دور التربية البيئية وأهميتها في المناهج التعليمية في لبنان

دور التربية البيئية وأهميتها في المناهج التعليمية في لبنان
إعداد: ندى بو حمدان حرب
باحثة

المقدمة

تمثّل البيئة الوسط أو المجال المكاني الذي يعيش فيه الإنسان مؤثّرًا ومتأثّرًا. يتفاوت هذا الأثر تبعًا لثقافته وقيمه ومعاييره وأنماط سلوكه. فللإنسان دور كبير في المحافظة على التوازن البيئي، كونه الوحيد القادر على التفاعل مع البيئة، إما للعيش فيها مع حمايتها، أو تركها وإهمالها وبالتالي الاعتداء عليها، فتدميرها. ولقد تعاظمت المشكلات البيئية نتيجة ممارسات الإنسان الخاطئة وسوء استخدامه للموارد الطبيعية، وهذا ما أسهم في قيام المؤسسات والجمعيات المهتمة بدراسة البيئة ومعالجة القضايا البيئية. كذلك انعقدت المؤتمرات الدولية التي أعطت للمشكلات البيئية بُعدًا اجتماعيًا واقتصاديًا، وكان أبرزها مؤتمر «قمة الأرض» الذي انعقد في ستوكهولم - السويد في العام 1972 والذي سُمي «مؤتمر الأمم المتحدة حول بيئة الإنسان» وركز على أهمية التربية البيئية كخطوةٍ أساسية لرفع الوعي البيئي، وتم الاتفاق على انعقاد المؤتمر مرة كل عشر سنوات، فانعقد بعدها في نيروبي - كينيا في العام 1982 ثم في ريو دي جنيرو في العام 1992، وكان من أكبر تجمعات قادة العالم في ذلك الوقت، إذ اتفق المجتمعون على إنجاز برامج لمعالجة المتغيرات المناخية وحماية التنوع البيئي، وبعدها انعقد في جوهانسبورغ - جنوب أفريقيا في العام 2002 وركز على استدامة التقدم الصناعي وإعادة توزيع الثروة مع الاستمرار في الحفاظ على البيئة. وأُعيد انعقاد المؤتمر في العام 2012 في ريو دي جنيرو لضمان حماية البيئة بغية الوصول إلى المستقبل الذي نصبو إليه[1].

لقد كثرت المشكلات البيئية وتجاوزت العالمية إلى الشمولية، فشملت كل جوانب الحياة كتلوث المياه والتربة والنبات والغذاء، وصولًا إلى التلوث الفكري والنفسي. ومما لا شك فيه فللتلوث آثار سلبية أبرزها: الاحتباس الحراري، استنزاف طبقة الأوزون والثروة النباتية والحرجية وانتشار الأمراض والأوبئة. ويعاني لبنان مثل باقي دول العالم من التلوث ومخاطره، التي تعدّ بالدرجة الأولى نتيجة سلوك الإنسان اللامسؤول تجاه البيئة. وقد أسهمت المشكلات البيئية بإيجاد الوعي البيئي بكل هذه المخاطر التي تهدد الحياة البشرية على المستويات كافة المحلية والإقليمية والدولية، لدرجةٍ أنّها أوجدت محاولات حثيثة لخلق استراتيجيات تُعنى بتحسين ظروف العيش من أجلنا وأجل الأجيال القادمة[2].

فالوعي البيئي لا يتحقق إلا من خلال التربية البيئية في السلوك اليومي للإنسان، فقد تناولت الدراسات والأبحاث الموضوع البيئي، وأظهرت حاجة ملحّة لتعديل السلوك الإنساني تجاه البيئة من خلال التربية البيئية التي تعد المدرسة والجهة الرئيسة والمسؤولة عن تكوينها وتنميتها، إلى جانب البيت والمجتمع المدني عند الأفراد، وهنا يبرز دور التربية البيئية في رفع مستوى الوعي البيئي، وإكساب الفرد المعارف والمهارات، وتكوين اتجاهات سلوك إيجابية تحترم البيئة وتحرص على صونها[3]. فالمدرسة من خلال منهجها التعليمي تشكّل جسرًا ينبغي اعتماده لإيصال المفاهيم البيئية وتعزيز تطبيقها بالشكل الذي يسهم في حماية البيئة واحترام مواردها، من هنا يتبلور دورها في تعزيز التربية البيئية لدى المتعلمين.

لقد شغل موضوع البيئة تفكير العالم أجمع وكان محط اهتمام الباحثين والدارسين، وبخاصةٍ بعد تعاظم المخاطر البيئية التي أصبحت تهدّد السلامة البشرية، نتيجة سلوك الإنسان وسوء تعامله مع البيئة بمختلف مكوناتها. كل هذه الأسباب أسهمت في قيام الجمعيات وانعقاد المؤتمرات المحلية والدولية المندّدة بما تعانيه البيئة من سوء استغلال لمواردها والداعية إلى الإسراع في معالجة القضايا والمشكلات البيئية الحاصلة.

وكان من أبرز النقاط التي تم التوصل إليها بعد كل مؤتمر، بدءًا من مؤتمر استوكهولم الذي انعقد في السويد في العام 1972 وناقش مشكلات نقص الطاقة والتلوث وانتشار الأمراض[4] مسجًلا اعتراف العالم بأهمية التربية البيئية في حماية البيئة، إلى ميثاق بلغراد في العام 1975 والذي أكد ضرورة أن تكون التربية البيئية متاحة للجميع على اختلاف الأعمال والأعمار باستخدام الأساليب المناسبة، ثم إلى مؤتمر تبليسي الذي انعقد في جورجيا في العام 1977، وأكد أن التربية البيئية يجب أن تسهم في توجيه النظم التربوية لتحقيق تفاعل أكبر بين البيئة الطبيعية والبشرية والبيئة الاجتماعية، ما يحسّن حياة الفرد والمجتمعات البشرية[5]، إلى ريو دي جنيرو الذي انعقد في البرازيل في العام 1992 وركز على إعادة تكييف التربية البيئية نحو التنمية المستدامة وتطوير البرامج التدريبية، وصولًا إلى مؤتمر جوهانسبرغ في العام 2002 إذ تطرق إلى تغيّر المناخ والتنوع البيولوجي ومواضيع أخرى متعلقة بالبيئة[6]. كما وتأثّرت المنطقة العربية بمشاكل البيئة وأولتها كل اهتمام من خلال مؤتمرات وندوات عُقدت في عالمنا العربي منها: الندوة العربية في الكويت في العام 1976، الحلقة الدراسية في البحرين في العام 1983، الدورة التدريبية للمسؤولين التربويين في تونس في العام 1983، ورشة عمل القيادات التعليمية في مجال التربية البيئية في الأردن في العام 1985، ندوة التربية البيئية في دمشق في العام 1990 وكذلك ندوة بيروت البيئية في العام نفسه. فقد أصبحت بعض الأقطار العربية تحتفل بيوم البيئة العالمي، كما أعادت النظر في المناهج التي تهتم بالتربية البيئية[7]. كل ذلك أكد ضرورة اعتماد التربية البيئية لرفع الوعي البيئي وتكوين الاتجاهات الإيجابية لدى المتعلمين تجاه البيئة ومكوناتها، وهذا ما يدفع بالمؤسسات التعليمية والمدارس للقيام بهذا الدور وتعزيزه.

يعد الإنسان العنصر المساهم الأبرز في زيادة المخاطر البيئية أو نقصانها، وذلك نتيجة طمعه وتهوّره ورغبته في إدارة الموارد البيئية واستغلالها بالشكل الذي يجده ملائمًا أو عكس ذلك. فأخذ يستغل ما تقدّمه الطبيعة غير آبه بالحفاظ عليها وصون مواردها ليستفيد منها هو والأجيال القادمة، متناسيًا أنه زائر وليس بمقيمٍ على هذه الأرض، فماذا فعلت الأنظمة السياسية والتربوية حيال هذا الموضوع؟

من هنا تكثر الأسئلة حول ماهية التربية البيئية، مبادئها، المخاطر البيئية وأثرها على صحة الإنسان والمجتمع، وهذا ما سنجيب عنه بعد طرح المواضيع والمفاهيم المتعلقة بالتربية البيئية وما يحيط بها.

 

مفهوم التربية البيئية

تعد التربية البيئية بالغة الأهمية لأنها وسيلة فعالة من الوسائل القادرة على تكوين الوعي البيئي عند المتعلمين، وهذا من خلال صيرورة التنشئة الاجتماعية التي تقدّم القيم والمفاهيم وأشكال السلوك وتعزّز الإيجابية تجاه البيئة.

 

تعريف التربية البيئية

إن التربية البيئية تهدف إلى تعميق وعي المواطنين بالمشكلات الناجمة عن تعامل الإنسان مع موارد بيئته واستغلاله لها من حيث مسبباتها والآثار الناجمة عنها، والتي تتمثل في بعض المشكلات البيئية كتلوّث الهواء والماء، واستنزاف موارد الثروة الطبيعية وإهدارها والقضايا السكانية والتلوث الضوضائي، والأخطار المصاحبة للحروب، بهدف تحميل كل فرد مسؤولياته تجاه بيئته، وأن يقوم بدوره ويتخذ قرارات في حل ما تعانيه من مشكلات، وأن يحقق التنمية المستدامة وكذلك التنمية البشرية المستدامة[8].

لقد كثرت التعاريف التي تناولت التربية البيئية ومدلولاتها، وذلك بتعدد مدلول العملية التربوية وتعدد أهدافها. وعرّف المشاركون في اجتماع هيئة برنامج الأمم المتحدة للبيئة في باريس في العام 1978 التربية البيئية بأنها العملية التعليمية التي تهدف إلى تنمية وعي المواطنين بالبيئة، والمشكلات المتعلقة بها وتزويدهم المعرفة والمهارات والاتجاهات، وتحمّل المسؤولية الفردية والجماعية تجاه حل المشكلات المعاصرة والعمل على منع ظهور مشكلات بيئية جديدة[9]. ويرى بعض الدارسين أن دراسة البيئة في حد ذاتها ضمان لتحقيق تربية بيئية، في حين يرى البعض الآخر أن التربية البيئية كمحورٍ ينعكس في ما يأتي: التربية البيئية هي عملية تكوين القيم والاتجاهات والمهارات والمدركات اللازمة لفهم العلاقات المعقدة التي تربط الإنسان وحضارته بمحيطه الحيوي الفيزيقي وتقديرها، وتوضيح حتمية المحافظة على مصادر البيئة وضرورة استغلالها لصالح الإنسان، حفاظًا على حياته الكريمة[10].

كما وعرّفها R.Legendre بأنها «نظام مفتوح يتألف من مدخلات نشاطات ومعارف، الهدف منها جعل الكائن البشري قادرًا على تطوير أوضاعه بأكبر قدر ممكن والحصول على استقلاليته بشكلٍ تطوري نحو البحث عن معنى لوجوده ولبيئته»[11].

كذلك تُعرَّف التربية البيئية على «أنها عملية بناء المفاهيم والاتجاهات والمهارات والقدرات والقيم وتنميتها عند الأفراد في اتجاه معيّن لتحقيق أهداف مرجوّة، وبذلك تكون بمثابة استمرار للموارد البشرية يعطي مردودًا دينامكيًا في حياة الأفراد وتنمية المجتمعات»[12]. فهذا المفهوم يشير إلى أن التربية البيئية هي عملية تكوين المهارات والاتجاهات، والقيم اللازمة لفهم العلاقة التي تربط الإنسان بالبيئة التي يعيش فيها، وتُبيّن أهمية المحافظة على مواردها وترشيد استخدامها للعيش في بيئة سليمة.

فالتربية البيئية هي عملية إعداد الإنسان للتفاعل الناجح مع بيئته الطبيعية بما تشمله من موارد متعددة، وذلك من خلال تمكين المتعلم من المفاهيم والمبادئ اللازمة لفهم العلاقة المتبادلة بين الإنسان وثقافته من جهة، وبينه وبين محيطه من جهة أخرى إضافة إلى إكسابه أنماط السلوك المناسبة للمحافظة على البيئة وصونها. كما وأنها لا تختص في مجال دراسي محدد بل تتداخل في المجالات الدراسية كافة، كل حسب طبيعته في إثبات فلسفتها. والأهم من ذلك أنها موجهة للحفاظ على بيئة الإنسان بشكلٍ يضمن الحفاظ على حياته، ما قد يؤدي إلى إصلاح تربوي شامل.

 

مبادئ التربية البيئية

مما لا شك فيه أن التربية البيئية هي من المفاصل الحيوية التي يجب على النظام التعليمي أن يعمل على تحقيقها، وفي مختلف المراحل التعليمية. من هنا كان لا بد من الإضاءة على بعض المبادئ التي تتميّز بها التربية البيئية[13] منها:

- قيام مجال التربية البيئية في معظمه على محور علمي، لكن لا بد من إشراك كل المواد الدراسية فيه إلى جانب الأنشطة المرتبطة بها.

- تركيز مفاهيم التربية البيئية في جميع موضوعات المواد الدراسية ولا سيما مادتَي العلوم والمواد الاجتماعية، فمادة العلوم مثلًا، تمدّ التلاميذ بالمعلومات والمبادئ اللازمة عن المصادر الطبيعية والعلاقات بين مقومات البيئة، بينما تسهم المواد الاجتماعية في تعميق دراسة تلك المصادر.

- إدراك أن التربية البيئية عملية متكاملة وكل المراحل التعليمية من التعليم الأساسي إلى الجامعي مسؤول عن ترسيخها.

- أهمية دمج مواضيع التربية البيئية ضمن المناهج الدراسية بما يتناسب مع الفئات العمرية للتلامذة والمراحل التعليمية لضمان تحقيقها للأهداف المرجوة.

- ضرورة الاستفادة من نتائج الأبحاث العلمية وتوظيفها لخدمة المناهج الدراسية ومحتوياتها، ما ينعكس إيجابًا على فعالية التربية البيئية.

- اعتماد الاتجاهات السليمة التي تعد من أهم أهداف التربية البيئية والتي تسهم في الابتعاد عن التلقين وإكساب المتعلم المعلومات المطلوبة، فاعتماد دمج عرض المعلومات ببعض الانفعالات قد ينعكس إيجابًا على العملية التعليمية.

ومن أهم مبادئ التربية التي أقرتها المؤتمرات البيئية الدولية[14]:

- حق الفرد في التمتع بالحياة والحرية والتعلم والتمتع بالموارد البيئية التي يحتاجها.

- التربية البيئية عملية مستمرة مدى الحياة سواء من خلال نظام رسمي أو غير رسمي.

- اختيار مناهج التربية البيئية التي تتفق مع المراحل الدراسية المختلفة والاهتمام ببيئة التعليم في المراحل الأولى.

- استخدام المقررات الدراسية والمناهج التعليمية لتدريس البيئة بجميع عناصرها الطبيعية والتقنية، الخلقية والجمالية، الثقافية والتاريخية.

- تحديد المشكلات البيئية والتعرف على أسبابها والسعي لإيجاد الحلول المناسبة لها باعتماد أساليب التربية البيئية.

- التنويع في الوسائل التعليمية المستخدمة والطرائق التدريسية لتحقيق التعلم البيئي.

- ربط نتائج الأبحاث العلمية بمناهج التربية البيئية.

- توثيق التعاون المحلي الإقليمي والدولي من أجل معالجة المشكلات البيئية والتخفيف من حدتها.

مما لا شك فيه أن احترام هذه المبادئ والتقيّد بها سيسهم في خلق جيل واعٍ لكل ما يحيط به من مخاطر بيئية، قادر على احترام الموارد البيئية والحفاظ عليها، وساعٍ للحدّ من المخاطر والمشكلات البيئية التي تنعكس بدورها على سلامة المجتمع وصحة أفراده.

 

جوانب التربية البيئية

إن جوهر التربية البيئية يتكون من ثلاثة مكونات يمكن إيجازها بالآتي:

المكوّن الحيوي: وهو الذي يتضمن غلاف كوكب الأرض الذي توجد عليه الحياة، أو يمكن أن يكون فيها حياة من دون تدخل البشر. فهي خارجة عن نطاق تحكّم الإنسان وتتألف من ثلاث طبقات: طبقة الغازات، طبقة اليابسة، طبقة الماء بما تشتمل هذه الطبقات من كائنات حية.

أ- المكوّن التقني: وهو نظام من صنع الإنسان يتم في فراغ المحيط، مثلًا المنشآت الصناعية والعمرانية... وهو خاضع لتحكّم الإنسان بكل ما يملكه من تقنيات.

ب- المكوّن الاجتماعي: هو نظام من صنع الإنسان أوجده بهدف إدارة علاقات التفاعل الاجتماعي، علاقات المحيط الاجتماعي بالمحيط التقني والحيوي[15].

 

أهداف التربية البيئية

يعد الاهتمام بالتربية البيئية حديث العهد ترافق مع تضمين المفاهيم البيئية في المقررات الدراسية في إطار عملية التعليم والتعلم، وبالتالي التركيز على الاهتمام بالمشكلات البيئية التي تتعلق بحماية الموارد الطبيعية وصون التنوع البيئي.

فالتربية البيئية تهدف إلى:

- الاهتمام بالمشكلات البيئية من خلال المجالات المعرفية المختلفة على المستويات المحلية والدولية والإقليمية بشكلٍ يساعد الفرد على إدراك حجم المشكلات البيئية ومدى خطورتها، ويحثّه على العمل لتطوير المفاهيم البيئية، وبالتالي تعديل السلوك الفردي تجاه البيئة التي يعيش فيها.

- المحافظة على التوازن البيئي الذي يتميز بطبيعةٍ معقّدة وجوانب اجتماعية، ثقافية، اقتصادية، بيولوجية وفيزيائية، وذلك من خلال توضيح علاقة التكامل التي تربط مختلف العناصر.

- تكوين الوعي الوطني بأهمية البيئة ودورها في تحقيق التنمية في المجتمع، والسعي إلى إشراك مختلف قطاعات المجتمع في اتخاذ القرارات المتعلقة بالبيئة، وضرورة الحفاظ عليها وبالتالي العمل على وضعه موضع التنفيذ.

- تعزيز التعاون بين الدول المتقدمة والمتخلفة على السواء، وتنمية روح المسؤولية بشكلٍ يؤسس لبناء نظام يضمن حماية البيئة وتطويرها، بما في ذلك تطوير العملية التربوية وتحسينها لنشر القيم والمعارف، وغرس السلوك الإيجابي لدى المتعلم تجاه البيئة.

- العمل على إيجاد كفايات وتقنية عملية لأفراد المجتمع كافة تنظّم القيام بأنشطةٍ رشيدة في مجال البيئة، ما يسهم في اكتساب الكفايات اللازمة للحصول على المعارف البيئية في جميع المراحل الدراسية، ما يسمح للتلميذ بإيجاد حلول تطبيقية للمشكلات البيئية وتحليلها وتقييمها.

- تنمية الوعي بترابط المسائل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والبيئية بالمناطق الريفية والمدينة على حدّ سواء.

- إدراك مدى تشعّب المشكلات البيئية، وتطوير المهارات للتعامل مع هذه المشكلات على اختلاف أنواعها، بما في ذلك تشخيص أعراضها البيئية ومعرفة أسبابها والبحث عن طرق المعالجة.

 

خصائص التربية البيئية وسماتها

تتميّز التربية البيئية بمجموعةٍ من الخصائص، أبرزها:

- اهتمامها بحل المشكلات المتعلّقة بالبيئة البشرية من خلال مساعدة الأفراد على إدراك هذه المشكلات.

- سعيها إلى توضيح المشكلات البيئية المعقّدة، والعمل على تضافر أنواع المعرفة اللازمة وتفسيرها.

- الحرص على الانفتاح على المجتمع المحلي، باعتبار أن الاهتمام بالبيئة يبدأ مع اهتماماتهم اليومية.

- سعيها إلى حثّ جميع قطاعات المجتمع إلى بذل الجهود لفهم البيئة وترشيد إدارتها وتحسينها في إطار مفهوم التربية الشاملة المستدامة، المتاحة لجميع أفراد المجتمع.

- كما وتتميز التربية البيئية بطابع الاستمرارية والتطلّع إلى المستقبل.

 

أشكال التربية البيئية وبرامجها

من أهم الأسس التي ترتكز عليها التربية البيئية هي الاستمرارية، فهي عملية مستمرة مدى الحياة وهنا تكمن أهميتها. تبدأ مع أولى سنوات الطفولة من خلال المناهج التربوية الرسمية وغير الرسمية، وكل أفراد المجتمع معنيّون بها على اختلاف أعمارهم، لغتهم، دينهم، جنسهم[16].

وقد تطرقت المناهج الدراسية إلى المشكلات البيئية المختلفة من خلال العملية التربوية والتعليمية في المراحل كافة (الروضة، الأساسي، الثانوي، الجامعي وكلّيات المجتمع ومؤسسات التعليم العالي).

وهنا لا ننسى دور الأسرة وغيرها من المؤسسات الاجتماعية المدنية في نشر الوعي البيئي والمساهمة في تحقيق التوعية البيئية.

 

مستويات التربية البيئية

- مستوى الوعي بالمشكلات والقضايا البيئية، وهي تتضمن تنمية إدراك المتعلم لمدى تأثير أنشطة الإنسان في البيئة سلبًا أو إيجابًا، وكذلك تأثير سلوك الإنسان الفردي كالتدخين، وحرق الأشجار في التوازن البيئي.

- مستوى المعرفة البيئية بالمشكلات والقضايا البيئية بما يعني إكساب التلاميذ القدرة على تحليل المعلومات والضرورة لتحديد أبعاد المشاكل البيئية وإدراك تأثيرها في الإنسان والبيئة والمجتمع.

- مستوى الميول والاتجاهات والقيم البيئية، فبعد الوعي بالمشكلات واكتساب المعلومات حولها، يأتي دور العمل على تنمية الميول والاتجاهات الإيجابية لدى الطلاب وتنمية الشعور بالمسؤولية الفردية والجماعية تجاه البيئة من أجل حمايتها والتعاون لمعالجة المشكلات التي تعاني منها، فضلًا عن تكوين اتجاهات حديثة للبيئة لدى المتعلم ما يؤدي إلى بناء منظومة قيمية وخلقية تدعم البيئة.

- مستوى المهارات البيئية، وهي تتمثل بإكساب المتعلم مهارات أساسية للتعامل مع المشكلات البيئية بدءًا بمهارة جمع المعلومات والبيانات من المصادر المتاحة، القيام بالتجارب والدراسات الميدانية في إطار منهج علمي في البحث والتجريب[17].

- مستوى المشاركة في الأنشطة البيئية، ما يعني إفساح المجال للمتعلم للمشاركة في الدراسات والبحوث وتقديم الحلول والمقترحات لمعالجة المشكلات البيئية، وذلك من خلال برامج عملية تحفظ التوازن بين احتياجات الإنسان وسلامة البيئة التي يعيش فيها، وذلك يتضمن المشاركة في الأنشطة التطوعية والحملات الوطنية، إقليمية دولية للمحافظة على البيئة.

 

الإنسان وعلاقته بالبيئة

ورد سابقًا في تعريف البيئة أنها المحيط الحيوي الذي يعيش فيه الإنسان ويؤمّن له أساسيات العيش من مأكل ومشرب ومسكن، ويتفاعل فيه مع الآخرين. فللبيئة معنيان: الأول ذو أثر مادي ملموس ويشمل ما يعتمد عليه الإنسان من مواد لتأمين مقومات حياته، والثاني ذو أثر معنوي يشمل العادات والقيم والأديان فضلًا عن المؤسسات الاجتماعية المتباينة[18].

فالبيئة نظام ديناميكي معقد فيه الكثير من المكونات المتداخلة مع بعضها البعض، ومن خلال معرفته بهذه المكونات والتفاعلات المتبادلة في ما بينها، وبينها وبين الإنسان وخططه التنموية ندرك تمامًا أن التنمية إذا ما استمرت بشكلٍ يتعارض مع الاعتبارات البيئية والاجتماعية والأخلاقية ستزيد من تفاقم المشكلات البيئية الحالية. فالجميع مسؤول عن محدودية الموارد الطبيعية وقدرة النظم البيئية على التحمل، وهذا يتطلب خططًا لا تؤدي إلى استباحة الموارد الطبيعية[19].

هذا يزيد من أهمية الوعي البيئي لتنمية سلوك الإنسان تجاه البيئة التي يعيش فيها. فالإنسان هو من أهم مكونات النظام البيئي، ولقد تمكن من تحويل بيئته وبطرقٍ متعددة ليصل إلى تحقيق رفاهيته، وذلك على حساب البيئة ومكوناتها. فهو من يحدد التوازن البيئي، من هنا كان لا بد من أن تكون البيئة همًا مشتركًا من أجل استمرار البقاء[20].

ومما لا شك فيه أن التفاعل غير المتوازن بين الظروف الاقتصادية والبيئية، والاستغلال الجائر للموارد الطبيعية يؤدي إلى كوارث تكون عواقبها وخيمة على الأجيال القادمة. وهذا ما يؤكد أن التوازن والاعتدال في التفاعل بين الإنسان والطبيعة هو ضمان استمرار كل منهما. هنا مجددًا يبرز دور الوعي البيئي الذي هو عملية مزدوجة تشمل كلًا من الإدراك الفردي والمجتمعي لأهمية المحافظة على البيئة، حمايتها، والتعايش معها، والعمل على تطويرها لتحقيق غايات الإنسان، هذا ما يعني الإحساس بالمسؤولية الخاصة والعامة نحو الإنسان والبيئة[21].

أما التربية البيئية فتعني تعلّم كيفية استخدام التقنيات الحديثة وزيادة إنتاجيتها وتجنّب المخاطر البيئية واتخاذ القرارات البيئية الصحيحة، بالإضافة إلى سَنّ القوانين والتشريعات التي تضمن التوازن بين البيئة والنشاطات البشرية[22]، فالسلامة البشرية تنبع من جعل البيئة مصدر اهتمام الجميع وواجبًا لا بد من قيام الكل به متكاتفين لضمان المحافظة عليها. ولتنظيم العلاقة بين الإنسان والطبيعة، لا بد من توافق الطرفَين من خلال وعي بيئي يتبلور ويتطور مع مناهج التعليم البيئي في المؤسسات التعليمية. هذا بالإضافة إلى احترام الميثاق الأخلاقي للبيئة الذي يتبنى أفكارًا رئيسة وأهمها:

اعتبار الإنسان جزءًا أساسيًا من الطبيعة ليس فوقها، بل يدين لها بالولاء ومهمته الحفاظ عليها.

اعتبار الطبيعة أساسًا وسندًا للبيئة البشرية كونها لا تقتصر على الموارد التي يستغلها الإنسان، بل تشمل كل الفنون والجماليات التي تجسّد قدرة الخالق وتعبّر عن الإبداعات والمعجزات الإلهية ليستخدمها الإنسان بتعقّلٍ ومن دون تهور، ما يسهم في بناء علاقة سليمة بين الإنسان وبيئته، وتكامل بين العقل والجسد بعيدًا عن المتناقضات التي تتجسّد في قيام الجسد بالتلويث ورفض العقل لهذا السلوك، ما يهيئ لترسيخ القيم، وكسب تلك التي تساعد على احترام الإنسان للبيئة[23].

إن العلاقة التفاعلية الوثيقة بين الإنسان والبيئة وما ينتج عنها من مشكلات خطيرة يسببها الإنسان وتهدد حياته والبيئة معًا، تجعل من الضروري مطالبة علماء البيئة الإسراع لتبنّي استراتيجيات تسير في اتجاهَين متوازيَين:

الاتجاه الأول يتمثل في الحدّ من التدهور البيئي من خلال تحديد برنامج علاجي وفق الإمكانيات المتاحة.

الاتجاه الثاني يتمثل في إعداد جيل يحترم الشروط البيئية ويعمل على صيانة عناصر البيئة للمحافظة عليها، وهذا يكون من خلال التربية البيئية التي تحولت إلى ضرورة من أجل الحاضر والمستقبل، وملازمة الجهود العلاجية والوقائية لصيانة البيئة والمحافظة على اتّزانها[24].

مفاهيم متعددة تكاد تكون مفقودة في مجتمعنا اللبناني، ولعل التربية البيئية هي من أبرزها. ففي الوقت الذي يعيش فيه لبنان واقعًا بيئيًا متدهورًا تشهد عليه أكوام النفايات المتكدسة، والغابات المتفحمة ومياه الأنهار والبحار الملوثة واللائحة تطول[25]...كل هذا يضع التربية البيئية في سلم الأولويات بحيث أصبح إدراجها في المناهج الدراسية بشكلٍ مدروس أمرًا لازمًا بل لا مفر منه، لتكون السبيل إلى نشر الوعي البيئي، ومساعدة الأجيال الناشئة على إدراك المشكلات التي يتسبب بها الإنسان وبالتالي محاولة تداركها والتخفيف من وطأتها.

 

التربية البيئية في لبنان

لطالما كان الهدف من التربية البيئية تعريف التلميذ على البيئة الطبيعية والجغرافية للوطن، وبالتالي توجيهه إلى أهمية احترامها وضرورة المحافظة عليها[26].

تماشيًا مع المخاطر البيئية المتزايدة والتي عكست حاجة ملحّة إلى مساهمة المدارس من خلال محتوى مقرراتها في تحقيق التربية البيئية للمحافظة على البيئة، وباعتبار «أنّنا مسؤولون عن تربية الناشئة» وتطبيقًا للمبدأ الذي أطلق مع بداية وضع مناهج جديدة «وبالتربية نبني»، عمد المركز التربوي بين عامَي 1998 و1999 إلى إجراء دراسة للوقوف على أهمية تدرّج المواضيع البيئية المطروحة فجاء التدرج على الشكل الآتي:

- البيئة الطبيعية

- الإنسان ومحيطه

- التوازن الطبيعي

- تلوث مياه الشاطئ

- البيئة والتنمية

- الحفاظ على التراث

وبعدها تم وضع تدرّج محتوى المادة وتفاصيل المنهج للحلقات الأولى والثانية والثالثة وكذلك للمرحلة الثانوية، مع صياغة الأهداف السلوكية لكل حلقة. وكان المركز التربوي قد قام بعددٍ من المؤتمرات والندوات وورش العمل التي شاركت فيها فاعليات تربوية ومنظمات دولية ممثلة في لبنان، وكل ذلك قبل أن يقوم بتغيير المناهج، ويعتمد مناهج أكثر حداثة وملاءمة لمتطلبات العصر ومواكبة التحديات. وصدر عن ورشة العمل التي أقيمت في العام 2003 توصيات كان أبرزها: إدراج المفاهيم البيئية في المناهج التربوية، واعتماد التربية الشمولية في الحلقات الأولى من التعليم.

في ذلك الوقت أطلق وزير التربية الدكتور حسان دياب ووزير البيئة ناظم الخوري الاستراتيجية الوطنية في التربية البيئية في المدارس، ولقد شارك لبنان من بين عشر دول عربية ومنها مصر والبحرين وغيرها، من أصل 22 دولة شاركت في برنامج الأمم المتحدة للتنمية المستدامة والذي أعلن عن «عقد التعليم من أجل التربية المستدامة وذلك في العام 2005 [27].

 

التقرير الصادر عن المركز التربوي للبحوث والإنماء

لقد أخذ المركز التربوي بتوصيات ورش العمل المنجزة في العام 2003 والتي شاركت فيها الفاعليات التربوية والمنظمات الدولية الممثلة في لبنان، ومن أهم ما صدر من توصيات: إدخال المفاهيم البيئية والصحية في المناهج التربوية، وبخاصةٍ بعد أن بيّنت الدراسات الإحصائية ونتائج الأبحاث الطبية والبيئية أن الكثير من الأمراض المنتشرة ناتجة إلى حد كبير عن سلوك الإنسان البيئي والصحي. كما ولحظت الدراسة للوضعَين الصحي والبيئي التي أجراها المركز التربوي أن بيئة لبنان مهددة نتيجة التلوث وسوء استغلال الإنسان للموارد الطبيعية. ولعل أخطر ما تعانيه البيئة من تقلّص المساحات الخضراء، تلوث الهواء، الغازات المختلفة انعكس سلبًا على الكائنات الحية، وساهم في ارتفاع نسبة التلوث، وازدياد الأمراض ما أدى إلى إدراج «تعزيز الثقافة الوطنية والصحية والبيئية» في المناهج التربوية الجديدة، فأدرجت المواضيع البيئية: الطبيعة - الإنسان ومحيطه -  التوازن الطبيعي - تلوث المياه والشاطئ - البيئة والتنمية - الحفاظ على التراث، في مراحل التعليم كافة وبشكلٍ متدرّج.

واعتبر المركز التربوي أن هذه المفاهيم الجديدة لا شك أثمرت تغيّرًا إيجابيًا في سلوك المتعلمين حتى لو لم تكن هناك دراسات إحصائية تثبت ذلك، وأبدى انفتاحه على كل ما يجري من دراسات تتعلق بهذا الموضوع. (قد يعد ذلك سببًا لإتمام البحث).

 

تقرير الـ UNDP الصادر في العام 2011

في إطار الاهتمام بالموضوع البيئي الذي أصبح همًا عالميًا تعاقد برنامج الأمم المتحدة للتنمية مع إيكوديت (شركة لبنانية للاستشارات والإدارة البيئية) وبتمويلٍ من وزارة البيئة صدر تقرير الواقع البيئي بنسختَيه، الأولى في العام 1995 والثانية في العام 2001، ويقدّم التقرير قراءة للوضع الحالي للموارد الطبيعية والإدارة البيئية في لبنان، وتحليلًا حول التطورات الماضية والمستقبلية في مختلف القطاعات، وتضمّن التقرير في قسمه الثاني عرضًا للواقع البيئي في لبنان عارضًا بذلك الموارد المائية، التنوع البيولوجي، الغابات وموارد الأرض. فالتقرير يعد مهمًا، حتى ولو لم يكن كافيًا. وهذا التقرير قدّم تقييمًا شاملًا وموثوقًا حول الواقع البيئي في لبنان (الجسر، ك، 2011)

 

الدليل البيئي للمدارس العربية

إن ظهور مفاهيم بيئية جديدة وحدوث تغيرات متسارعة في الأوضاع البيئية، حتّم دمج هذه المفاهيم بالتربية البيئية وسهّل صدور الدليل البيئي الذي يعد مشروعًا تربويًا انطلق في العام 1998 مع مجلة البيئة والتنمية، وتبنّاه المنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) فتجسّد في كتاب صدر في العام 2012. فمع إطلاق برنامج للتدريب البيئي في المدارس تمثّل بكتاب عنوانه «دليل النشاطات للنوادي البيئية المدرسية» كان له التأثير الكبير في إنشاء النوادي البيئية المدرسية وإدخال البيئة في المناهج الدراسية خلال العقدَين الأخيرَين. وبما أن التربية البيئية مجموعة من المعارف والعلوم دائمة التطور كان لا بد من وجود مرجع للتعليم البيئي يستند على أحدث المعلومات، ويصف حال البيئة في البلدان العربية، ويساعد المعلمين والمتعلمين في فهم المبادئ البيئية الأساسية، والعلاقات بين الناس والنظم الطبيعية.

كما ويوجه الأندية في المدارس نحو تنظيم المشاريع البيئية وتنفيذها في المدارس. فهذا الدليل يدعو المتعلمين إلى ممارسة أعمال إيجابية تجاه البيئة عن طريق المشاركة والعمل الميداني. ولقد وزّع في كثير من البلدان العربية ومنها لبنان ويمكن البناء عليه لتطوير المحتوى البيئي في المناهج الدراسية ولتأسيس نوادٍ بيئية مهمتها الوعي البيئي لدى المتعلمين والأهل وبالتالي المجتمع. (صعب، ن، 2019).

 

التقرير الصادر عن وزارة البيئة في العام 2019

وقّع وزير البيئة مذكرة تفاهم مع رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء تهدف إلى تعميم مفاهيم التوعية وإنتاج إرشادات تربوية للحفاظ على الموارد الطبيعية، وجاء في المذكرة «تتمحور حول إطلاق برنامج توعية تربوية بيئية حول عدة مواضيع تهم المعلمين، المتعلمين وذويهم وجميع العاملين في القطاع التربوي من أجل إذكاء دافعيتهم ليصبحوا فاعلين أكثر في مجال البيئة» وذلك في إطار ما حدّدته البرامج الجديدة للتعليم الصادرة في 1999 وفي المناهج التي هي قيد التطوير ويعمل عليها المركز التربوي. (وزارة البيئة، 2019)

وكان وزير البيئة السابق فادي جريصاتي قد أشار إلى مذكرة تفاهم ستوقع بين وزارة البيئة ووزارة التربية، تصبح بعدها التربية البيئية مادة مفروضة في المناهج الدراسية في جميع المدارس الرسمية والخاصة[28].

لكن كل القرارات والتوصيات تبقى حبرًا على ورق يقرّها وزير للبيئة وتتغير بتغيّره، فما وعد به جريصاتي لم ينفّذ بعد أن عُيّن وزير آخر للبيئة وكذلك للتربية. ولعل أكبر مشكلاتنا هي ارتباط التربية بالسياسة وانعكاسها على أي رغبة جدية للتطوير والتحسين. وهذا ما يبقي المناهج الدراسية الرسمية عرضة للتجاذبات ورهنًا للتقلبات الحاصلة.

إنّ المخاطر البيئية التي تتعاظم يوميًا جعلت من الموضوع البيئي مسؤولية مشتركة بين القطاعات كافة، فنشطت الجمعيات البيئية وعقدت المؤتمرات التي تُعنى بالبيئة. لكن جهود المجتمع المدني العديدة والمتنوعة لمواجهة التدهور البيئي والحد من تابعاته، وعلى الرغم من محدودية إمكاناتها، تبقى بارقة أمل بوجود محاولات جاهدة لتحسين الوضع البيئي القائم، في ظل غياب شبه تام للجهود على الصعيد الرسمي. فإن وُجدت الخطط غاب التمويل، وإن وُجد التمويل غاب أهل الاختصاص والتخصص

لقد أصبح واضحًا أن العالم يقف اليوم أمام حزمة من التهديدات المتزايدة المحدقة بكوكب الأرض، والفضل في ذلك يعود إلى الإنسان وما يتبنّاه من منظومة فكرية وفلسفية وأخلاقية لا تتلاءم مع التوازن البيئي ولا تكترث حتى لكمّ المخاطر التي تتعرض لها البيئة يوميًا. فالإنسان نسي أن كوكب الأرض لم يُخلق لعالم الإنسان فقط بل تشاركه عوالم أخرى من النبات والحيوانات وغيرها من الكائنات الصغيرة، ضمن نظام بيئي محكم، وبقي يتصرف على أنه المخلوق المسيطر على الأرض ما يزيد الأمور تعقيدًا ويشكل تهديدًا لمستقبل الأرض والحياة البشرية فيها. فصحيح أن للأرض قدرة هائلة على تحمّل «الجور البيئي» الذي يحدث نتيجة التعديات والتجاوزات الإنسانية، لكن هذه القدرة محدودة وستصل إلى نقطة الخراب والانهيار[29].

فكل ما يلحق بالبيئة من أضرار ما هو إلا نتيجة غياب الوعي البيئي اللازم والقادر على تصويب السلوك الإنساني وتوجيهه بشكلٍ يخلق توازنًا بين ما يحتاجه الإنسان من جهة، والتوازن البيئي من جهة أخرى، والوسيلة الأساس لخلق هذا الوعي البيئي تكون من خلال تربية بيئية تقوم بها المؤسسات التعليمية من خلال مقرراتها الدراسية في مختلف المراحل التعليمية والكفيلة بتنمية اتجاهات سلوكية إيجابية تحترم البيئة وتجعل منها همًّا مشتركًا يتكاتف الجميع على تحقيقه.

أصبح من الواضح أنّ التربية البيئية تعد من الركائز الأساسية في مجال البيئة، إذ يتم مواجهة المشكلات والمخاطر البيئية من خلال إكساب المتعلمين المعرفة والوعي بهذه المشكلات والمخاطر، والعمل على كل ما من شأنه تحفيز اهتمامهم تجاه البيئة بشكلٍ ينمّي قدرتهم على الملاحظة العملية وعلى النقد والتمييز، ما يسهّل إدراك المشكلات والمخاطر التي تتعرض لها البيئة وبالتالي تسهم في تكوين اتجاهات سلوك تحرص على المشاركة في كل ما يحمي البيئة ويحسنها[30].

ولقد أصبحت المشكلات البيئية واقعًا لا يمكن إنكاره، ولعل هذا نتيجة التقدم الكبير الذي وصل إليه الإنسان والذي انعكس سلبًا على البيئة ومكوناتها. فنتيجة سلوك الإنسان الخاطئ ظهرت مشكلات بيئية جديدة وكانت نتيجة لسلوك الإنسان غير الواعي تجاه البيئة[31].

ولأن الحفاظ على البيئة وحمايتها لا يمكن أن يتحقق إلا من قبل الإنسان المدرك لحجم المخاطر التي تتعرض لها البيئة[32] فكان من الطبيعي أن يتضمن المنهج الدراسي لمجموعةٍ من المخاطر البيئية التي تهدد حياة الإنسان ومستقبله والتي يقع على المدرسة من خلال المنهج الذي تعتمده مسؤولية نشر هذا الوعي والإدراك البيئي لتبني أجيالًا قادرة على تمييز المخاطر البيئية والبحث عن حلول لها للحد من تأثيراتها السلبية. وهذا ما جعل قياس مدى تضمّن المنهج الدراسي للمخاطر البيئية أمرًا لا بد منه، وبخاصةٍ وأن هذه المخاطر هي نتيجة لسلوك الإنسان وسوء استغلاله للموارد البيئية.

 

الخاتمة

مما لا شك فيه أن معالجة المشكلات البيئية يتطلب نمطًا جديدًا، إن كان في التعليم أو البحث والدراسة، يتماشى مع متطلبات التغيير في المجتمع وفي الحياة من مختلف جوانبها. فالمحافظة على البيئة وحمايتها مسؤولية فردية قبل أن تكون مسؤولية تشريعات وقوانين بيئية. وللمحافظة على البيئة لا بد من إدراج التربية البيئية في المناهج الدراسية بشكلٍ فعال قادر على تكوين أنماط سلوكية إيجابية لدى التلميذ تجاه البيئة. فالمدرسة تعد الحلقة الأقوى بناء على دورها في تعزيز التربية البيئية، ويعوّل عليها تعليمًا وإعدادًا وبلورة للمفاهيم، وذلك يكون من خلال اعتماد مناهج تدعّم المعارف والمعلومات البيئية بأنشطةٍ تطبيقية صفية ولاصفية تثبّت ما تعلمه التلميذ وتجعله سلوكًا يوميًا لا يقتصر على نشاط داخل حرم المدرسة فقط بل يمتد ليشمل المحيط الخارجي.

إن النتائج التي توصلنا إليها في هذه الدراسة وبعد التعرف على واقع التربية البيئية في كتب صف التاسع تشير إلى ثغرة جدية تقف عائقًا أمام تعزيز التربية البيئية لدى التلاميذ. فهذه الكتب لا تتضمن القيم البيئية الكافية واللازمة لخلق وعي بيئي أصبح ضرورة اجتماعية، كما وأن ما ورد من مفاهيم لم يترافق مع أنشطة تساعد على فهم أعمق وإدراك أكبر للمسؤولية التي تقع على الأفراد في حماية البيئة. وهذا ما يؤكد على ضرورة تطوير المناهج وتضمينها تربية بيئية تعمل على توجيه العلاقات البشرية مع البيئة وتنظيمها بشكلٍ يضمن وجود أفراد مدركين للقيم والاتجاهات والسلوكيات البيئية المرغوبة. فكما ذكرنا، حماية البيئة هي مسؤولية فردية بالدرجة الأولى، ولن يكون الفرد قادرًا على تحمل مسؤولياته إذا لم يُعد إعدادًا صحيحًا من خلال مناهج دراسية متكاملة تعرّفه على بيئته وما تعانيه من مشكلات وتنمّي قدرته على حل هذه المشكلات أو على الأقل التخفيف من حدتها. فالأساس يجب أن يكون إعداد إنسان منسجم مع بيئته، يحرص على حمايتها، يحسن استثمار مواردها ويضمن عيش حياة آمنة، وهذا يمكن تحقيقه من خلال تضمين البعد البيئي في المناهج الدراسية بشكلٍ مدروس ومنظم ويتناسب مع ما نشهده من تغيرات بيئية واجتماعية واقتصادية.

 

قائمة المراجع

• إبراهيم، م. (2001). التربية في مناهج التعليم رؤية لتحقيق دور تربوي تعليمي إيجابي لحماية البيئة من التلوث. القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية.

• الجوهري، م. (1993). دراسة المشكلات الاجتماعية . الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية.

• السبعاوي، ه. (2018). تأليف دراسة الوعي البيئي وسبل التطوير. بغداد: مركز دراسات الموصل، جامعة الموصل.

• السعود، ر. (2004). الإنسان والبيئة، دراسة في التربية البيئية. عمان: دار الحامد للنشر والتوزيع.

• السعود، ر. (2007). الإنسان والبيئة، دراسة في التربية البيئية ط3. عمان: دار ومكتبة الحامد للنشر.

• الشراح، ي. (2004). تأليف التربية البيئية ومأزق الجنس البشري. عالم الفكر ج3.

• العادلي، م. (2003). موسوعة حماية البيئة ج2. الإسكندرية: دار الفكر الجامعي.

• باحمي، ال والجديدي، ح. (2006). تأليف التربية البيئية في مرحلة التعليم الأساسي بالوطن العربي. تونس: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.

• باحمي، ع والجديدي،ح. (2006). التربية البيئية. بنغازي ليبيا: دار الكتب الوطنية.

• بن حفيظ،ع وآخرون. (2005). التربية البيئية في مرحلة التعليم الأساسي بالوطن العربي. تونس: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، إدارة تربوية.

• جامعة الدول العربية، المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، برنامج الأمم المتحدة. (2006). الدليل المرجعي للشباب العربي في مجال الحفاظ على البيئة.

• د أبو عبداللـه، ل وناني، ن. (2009).

• د بوعبداللـه، ناني، ن. (2009). واقع التربية البيئية في برامجنا التعليمية. الجزائر: مخبر إدارة تنمية الموارد البشرية، جامعة فرحات عباس، سطيف.

• د.قرواني،خ. (2013). دور المدارس في التربية البيئية ونشر الوعي البيئي لدى طلبة المدارس في محافظة سلفيت من وجهة نظر المعلمين والمعلمات. القدس: مجلة جامعة القدس المفتوحة للأبحاث والدراسات التربوية والنفسية.

• س التل، وأ وآخرون. (1993). تأليف المرجع في مبادئ التربية. الأردن: دار الشروق.

• سرحان، ن. (2005). منهاج الخدمة الاجتماعية لحماية البيئة من التلوث ط1. القاهرة: دار الفكر العربي.

• سليم، م. (1998). أضواء على تطوير مناهج العلوم للتعليم العام في الدول العربية. مجلة التربية العلمية المجلد الأول ع 2.

• عبدالعزيز، م. (1987). مرجع في التعليم البيئي لكل مراحل التعليم العام في الوطن العربي . جامعة القاهرة: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة ص 16،17.

• عربيات، ب مزاهرة، م. (2004). التربية البيئية. عمان الأردن: دار المناهج للنشر والتوزيع.

• عقروق، س. (2009). التشريعات والقوانين الخاصة بحماية البيئة في فلسطين، البيئة كمفهوم وحق من حقوق الإنسان وانتهاكات الاحتلال للبيئة الفلسطينية. فلسطين: جامعة النجاح الوطنية.

• عيسى، ن. (1998). مخاطر التلوث البيئي على الإنسان. بيروت: دار الفكر العربي.

• مصطفى، ن. (1999). تقويم مقرر الأحياء للصف الأول ثانوي في ضوء مجموعة من المحكات والأهداف كل من التربية البيئية والتربية السيكولوجية. القاهرة: مجلة علم النفس ع 52.

• مطاوع، ا. (1990). التربية البيئية في الوطن العربي. دار الفكر العربي .

 

المواقع الإلكترونية

• البريدي، ع. (2013). هرم الفاعلية البيئية المجتمعية: نموذج مقترح لتدعيم الاستدامة البيئية. تم الاسترداد من

https://www.researchgate.net/publication

• التربية البيئية: حقائق وأرقام. (2012). تم الاسترداد من النهار

https://newspaper.annahar.com/article/1067766

• المركز التربوي للبحوث والإنماء التحديات والخيارات التربوية في المناهج الجديدة. (2 5, 2020). تم الاسترداد من

http://www.crdp.org/mag-description:id=9955

• جريصاتي: ستصبح التربية البيئية مادة مفروضة. (2019). تم الاسترداد من

https://www.elnashra.com/news/show/1325724%.

• د الأسدي، غ. (10 حزيران, 2012). www.tarbya.net. تم الاسترداد من مفهوم التربية البيئية ومبررات وجود مناهج للتربية البيئية في مرحلة المدارس الابتدائية.

• محمد، س. (2013). علاقة الإنسان بالبيئة. تم الاسترداد من

https://www.alukah.net

• مكتبة داغ همرشولد. (8 1, 2020). تم الاسترداد من وثائق الأمم المتحدة: البيئة:

 URLhttps//research.un.org/ar/docs/enviroment

• نادر، م. (12 9, 2016). التربية البيئية في المدارس اللبنانية... واقع وتحديات. تم الاسترداد من مجلة عربية شهرية تصدر من بيروت

 greenarea.me

 

[1]-     مكتبة داغ همرشولد 18، 2020 تم الاسترداد من وثائق الأمم المتحدة، البيئة

URLhttps//research.un.org/ar/docs/enviroment

[2]-     بشير عربيات وأيمن مزاهرة، التربية البيئية، عمان الأردن: دار المناهج للنشر والتوزيع، 2004.

[3]-     هناء السبعاوي، دراسة الوعي البيئي وسبل التطوير - بغداد: مركز دراسات الموصل، جامعة الموصل، 2018.

[4]-     باحمي والجديدي، دراسة التربية البيئية في مرحلة التعليم الأساسي بالوطن العربي / تونس: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، 2006.

[5]-     سعيد التل وآخرون، المرجع في مبادئ التربية - الأردن/ دار الشروق، 1993.

[6]-     يعقوب أحمد الشراح، التربية البيئية ومأزق الجنس البشري - عالم الفكر الجزء 3، 2004.

[7]-     المرجع ذكر سابقًا.

[8]-     جامعة الدول العربية، المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، برنامج الأمم المتحدة، الدليل المرجعي للشباب العربي في مجال الحفاظ على البيئة، 2006.

[9]-     إبراهيم عصمت مطاوع، التربية البيئية في الوطن العربي، دار الفكر العربي، 1990.

[10]-    عبد العزيز، مرجع في التعليم البيئي لكل مراحل التعليم العام في الوطن العربي، 1987.

[11]-    د. لحسن بوعبد اللـه ناني، واقع التربية البيئية في برامجنا التعليمية. الجزائر - مخبر إدارة تنمية الموارد البشرية، جامعة فرحات عباس، سطيف، 2009.

[12]-    د.غالب محمد رشيد الأسدي، تم الاسترداد من مفهوم التربية البيئية ومبررات وجود مناهج للتربية البيئية في مرحلة المدارس الابتدائية، 10 حزيران 2012.

[13]-    الصغير عبد القادر باحمي، التربية البيئية بنغازي ليبيا – دار الكتب الوطنية، 2006.

[14]-    سامر عقروق، التشريعات والقوانين الخاصة بحماية البيئة في فلسطين، البيئة كمفهوم وحق من حقوق الإنسان وانتهاكات الاحتلال للبيئة الفلسطينية. فلسطين- جامعة النجاح الوطنية، 2009.

[15]-    د.لحسن بوعبداللـه ناني، واقع التربية البيئية في برامجنا التعليمية. الجزائر، 2009.

[16]-    راتب السعود، الإنسان والبيئة / دراسة في التربية البيئية ط3 عمان: دار ومكتبة الحامد للنشر، ٢٠٠٧.

[17]-    د.خالد نظمي قرواني، دور المدارس في التربية البيئية ونشر الوعي البيئي لدى طلبة المدارس في محافظة سلفيت من وجهة نظر المعلمين والمعلمات. القدس – مجلة جامعة القدس المفتوحة للأبحاث والدراسات التربوية والنفسية، 2013.

[18]-    محمود صالح العادل، موسوعة حماية البيئة ج2 – الإسكندرية: دار الفكر الجامعي، 2003.

[19]-    عيسى، مخاطر التلوث البيئي على الإنسان، بيروت: دار الفكر العربي، 1998، ص 125.

[20]-    المرجع ذكر سابقًا.

[21]-    علياء شكري، دراسة المشكلات الاجتماعية - الإسكندرية: المعرفة الجامعية، 1993، ص437.

[22]-    د. راتب السعود، الإنسان والبيئة – دراسة في التربية البيئية، عمان: دار الحامد للنشر والتوزيع، 2004.

[23]-    محمد، بحث حول التلوث وأنواعه الستة والحلول لمعالجة التلوث. تم الاسترداد من التلوث، 2012

http://maraje3.com

[24]-    نظيمة أحمد سرحان، منهاج الخدمة الاجتماعية لحماية البيئة من التلوث - القاهرة: الفكر العربي، 2005.

[25]-    نادر، التربية البيئية في المدارس اللبنانية... واقع وتحديات، 12-9-2016. تم الاسترداد من مجلة عربية تصدر في بيروت greenarea.me

[26]-    المركز التربوي للبحوث والإنماء - التحديات والخيارات التربوية في المناهج الجديدة، 2-5-2020 تم الاسترداد من

https://www.elnashra.com/news/show/1325724%

[27]-    التربية البيئية حقائق وأرقام، 2012 تم الاسترداد من النهار

 https://newspaper.annahar.com/article/1067766

[28]-    جريصاتي، ستصبح التربية البيئية مادة مفروضة،٢٠١٩

https://www.elnashra.com/news/show/1325724%

[29]-    عبداللـه البريدي، هرم الفاعلية البيئية المجتمعية – نموذج مقترح لتدعيم الاستدامة البيئية، 2013

 https://www.researchgate.net/publication

[30]-    مجدي عزيز إبراهيم، التربية في مناهج التعليم رؤية لتحقيق دور تربوي تعليمي إيجابي لحماية البيئة من التلوث. القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية، 2001.

[31]-    نجوى نور الدين عبدالعزيز مصطفى، تقويم مقرر الأحياء للصف الأول ثانوي في ضوء مجموعة من المحكات والأهداف كل من التربية البيئية والتربية السيكولوجية. القاهرة مجلة علم النفس، 1999، عدد 52.

[32]-    محمد صابر سليم، أضواء على تطوير مناهج العلوم للتعليم العام في الدول العربية – مجلة التربية العلمية، المجلد الأول عدد2، 1998.

The Role and the Importance of the Environmental Education in the Educational Curricula in Lebanon

Researcher Nada Bou Hamdan Harb

 

This study aims at introducing the reality of environmental education in the government-official curriculums of Grade Nine. Additionally, the study will identify which values, skills and knowledge are adopted by these students; allowing them to build positive behaviors towards the environment.

To reach this study’s conclusions, the methodology used both qualitative and quantitative analysis. In the former, we used content analysis method for ninth grade books, to identify which environmental values they include, depending on a list of environmental values and another one of environmental risks, after we found out that these books include some environmental risks as well. And we had interviews with three school principles to identify the school’s rule in promoting environmental education. In the latter, we collected data using a questionnaire distributed to a study sample of 100 male and female students from the Shouf district schools.

The study tried to answer the following problematic:

- The minimal inclusion of environmental education in the Grade Nine curriculum does not furnish the pupil, the sufficient knowledge and skills to protect the environment and conserve its resources;

- The level of lessons and themes on the environment are poorly reflected in the environmental awareness and behavior of the Grade Nine students;

- Focusing environmental education on the cognitive level will activate the applied and extracurricular activities aimed at consolidating environmental concepts among Grade Nine students.

The study reached the following conclusions:

- The minimal inclusion of environmental education in the Grade Nine curriculum does not provide the pupil, the sufficient knowledge and skills to protect the environment and conserve its resources;

- The lack of the lessons and themes on the environment demonstrates the poor environmental awareness and behavior of Grade Nine students;

- Focusing environmental education on the cognitive level will activate the applied and extra-curricular activities aimed at consolidating environmental concepts among Grade Nine students.

L'importance et le rôle de l'éducation environnementale dans les programmes d'études au Liban

Chercheuse Nada Bou Hamdan Harb

 

Cette étude vise à identifier la réalité de l'éducation environnementale dans les programmes officiels de la 9e année, afin de savoir ce que le programme d'études comprend en termes de valeurs environnementales qui fournissent à l'élève des connaissances et des compétences environnementales et construisent en lui un comportement positif envers l'environnement.

Nous avons utilisé l'analyse de contenu comme méthode méthodologique par laquelle nous avons analysé le contenu des livres de la 9e année pour savoir quelles valeurs environnementales ils contiennent, en préparant une liste de valeurs environnementales ainsi qu'une autre liste de risques environnementaux après qu'il nous est apparu clairement que ces livres incluent également certains risques environnementaux. Nous nous sommes également appuyés sur des entretiens avec les directeurs de trois écoles pour nous familiariser avec le rôle de l'école dans la promotion de l'éducation environnementale, en plus du formulaire comme outil de collection de données. L'échantillon de l'étude comprenait 100 élèves, garçons et filles, des écoles du département du Chouf.

L’étude a tenté de répondre à la problématique suivante:

- La faible intégration de l'éducation environnementale dans le programme d'études de la 9e année ne permet pas à l'élève d'acquérir les connaissances et compétences suffisantes pour protéger l'environnement et préserver ses ressources.

- Le niveau des enseignements et des thèmes liés à l'environnement, sur le plan cognitif et en formation, se reflète mal dans la conscience et le comportement environnementaux des élèves de la 9e année.

- La focalisation des programmes d'études liés à l'éducation environnementale au niveau cognitif contribue à renforcer les activités appliquées et parascolaires visant à consolider les notions environnementales chez les élèves de la 9e année.

L'étude a atteint les résultats suivants:

- L'inclusion limitée de l'éducation environnementale dans le programme d'études de la 9e année ne fournit pas à l'élève les connaissances et les compétences suffisantes pour protéger l'environnement et préserver ses ressources.

- Le niveau des enseignements et des thèmes liés à l'environnement, tant sur le plan cognitif qu'en formation, se reflète mal sur la conscience et le comportement environnementaux des élèves. (A défaut de ces leçons et thèmes).

- L'orientation des programmes d'études liés à l'éducation environnementale sur le plan cognitif contribue à renforcer les activités appliquées et parascolaires visant à consolider les concepts environnementaux chez les élèves de la 9e année.