قواعد التغذية

ذَهَب الكروم وطعام الآلهة
إعداد: ماري الحصري

العنب منجم من الفوائد الغذائية

ذَهَبُ الكروم وطعام الالهة... إنه العنب الذي استهلكته الشعوب منذ أقدم العصور واعتبرته من المقدسات. فكان عند اليونانيين هبة من الإله ديونيوس للبشر، وعند الألمان من الزراعات المقدسة، فأطلقوا عليه لقب «ملك الفاكهة». كما عرفت الشعوب القديمة سُبُل استخراج النبيذ منه، بحيث اعتمدته ركناً أساسياً في مآدب الطعام والولائم، بعد أن أدركت فوائده الجمة. فتناول عنقود عنب أو كأس صغيرة من النبيذ الأحمر يومياً، يحافظ على صحة القلب والشرايين، ويساهم في الحفاظ على القوام الرشيق. والعنب متعدّد الأنواع، فمنه الأسود والأبيض والأحمر. ومن أسمائه «التفيفيحي» و«العبيدي» و«المقسيسي» و«أصابع العروس» و«البيتموني» وغيرها، التي تحوي جميعها مواداً مفيدة للجسم وڤيتامينات ضرورية للصحة، ما يجعله منجماً للفوائد الصحية.

 

تركيبات العنب
يعتبر العنب ثمرة النشاط والحيوية، فهو غني بالغلوكوز (Glucose) والفروكتوز (Fructose) والسكر الطبيعي، ما يمنح الجسم نسبة 72 سعرة حرارية لكل 100 غرام منه. وهو يعدّ أحد أكثر الفاكهة الغنية بالسكريات (Glucide)، إذ يحوي ما بين 15 و20 غراماً منها لكل 10 غرام، وفقاً لدرجة نضوج حبة العنب. بالاضافة الى أنه يشكّل أحد أهم مصادر الحديد الذي يحتاج اليه الجسم لتجديد خلايا الدم.
انطلاقاً من مردوده الإيجابي على الصحة ودوره الفعّال في بناء الجسم وتقويته والوقاية من أمراض كثيرة، يُنصح به للأطفال والمراهقين والرياضيين ذوي الاحتياجات الحيوية المرتفعة.  ولكن، في المقابل، يُستحسن تجنّبه من قبل المصابين بداء السكري.
يحتوي العنب على نسبة 80٪ من الماء، وعلى 250 ملغ من البوتاسيوم و20 ملغ من الكالسيوم، و20 ملغ من الصوديوم لكل 100 غرام، ونسبة ضئيلة من الماغنيزيوم. كما أنه غني بالڤيتامينات B وC الضروريين لوظائف الجسم العصبية والعضلية. ولكن، عندما يتمّ تجفيفه وتحويله الى زبيب، فإنه يفقد الڤيتامين C.

 

فوائد العنب الصحية
يشتهر العنب باحتوائه على نوع فعّال من مضادات التأكسد، وهو حامض الكربوليك المتعدّد الأجناس، بحدود 100 ملغ لكل 100 غرام، وهي الكمية نفسها المتوافرة في كأس من النبيذ الأحمر. وتضم قشرة العنب ما يقارب 60٪ من أنواع هذه المضادات، في حين يحوي جذع العنقود 40٪ منها. أما أصناف حامض الكربوليك فهي موجودة في لبّ العنب وقشرته، لذا ينصح بتناول الحبة من دون نزع قشرتها. من هنا، نجد أن العنب مفيد من القشرة الى البذرة... فالقشرة تنظّف الأمعاء وتنقّي الدم من الحوامض والدهنيات والسموم، ويستعمل بزره في صناعة الزيت، وعصيره غني بالحديد والكالسيوم الأساسيين في تنشيط الكبد وتكوين العظام والأسنان.
وفوائد حامض الكربوليك الصحية عديدة، فهو يساعد على تفادي الأمراض القلبية، ويخفّض نسبة الكوليسترول، ويحدّ من إمكان تصلّب الشرايين، ويزيد من صلابة الأوعية الدموية. كما أن دوره مهم جداً في الوقاية من السرطان، خصوصاً سرطان الرئة والكلى، وله تأثيرات كبيرة على اضطرابات فترة انقطاع الدورة الشهرية عند النساء.

 

رمز النضارة
يمتدّ موسم العنب من شهر آب حتى شهر تشرين الثاني، ويحين موعد قطافه في فصل الخريف.
أمّا بعد انتهاء الموسم، فيتمّ استيراده من بلدان عديدة، كإسبانيا وتشيلي وأفريقيا الجنوبية. يفضّل اختيار العنقود ذي الجذع الأخضر الطري الذي يحمل حبّات جامدة متناسقة الألوان ومغطاة بالحَبَب (وهي مادة لزجة كالغبار تكون على وجه الثمار، وتعتبر رمزاً للنضارة).
يُحفظ العنب، بعد القطاف، في البراد لمدة خمسة أيام، داخل كيس ورقي أو بلاستيك للحفاظ عليه صالحاً للأكل، ويُستحسن إخراجه من البراد قبل ساعة من تناوله.

ينصح الإختصاصيون باستهلاك العنب باعتدال، في الحالات الآتية:
- إذا كنت تعاني الحساسية تجاه ملح الحامض الصفصافي (Salicylates) (المتوافر أيضاً في الأسبيرين) لأن العنب يحوي كمية كبيرة منه.
- إذا كانت أمعاؤك شديدة الحساسية، فإن بذرة العنب قد تكون مزعجة لها.
- إذا كنت تعاني داء السكري، لأن في العنب نسبة عالية من السكر.