدهم على النظام. ويضيف قائلاً: لقد انكببنا على تدريبهم وتأهيلهم وطنياً، وربما قسونا عليهم في بعض الأحيان، إلا أن ذلك كان لمصلحتهم.

المعاون الأول محمد شاهين (مساعد مدرب) رأى أن الدورة كانت ممتازة وعلى درجة عالية من الجدية والمتدربون تكيّفوا بسرعة. لقد ساعدتهم الرياضة بشكل ملحوظ على تنمية قدراتهم الجسدية المطلوبة بشكل أساسي في تأدية عملهم اليومي، كما حثّتهم دروس التوجيه والإعداد المعنوي على الإنصهار والتآلف في ما بينهم.

الإطفائي المتمرّن زياد زيادة اعتبر «أن هذه الدورة كانت جيدة جداً ولا بدّ منها لوضعنا على الطريق الصحيح، من خلال التنشئة العسكرية التي علّمتنا الإنضباط والعمل الجماعي وحسّ المسؤولية وخصوصاً نمّت فينا حب الوطن».
الأكل الصحي والنهوض باكراً أثّرا إيجاباً على نظام حياتي يقول الإطفائي المتمرّن عادل ملحم، الذي أضاف: «في البداية وجدنا صعوبة بالتأقلم في الجو العسكري، لكننا وبعد فترة أصبحنا نتحدّى أنفسنا لإعطاء أفضل ما لدينا، خصوصاً بوجود القوانين الصارمة التي صقلتنا «شبه جنود» متمرّسين ومحترفين».

تصوير: طلال عامر