مناورات

دول عربية وأجنبية في «الأسد المتأهب» و«الصقر الجارح»
إعداد: جان دارك أبي ياغي


تنويه بحرفية الجيش اللبناني وبكفاءته
شارك الجيش اللبناني خلال شهر أيار المنصرم بتمرينين دوليين: الأسد المتأهب (الأردن) والصقر الجارح (قطر)، وأثبت ضباطه وعسكريوه الذين انتدبوا إلى المهمتين كفاءة عالية، دفعت المعنيين إلى التنويه بما وصل إليه جيشنا من حرفية.


الأردن: 18 دولة و10 آلاف مشارك
شارك في «الأسد المتأهب 2015» في موسمه الخامس، 18 دولة شقيقة وصديقة. ويأتي هذا التمرين ضمن الخطط التدريبية للقوات المسلحة الأردنية الهادفة إلى التركيز على نوعية التدريب ورفع كفاءة الضباط وضباط الصف، ووحدات المناورة والإسناد، وزيادة التمارين المشتركة للتعامل مع جميع التهديدات وعمليات مكافحة الإرهاب والاتصالات الاستراتيجية وإدارة الأزمات.
جرت وقائع التمرين في ميادين التدريب التابعة للقوات المسلحة الأردنية وفي عدد من مدارس ومراكز تدريب الأسلحة البرية والجوية والبحرية، بمشاركة قوات تجاوز عددها 10 آلاف عسكري من مختلف الرتب، إلى مشاركة واسعة من الوزارات والأجهزة الأمنية والمنظمات الحكومية وغير الحكومية المعنية بإدارة الأزمات.
استمر التمرين نحو أسبوعين واضطلعت خلاله قوات برية وبحرية وجوية بمناورات اعتبرت الأكبر في الشرق الأوسط.
وأعلن مدير التدريب العسكري المشترك العميد الركن فهد الضامن خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده في عمان مع مدير التمرين في القيادة المركزية الأميركية اللواء ريك ماتسون، عن «اهتمام متزايد هذا العام بتمرين الأسد المتأهب لما يمثّله من ملتقى للقادة العسكريين على جميع المستويات الاستراتيجية والعملياتية والتعبوية، ولما تمر به المنطقة والعالم من صعود لتيارات متطرّفة بعيدة كل البعد عن القيم الإنسانية، واقترافها للجرائم البشعة بحق المؤمنين من جميع الأديان، ما يستلزم التنسيق المشترك وتبادل الخبرات لمحاربة الإرهاب بكل أشكاله وأنواعه». وأشار الضامن إلى التمرينات الجديدة في «الأسد المتأهب» من بينها اختبار لقوة رد الفعل السريع الأردنية (تمرين خاص بالأردن)، والقصف الاستراتيجي واستخدام راجمات الصواريخ العالية الدقة، وأشار موضحًا أن من أهداف التمرين مكافحة الإرهاب والإرهاب الإلكتروني وإدارة الأزمات والعمليات النفسية والإنقاذ...
من جهته، قال اللواء ماتسون: «إن تمرين الأسد المتأهب هو التمرين الرئيس والأبرز بين القيادة المركزية الأميركية والقوات المسلحة الأردنية منذ انطلاقه في العام 2011 حيث يوفر فرصًا عديدة لبناء العلاقات بين الجانبين وتمتينها، إلى تبادل الخبرات...». وكشف عن مشاركة طائرة B52 في مهمة اختبار إسقاط أسلحة تقليدية.
شملت المناورات عمليات جوية نفّذتها طائرات ومروحيات أميركية وأردنية مقاتلة، وعمليات برية شاركت فيها الدبابات والرشاشات الثقيلة، ورافقها إسناد جوي وعمليات إخلاء ميداني، وغيرها من التدريبات التي وصفها مسؤول عسكري أردني بأنها عمليات حرب غير تقليدية.
وقد سمحت السلطات العسكرية الأردنية لمراسلين عرب وأجانب بمواكبة جانب من هذه المناورات على بعد 330 كيلومترًا جنوب العاصمة عمان، وذلك بحضور العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وشقيقه الأمير فيصل وقائد الجيش الأردني وقائد العمليات الخاصة في الجيش الأميركي وضباط كبار من دول عربية وأجنبية.
 
الفريق اللبناني المشارك في«الأسد المتأهب»: سرية تدخّل اضطلعت بمهمات مختلفة

أجرت مجلة الجيش الأردني مقابلة مع الفريق العسكري اللبناني الذي شارك في «تمرين الأسد المتأهب».
في ما يلي نص الحديث الذي أضاء على مشاركة الجيش اللبناني في التمرين من مختلف النواحي:
• هل هذه هي المشاركة الأولى بالنسبة إلى القوات العسكرية اللبنانية في تمرين الأسد المتأهب؟ وإذا كان الجواب لا فما هو رقم مشاركتكم لهذا العام؟
- يشارك الجيش اللبناني في تمرين الأسد المتأهب للسنة الخامسة على التوالي.


• ماذا يعني التمرين بالنسبة إليكم وماذا أضاف إلى قواتكم؟
- شكّل هذا التمرين فرصة للقاء القادة العسكريين على المستويات الاستراتيجية والعملياتية والتعبوية وللعمل معًا. وقد أضاف إلى الوحدة اللبنانية المشاركة في التمرين المزيد من التقنيات والخبرات القتالية، خصوصًا في مجال تنسيق الجهود بين مختلف الأسلحة خلال عمليات مكافحة الإرهاب وحماية الحدود. وهذا من أولويات حاجات الجيوش في واقعنا الحالي، بسبب الانتشار الواسع لظاهرة الإرهاب، وما يشكّل هذا الأخير من خطر محدق بالمجتمعات الإنسانية، وخصوصًا مجتمعاتنا العربية، يطال وحدتها واستقرارها الأمني والاقتصادي، والتعايش الحر والآمن بين جميع مكوناتها.
إنّ مواجهة هذا الخطر، تستلزم تعزيز التعاون والتنسيق المشترك بين الجيوش الصديقة وتبادل الخبرات العسكرية في مختلف المجالات، وصولًا إلى رفع كفاءة العناصر المكلفة مهمة مكافحة الإرهاب، خصوصًا في الأماكن الآهلة. والجيش اللبناني هو في صلب هذه المهمة، كونه يؤديها يوميًا على حدوده الشمالية والشرقية وفي ملاحقة العصابات الإرهابية المتسللة إلى الداخل.


• ما نوع القوات العسكرية اللبنانية المشاركة في التمرين، وما هي المهمات التي شاركتم فيها؟
- يشارك الجيش اللبناني في تمرين «الأسد المتأهب»، بقوام سرية تدخّل عديدها 60 عنصرًا (5 ضباط ضمنًا) وهي تقوم بتدريبات ومهمات القوات الخاصة، إلى جانب مشاركة قائد أحد أفواج التدخل على مستوى قيادة التمرين، وعقيد من عمليات القيادة على مستوى إدارة المعارك العملياتية والتخطيط، ومقدم (رئيس الفرع الثالث في الفوج) على مستوى إدارة العمليات الخاصة، ونقيب ورتيب من مديرية التوجيه، يشاركون في إدارة العلاقات العامة والتغطية الإعلامية للتمرين.
وقد شارك عناصر الجيش اللبناني في المهمات الآتية:


• على مستوى القيادة:
- إدارة الأزمات والعمليات.
- التخطيط والتخطيط العملياتي.
- إدارة عمليات القوات الخاصة.
- القيادة والسيطرة.


• على مستوى السرية:
- تحضير أمر عمليات.
- مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله وأنواعه.
- حماية أمن الحدود.
- التعامل مع السيارات المفخخة.
- تمارين حركة ونار وفك اشتباك.
- رمايات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
- مداهمات، تفتيش أبنية وقتال في الأماكن الآهلة.
- مراقبة واستطلاع وجمع معلومات.
- إسعافات أولية.
- هبوط على الحبال.


• هل هناك أي إضافة لديكم في ما يخص التمرين؟
 - نستطيع القول بكل ثقة إن جميع القوى المشاركة في التمرين من الدول الشقيقة والصديقة، قد أظهرت حرفية عالية في الأداء، سواء على مستوى المجموعات أو على مستوى الأفراد، وهنا لا بدّ من التنويه بالدور الأساسي للجيش الأردني في حسن تنظيم التمرين وإدارته التقنية والعملانية. وقد شكّل ذلك فرصة للجميع لتبادل الخبرات واكتساب المهارات التي تتميز بها القوات المسلحة الأردنية.

قطر: «الصقر الجارح» لإدارة الازمات
شاركت مجموعة من ضباط الجيش اللبناني، إضافة الى حوالى 45 عنصرًا من فوج مغاوير البحر بتمرين الصقر الجارح (4) وهو تمرين دولي مشترك في موضوع إدارة الازمات والكوارث، وقد تم تنفيذ التمرين في مدينة الدوحة في قطر- مركز الدفاع الوطني وإدارة الأزمات، بإشراف اللواء الركن (طيار) عبدالله جمعان الحمد، مساعد وزير الدولة القطرية لشؤون الدفاع. شارك في التمرين قوات برية ووحدات خاصة وضباط قياديون ومسؤولون من مختلف الوزارات 25 دولة إضافة إلى قطر ولبنان.
تضمّن التمرين معالجة 12 أزمة أو معضلة، تنوعت بين كوارث طبيعية وأحداث أمنية وعسكرية, وهجمات إرهابية، وقد تم التنفيذ خلال مرحلتين: في المرحلة الأولى (CPX) نفّذت تمارين مركز القيادة، إذ توزّع الضباط والمشاركون على مختلف خلايا المركز، (إدارة الأزمات، التنسيق الإقليمي، الاستخبارات، أسلحة الدمار الشامل وخلية الخدمات الطبية). أما المرحلة الثانية (FTX)، فكانت مرحلة التمارين للوحدات العملية، التي تتدخل عند حصول حدث ما على مستوى أزمة أو كارثة على الصعيد الوطني.
وقد سبق هذه المرحلة عرض قدمه المقدم محمد ضاهر عن فوج مغاوير البحر والمهمات التي قام بها من قتال وعمليات بحث وإنقاذ وتم عرض فيديو مفصل لهذه المهمات أثار إعجاب الحضور العربي والأجنبي.
تميّز الوفد اللبناني بالمشاركة الفعالة والمعالجات الدقيقة والإقتراحات الهامة التي تم الأخذ بها وإعتمادها كردود فعل وحلول في مختلف أنواع الأزمات ومراحلها، وكانت موضع إشادة من مدير التمرين العميد الركن جاسم أحمد محمد المهندي، والضباط القطريين.
شارك في تمرين الصقر الجارح نحو 200 ضابط و2000 رتيب وجندي من مختلف الدول المشاركة، وقد نفّذت في ختامه مناورة بالذخيرة الحية.