ثقافة وفنون

ديوان أهل القلم كرّم إيفون عبد الباقي
إعداد: ريما سليم ضوميط

كرّم “ديوان أهل القلم” في قصر الأونيسكو وزيرة التجارة والصناعة والصيد البري والتنافسية والتكامل الإقتصادي المناطقي في جمهورية الأكوادور إيفون عبد الباقي اللبنانية الأصل, بحضور ممثل رئيس الجمهورية الوزير الياس سكاف, وممثل رئيس مجلس النواب النائب عدنان عرقجي, وممثلة رئيس مجلس الوزراء النائب بهية الحريري, الى حشد كبير من الشخصيات السياسية والديبلوماسية والدينية والإعلامية.
بعد كلمة ترحيب من مقدّم الإحتفال زين صلوخ, ألقت رئيسة اللجنة المنظمة الدكتورة سلوى الخليل الأمين كلمة جاء فيها: “إلتماساً منا لتكريم النساء اللبنانيات المبدعات في عالم الإنتشار, كان اختيارنا عبد الباقي, تحية وفاء وتقدير, كونها لم تنس وطنها لبنان حين سطرت بيانها الإنتخابي, وحين رافقت كسفيرة الرئيس السابق للولايات المتحدة بيل كلينتون في الطائرة, خلال زيارة رسمية له من واشنطن الى الأكوادور, محدثة إياه طيلة الرحلة عن لبنان, وإذ به يلتفت إليها قائلاً: “أنحن ذاهبون الى لبنان أم الى الأكوادور”؟


تلاها قنصل الأكوادور في لبنان كرم ضومط الذي شدد على صفات المحتفى بها, فوصفها بالإنسانة الذكية, الطيبة والمحبة, التي تتمتع بشخصية مميزة, مؤكداً أنها من خلال هذه الصفات كسبت محبة من حولها واهتمامهم وتقديرهم.
ثم كانت كلمة لنقيب المحررين ملحم كرم جاء فيها: “إيفون عبد الباقي ظاهرة, لكنها ليست غريبة, فهي من حفدة القدامسة الذين دكّوا أسوار الجهل وبدّدوا الظلمات وزرعوا الأبجدية منائر تهدي الى المعرفة ومغازل تنسج ثوب الحضارة وسفناً تحقق التواصل والإتصال. وقد ضاق أفق لبنان بطموحها, فانطلقت تجوب ملاعبه في شتى أصقاع العالم”.
في كلمتها أشارت النائب الحريري الى أن “ما نحن في حاجة إليه الآن مع إيفون عبد الباقي وأمثالها هو أن تتشابك أيدينا وقدراتنا وخبراتنا لنخط مسيرتنا في لحظة نحن في أمس الحاجة فيها الى تجميع قوانا, والى واقعية نقول فيها ومن خلالها ما لنا وما علينا بصدق وحرية”.
بدوره تحدث النائب بطرس حرب عن “أننا شعب جدير بالحياة والكرامة, وأنه لا يجوز لنا أن نستسلم لواقعنا الحزين وكأنه القدر المحتم, ومن موقعي النضالي في سبيل التغيير والتطوير والمؤمن بدور المرأة وبوجوب القضاء على كل عناصر التمييز بينها وبين الرجل, أقف ههنا بينكم هذا المساء لأشارك في تكريم امرأة من بلادي لا يفصلني عنها اختلاف في الدين أو بعد في مسرح النضال من أجل تطوير واقع الإنسان, بل يجمعني بها الطموح المشترك في أن تؤمن مجتمعاتنا السلام والحياة الكريمة الحرة للإنسان...”.


أما الوزير طلال أرسلان فأشاد بالمحتفى بها كديبلوماسية ووزيرة وأكاديمية, وتوجه إليها قائلاً “حبذا يا إيفون لو تدرسين ضمن فريق حل النزاعات والحروب الذي انضممت إليه منذ العام 1993, كيف ستقتنع إسرائيل بمقولة الأرض في مقابل السلام, وكيف سترتدع عن بناء المستوطنات في المقدسات المسيحية والإسلامية في فلسطين, وكيف ستتخلى عن مشاريعها في تهديد المسجد الأقصى وكيف ستكف عن التلاعب بأمن لبنان, وكيف ستتوقف عن توظيف اللوبي الصهيوني لتهديد سوريا ولبنان...”.


وتحدث ممثل فخامة رئيس الجمهورية الوزير سكاف, فأكد أنه من ثوابت المعجزة اللبنانية تلك القدرة الفائقة التي تحلّى بها اللبنانيون في العالم, سفراء لبلادهم في مجالات الخلق والإبداع, ومنارات نيّرات في حقول الفنون والآداب والعلوم والتكنولوجيا المختلفة, وفي القطاعات العامة والخاصة, يضيفون أرصدة مشرفة الى تاريخ الوطن الأم, ولا يبخلون بشيء في نصرة الأوطان التي استضافتهم فكانوا لها خير أوفياء.
وألقى كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية ممثله السفير عبد الرحمن الصلح الذي أشار الى “دقة خطورة المرحلة التي يعيشها العالم العربي”, مؤكداً أنه على الأمم المتحدة أن تستعيد دورها, وكذلك المجتمع الدولي في حفظ الأمن والسلام العالميين والحفاظ على التراث الفكري والثقافي للشعوب عامة.


وأشار الرئيس الحص بدوره الى أن “إيفون شاهد حي على ظاهرتين: الأولى هي الطاقات التي تتمتع بها المرأة اللبنانية والعربية إذا ما أتيحت لها فرصة الألق والتفوق والفلاح. والظاهرة الثانية هي الطاقة الهائلة التي يختزنها الإغتراب اللبناني. فمع أن المجال المفتوح في لبنان أمام المرأة أضحى رحباً, إلا أن بعض الأعراف والتقاليد وكذلك القيود الطائفية والمذهبية والعشائرية ما زالت تحد من تفجير طاقات نصف المجتمع الذي يتجسد في المرأة. لقد وصلت المرأة في لبنان الى أرفع المناصب الإدارية والى النيابة, إلا أن المرأة لم تحرز بعد نصيبها العادل من المناصب الإدارية”.


وبعدما تسلمت المحتفى بها وسام الإستحقاق المذهب الذي خصّها به فخامة رئيس الجمهورية ودرع جامعة الدول العربية, ألقت كلمة شكر جاء فيها: “إني لفخورة بأن تكون جذوري المباشرة تنتمي الى هذه الأرض الطيبة التي فطرت الحرف وأهدته الى العالم ففتحت أمامه أفق الحضارة بالإتصال والتعارف, ولم تتوقف في الإبداع فوهبته رسلاً وأنبياء للرشد والهداية”.
وأبدت عبد الباقي إعجابها بما شاهدت من أشغال عظيمة غيّرت وجه الدمار والخراب الذي عاشته في أثناء الحرب والمحنة اللبنانية, مؤكدة أن هذا العمل وما هو منتظر من الخطط التنموية التي تقوم بها الدولة اللبنانية ومثابرة المواطن اللبناني وصبره وتضحياته, تبشر بمستقبل واعد للبنان العزيز.