مبدعون من بلادي

أبحاثه ومعادلاته في مجال سلامة الطيران المدني معتمدة عالمياً

الابداع اللبناني يسطع نجمه في المجالات الفنية والاقتصادية والعلمية كافة، ويوماً بعد يوم تتكشف لنا أهمية مساهمة اللبنانيين في مجالات مختلفة. في هذه المحطة نتوقف مع مبدع جديد ابتكر معادلات لسلامة الطيران المدني باتت معتمدة عالمياً، وحقق في مجاله العديد من الانجازات المهمة.

بطاقة هوية

منحه مجلس السوفيات الأعلى براءة اكتشافاته في أبحاثه التسعة ومعادلاته الجديدة التي أدرجت في كتب جامعية، وسجّلت في جامعة كييف تحت عنوان «تحسين وسائل الاستثمار الفني وتطوير فعالية أجهزة الطيران المستخدمة في شركة طيران الشرق الأوسط (MEA)».
قدّم أطروحته الأولى في جامعة أميركا الوطنية عن موضوع تطوير جهاز الملاحة الجوية البعيدة المدى، حيث تفقّد الرادارات الأرضية، صلة الوصل لمتابعة المعلومات عن الطائرات المتواجدة في أجواء المحيطات البعيدة عن اليابسة. وتمكن من خلال تطوير هذا الجهاز من الربط بين المعلومات التي ترسلها الطائرة (عبر الأقمار الصناعية) وبين أبراج المراقبة، لتأمين سلامة الرحلات البعيدة المدى خلال وجود هذه الطائرات فوق المحيطات (حيث كانت تنقطع المراقبة الجوية لساعات طويلة).
إنه المواطن الجنوبي من بلدة كفرصير (1947) الباحث الدكتور المهندس خليل ضحوي، أول مرشح لبناني عربي لنيل الميدالية الذهبية لمنظمة الطيران العالمي (ايكاو) عن منطقة الشرق الأوسط. وقد أتى هذا الترشيح على خلفية أبحاثه في خدمة سلامة الطيران العالمي، أما الهيئات التي رشحته فهي تسع وتضم شركات طيران وجامعات عالمية ومحلية وهي: إدارة الخطوط الجوية البريطانية، الخطوط الجوية الفرنسية، رئاسة مجلس طيران الشرق الأوسط، مديرية الطيران المدني اللبناني، الجامعة الأميركية في بيروت، الجامعة اللبنانية في بيروت وجامعة الطيران العالمية في أوكرانيا و«برات اند ويتني» (PRATT AND WHITNEY) التي تصنع محركات الطائرات في أميركا وكندا.
كما رشحته أيضاً هذه الهيئات لمركز أمين عام منظمة الطيران العالمي الـ«ايكاو» التابعة للأمم المتحدة في مونتريال (كندا).
حاز الباحث الدكتور خليل ضحوي على شهادتي دكتوراه في هندسة الطيران، الأولى من جامعة أميركا الوطنية في الولايات المتحدة الأميركية، والثانية من جامعة كييف الدولية لهندسة الطريان في أوكرانيا. وهو أول من يحمل هاتين الشهادتين من أميركا والاتحاد السوفياتي. أبحاثه تتمحور حول هندسة واستثمار أجهزة الطيران الالكترونية التي تخدم تطور الطيران العالمي، وأمانة وصيانة أجهزة الطائرات، وبالتالي سلامة الرحلات الجوية والمسافرين على متنها.

الأبحاث التسعة لسلامة الطيران

للدكتور المهندس خليل ضحوي تسعة أبحاث متكاملة مع بعضها، ولكل منها جانب اقتصادي - فني مشترك.
هذه الابحاث وجدت من يتبناها من الجامعات وقد ناقشها 16 عالماً سوفياتياً وحصلت على براءة وتوقيع مجلس العلماء باعتبارها أبحاثاً تطرح معادلات رياضية للمرة الأولى. وقد سجّلت باسم الدكتور ضحوي، وسحب عنها ميكروفيلم، وأرسل إلى مجلس العلماء في موسكو ونسخة إلى منظمة الـ«ايكاو» على أنها نظام جديد يطرح للمرة الأولى في العالم، عبر نظريات يمكن تطبيقها للحصول على نتائج قيمة لتحسين فعالية الأجهزة وسلامة الطيران.
وقد تبنت هذه الأبحاث منظمة الطيران العالمي (ICAO) وأصبحت اليوم معتمدة في جميع مطارات وشركات الطيران في العالم.
وتتمحور هذه الأبحاث حول تخفيف احتمالات التصادم بين طائرتين من خلال تقييم الاجهزة الالكترونية على الطائرة والتجهيزات الأرضية للملاحة، وفعاليتها في تخفيف احتمالات التصادم، وقد أصبح بالإمكان معرفة المسافة المطلوبة لطائرتين تطيران على خطوط متوازية. ساهم هذا البحث إلى حد كبير في حل مشكلة الطيران فوق المحيطات، بحيث تطير الطائرة لعدة ساعات بدون رادار أرضي يحدد موقعها الجغرافي لترشيد مسارها.
بحث آخر لضحوي كان موضع اهتمام منظمة دولية ثانية تعنى بصيانة الطائرات هي «تكنيكال بول أياتا» (TECHNICAL POOL IATA) ويعالج البحث تنظيم مخزن الأجهزة الالكترونية لجهة عدد الأجهزة المطلوبة وعدد الموظفين، وتحليل سير عمل هذا المخزن فنياً بالنسبة إلى شركة طيران الشرق الأوسط، مع معادلات رياضية سجلت لأول مرة... يمكن اعتمادها في كافة شركات الطيران في العالم.
وضمن الأبحاث أيضاً، بحث يتضمن مبدأ تنظيم الخدمة الفنية وصيانة أجهزة الطيران. وهذه المعادلات تسمح بالمقارنة بين أنواع الصيانة واختيار الأنسب حسب المعادلات.
أيضاً عالج الدكتور ضحوي نسبة الأمان التي توفرها الأجهزة ومدى انعكاسها على الرحلات، وفي هذا الإطار قام بدراسة شاملة للأمان الذي توفره الأجهزة المستعملة منذ الاقلاع وحتى الهبوط، والمقصود هنا كل الأجهزة الموجودة داخل الطائرة أو التجهيزات الأرضية للملاحة الجوية.
وللدكتور ضحوي معادلات تسمح بالحصول على الأنسب في ما يتعلق بتكلفة الأجهزة الالكترونية الموجودة بالشركة بسعر متوسط، وهي دراسة فنية ذات مردود اقتصادي. إلى بحث حول فعالية الأجهزة الالكترونية واللاسلكية في حال استخدامها بشكل مشترك (الطيران المدني ومؤسسات أخرى كالجيش أو وزارة الدفاع). فالمطارات المدنية لديها راداراتاه وللجيش في كل بلد راداراته، ولو وجد التعاون لأمكن تخفيض كلفة هذه الرادارات التي أوجد معادلة جديدة للربط بين معلوماتها.

مدرّب في لبنان

الدكتور خليل ضحوي أستاذ متعاقد حالياً مع الجامعة اللبنانية - كلية الهندسة، يدرّس مواد الاتصالات عبر الأقمار الصناعية والرادار والتلفزة العادية والرقمية وإدارة مشاريع التخرّج. كما انه عضو في المنظمة الأوروبية للتدريب على صيانة الطائرات (EATM) منذ العام 1990، وأمين سر رابطة الاتصالات والمعلوماتية في نقابة المهندسين وكذلك مدير مسؤول ورئيس تحرير مجلة «تقنيات لاتا» التي تصدر بثلاث لغات وتوزع في لبنان والخارج مجاناً. ولقد تدرّب على يديه عدد كبير من فنيي الطيران في لبنان والخارج. يتلقى حالياً عروضاً من الخارج، منها مصانع طيران في كندا وشركات في الخليج وغيرها، إلا أنه يفضل العيش في البلد الأحب الى قلبه، ومنحه كل كفاءته وقدرته وخبرته...
ويؤكد الدكتور ضحوي، أن الأبحاث العلمية اللبنانية المستمرة سنوياً، هي بمثابة اختراعات علمية جديدة. ولكن غياب وسائل التكنولوجيا والمصانع والإنتاج في لبنان، تحول دون نشر هذه الأبحاث، وتشجع الشباب والأدمغة اللبنانية على الهجرة إلى كافة أصقاع المعمورة.