مناسبات

دورة لبنان الواحد تكرّم العماد قهوجي

قائد الجيش: اللحمة بين الضباط تجديد للثقة بمستقبل الجيش
طليع الدورة:كلنا ثقة بأنك ستقود الجيش إلى أرض صلبة

كرّمت «دورة جيش لبنان الواحد» (1973-1976) قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي  خرج من صفوفها متدرجاً في المسؤوليات وصولاً إلى سدة القيادة.
فقد أقامت الدورة عشاء (في المجتمع العسكري - جونية) على شرف العماد قائد الجيش بحضور مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي ومدير عام الأمن العام اللواء وفيق جزيني، وإلى ضباط الدورة وعقيلاتهم حضر ذوو الضباط الشهداء، وتخللت المناسبة كلمة للعماد قهوجي وأخرى للعميد منير عقل طليع الدورة.

 

كلمة قائد الجيش
اعتبر العماد قهوجي أن اللحمة بين ضباط الدورة وضباط الجيش وقيادتهم تأكيد على رصّ الصفوف وتجديد الثقة بمستقبل الجيش. وقال:

 

«أيها الرفاق
في هذا اللقاء العامر بوجود أخوة السلاح، تزدحم في مخيلتي الصور والمعاني، فأعود بالذاكرة الى الجذور، إلى مصنع الرجال، المدرسة الحربية التي احتضنتنا ساحاتها في بداية الطريق، فتياناً قادمين من مختلف مناطق الوطن وطوائفه وعائلاته، تجمعهم محبة لبنان وشرف الانضواء تحت راية الشرف والتضحية والوفاء. وأعود بالذاكرة كذلك إلى مسيرة الخدمة الطويلة، التي خطوناها معاً في السرّاء والضرّاء، يداً بيد وجنباً إلى جنب، نتشارك في أفراحها ومآثرها، في صعوباتها ومخاطرها، ونتفانى سوياً في البذل والعطاء من أجل النهوض بالجيش وإعلاء رايته، حتى استحقت دورتنا بكفاءتكم وتضحياتكم، أن تبني لها إرثاً معنوياً كبيراً، وتترك بصماتها المشرقة في كل موقع من مواقع المؤسسة العسكرية.
إن لقاءنا اليوم، وإن جاء متأخراً بسبب مشاغلكم الكثيرة التي فرضتها الظروف السابقة، هو تأكيد على اللحمة بين ضباط الدورة وبالتالي بين ضباط الجيش جميعاً وقيادتهم، وهو تأكيد على رصّ الصفوف وتجديد الثقة بمستقبل هذا الجيش الذي سيبقى بفضل دماء شهدائه وإيمان عسكرييه، مفخرة للوطن وملاذاً لأبنائه في أوقات الشدائد والصعاب.
إن روح المحبة والتعاون التي سادت بينكم على الدوام، لهي أبلغ تعبير عن روح الفضيلة المنغرسة في أعماقكم، وعمّا تتحلون به من مناقبية والتزام ونكران للذات في سبيل الصالح العام، إدراكاً منكم بأن نجاح المؤسسة هو نجاح لكل فرد منكم، وخير المؤسسة يطال الجميع من دون استثناء، وأنا على يقين تام بأنكم ستستمرون على ما دأبتم عليه راسخي المبادئ والقيم، لتبقى الدورة مثالاً يُقتدى به بين أبناء المؤسسة كافة.
أشكر دعوتكم الطيبة الى هذا اللقاء، وأتمنى لكم ولعائلاتكم الكريمة أياماًَ زاخرة بالخير والعطاء، وأعاهدكم بأن تبقى القيادة أمينة على تضحياتكم، كما أني أجدد العزم معكم بأن تستمر مؤسستنا قوية منيعة، وفية للرسالة والقسم».

 

كلمة طليع الدورة
العميد عقل استهل كلمته بتهنئة العماد قهوجي بتسلّمه قيادة الجيش وتقدم منه بأصدق التمنيات والأدعية بالتوفيق.
وقال:
«يَطيبُ لي في هذا الجو العابق بالوطنية الحقّة، المرتكزة إلى الشرف الوطيد والتضحية الأكيدة والوفاء الدائم، أن نؤكد الأمل المعقود على أخ زميل وليّ القيادة، وأن تحاول كلماتي أن تداني عالياً وتقارب مجلّياً في حبّ الوطن، وتفي قائداً في كلمات ولحظات ما أفناه عمراً لحياة لبنان وبقائه.
إنني أردّد ما قلته سابقاً، أن كل رفيق من الدورة يتبوأ مركزاً، فإنما ذلك يعني كل فرد من الدورة، ويُلزمه الواجب أن يساهم في قسط من المسؤولية، بهدف إنجاح مهمة هذا الرفيق.

 

حضرة العماد
تمرّ البلاد في ظروف مفصلية مصيرية، جراح الوطن تنزف، دماء شهداء حرب تموز 2006 تحفّزنا إلى التعاضد، والالتحام مدنيين وعسكريين مقاومة واحدة، جاهزة في كل حين، لدحر عدو رابض على الحدود يتربص بنا شراَ،
شهداؤنا المئة والسبعون في حرب نهر البارد، الذين بدمائهم ضرّجوا بالأحمر تراب الوطن، وبفضلهم وبفضل الشهداء الأحياء وكل العسكريين، تمّ القضاء على الخلايا الإرهابية أو ما عرف بفتح الإسلام، ينفحون في صدورنا روح العزّة الضاجة بنا أبداً، إلى بذل المزيد من التضحية والشهادة.

 

أيها القائد
لك علينا واجب المساندة في الكلمة والفعل، وثق أننا سنكون خير سند، ولنا عليك ما عرفناه بك من تعلّق بالقيم، فما طغى عليك غرور، ولا استبدّت بك شهوة، ولا سيطرت عليك مادة، ولا ذهبت شجاعتك أهواراً، فكنت السيف تذود به عن الحق، عن الجيش، جيشنا الحق، يعلو ولا يُعلى عليه.

 

حضرات السيدات، أيها الزملاء
قيادة الجيش لدورتنا، قوى الأمن الداخلي لدورتنا بقيادة اللواء أشرف ريفي، الأمن العام لدورتنا بقيادة اللواء الركن وفيق جزيني، مديرية المخابرات لدورتنا بإمرة العميد الركن إدمون فاضل، معظم القطعات العسكرية في لبنان بإمرة ضباط من دورتنا، إنه لفخرٌ لهذه الدورة أن تتسلّم زمام الأمور العسكرية في الوطن، وعلى هذا أستذكر ما قاله الماريشال الفرنسي فوش، بطل الحرب العالمية الأولى: «العامل الأهم في انتصار الجيوش هو القيادة، وقيمة كل جيش تكمن في جدارة قادته وشجاعة جنوده».
فكيف بنا وقائدنا يختصر القيادة والجدارة والشجاعة في شخصه!؟
كثيراً ما يكون إسم الشخص رمزاً للشرف وبرنامجاً للعمل، هكذا هو العماد جان قهوجي.


رفيقنا وأخونا، حضرة العماد جان قهوجي
أنت اليوم على رأس المؤسسة العسكرية، التي  أعطت البلاد حتى الآن ثلاثة رؤساء للجمهورية. ها هو الرئيس العماد ميشال سليمان، الذي بحكمته وفي ظل قيادته إنتصر الوطن في حرب تموز 2006، وقضى على إرهاب نهر البارد، ها هو يجهد بثبات وصلابة لإعادة الوطن إلى أهله، وإعادة اللبنانيين إلى وطنهم.
أنت اليوم، أيها القائد، على رأس هذه المؤسسة، حيث تفتخر أمهات وزوجات الضباط والجنود، أن يردّدن مع نسوة أسبرطة لأولادهنَّ وأزواجهنَّ: «عُدْ حاملاً درعكَ أو محمولاً عليه».
بفضل فخامة رئيس الجمهورية، بفضل قيادتك وقيادة الزملاء القادة والضباط، سنعود من كل مهمة حاملين الدروع، دروع النصر، دروع العزة، عزة الوطن ومنعته.
إن الموقع الذي تتبوأ أيها القائد في قمة المؤسسة العسكرية، هو الموقع الذي يقف فيه اللبنانيون إلى جانبك، للتطلّع نحو آفاق أرحب من النصر والمجد اللذين يكللان هامة الوطن.

 

حضرة القائد
الجيش هو لبنان، ولبنان هو الجيش. كل محاولة لإضعاف الجيش هي إضعاف للبنان.
لقد خبرنا كل شيء وواجهنا الأخطار والحروب والمآسي، خبرنا كل الأمم التي جاءت إلى أرضنا فاتحة وغازية ومحتلة، وعابرة عبر التاريخ وحتى سنوات قليلة، خبرناها بين ساحات القتال وتحت نيران المدافع، وفي وجه الموت عندما تتعرّى النفوس وتظهر على حقيقتها، وإنني أقسم لكم بأن الطاقة الروحية للشعب اللبناني، لا تفوقها أية طاقة في الكون.
سدّد الله خطاك واستجاب دعاءنا لك بالتوفيق، نعاهدك على مواصلة السهر معك، ونشهد أننا لك معاونون، ومعك ساعون.
إنــنــي على ثقــة، كمــا جميــع الحضـــور ورفـــاق السلاح والدرب، بأنك أيها القائد، ستقود الجيش حتى تستقر قدماه على أرض صلبة، فيؤدّي قَسَمه للأرض والشعب والعلم، هاتفاً بصوت عظيم، ليحيا لبنان.