زيارة

رئيس الجمهورية: الجيش اللبناني جيش الوطن ولم يكن يومًا جيشًا للنظام

زار الجنوب يرافقه قائد الجيش

 

قال رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، إن الجيش البناني لم يكن يومًا جيشًا للنظام، بل كان جيشًا للوطن والمواطن، حمى الديمقراطية والحريات، مشدّدًا على أن عليه بالدرجة الأولى متابعة المهمات التي يقوم بها إذ إنه الوحيد الذي ترتكز عليه حماية الوطن وسيادته.
كلام الرئيس سليمان جاء خلال زيارته مقر قيادة قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان وقيادة قطاع جنوب الليطاني، برفقة قائد الجيش العماد جان قهوجي.

 

وقائع الزيارة
في البداية توجّه رئيس الجمهورية إلى مقر قيادة قوات الأمم المتحدة في الناقورة حيث كان في استقباله بالإضافة إلى قائدها الجنرال باولو سييرّا، قائد الجيش العماد جان قهوجي.
بعد مراسم التكريم إستعرض الرئيس سليمان القوى، ثم عُقد في مكتب الجنرال سييرّا إجتماع موسّع.
من الناقورة، انتقل رئيس الجمهورية إلى قيادة قطاع جنوب الليطاني حيث كان في استقباله قائد الجيش. وهناك ألقى كلمة في حضور كبار ضباط القطاع وقادة القوى المنتشرة في الجنوب.

 

كلمة الرئيس سليمان
إستهل الرئيس سليمان كلمته بالقول، «إن هدف الزيارة هو تمني سنة طيبة للعسكريين، وتقديم الدعم المناسب لعملكم الذي قمتم به خلال السنة الماضية وللمهمات الكبيرة التي تنتظركم في السنة الحالية».
وقال: «لقد تحدثت إليكم العام الفائت عن ثلاثة مرتكزات أساسية للبنان وحمايته هي: الجيش اللبناني، النظام الديمقراطي الذي نتمتع به، والنظام المالي الذي نتميّز به. إنّ هذه المرتكزات تبقى عينها لا بل تتعزّز أهميتها».

 

الديمقراطية الميثاقية
الرئيس سليمان استطرد قائلًا:
«لجهة الديمقراطية، إننا مدعوون لتطبيق الديمقراطية الميثاقية التي يتمتع بها لبنان والتي نصّ عليها الدستور وقد رعت حياتنا اللبنانية منذ الإستقلال وما قبله، وأسميناها دائمًا ميثاق العيش المشترك. وعندما فكرنا بتغيير قانون انتخاب العام 1960، فإننا فعلنا ذلك لأنّه أدى إلى فرز بين الطوائف وتكوين كتل سياسية تابعة للمذاهب وأحادية في أكثرية المذاهب، وكان هدفنا الذهاب باتجاه قانون أفضل يشبه الديمقراطية التعددية التي نتميّز بها...
أما البعد الآخر المطلوب منا في هذه الديمقراطية فيكمن في تحسين ممارستها. ففي الوقت الذي تتحول فيه الدول العربية إلى أنظمة ديمقراطية، علينا ممارسة هذه الديمقراطية بشكل صحيح، من خلال إيجاد قانون إنتخابي جيد يمثل الروح الميثاقية اللبنانية ويحرر السياسة عبر جعل الكتل السياسية والأحزاب تعتمد سياسة ترتكز إلى مصلحة لبنان فقط...».
وأضاف قائلًا:
«أتمنى أن تستقر هذه الديمقراطية في الدول العربية بشكل جيد، إلا أنه ما لم تنشأ الديمقراطية في فلسطين وتتحقق العدالة للشعب الفلسطيني لجهة حقه في إقامة دولته واستعادة هويته، فإنّ الديمقراطية لن تستقر في المحيط العربي...».

 

الوضع في سوريا
في ما يتعلق بالأوضاع الإقليمية، أوضح فخامة الرئيس أنّ «البعد الثالث في الديمقراطية هو الوضع في سوريا، ولقد قلنا منذ البداية إننا نتمنى الديمقراطية لسوريا، واليوم لا نزال نتمنى ذهاب السوريين إلى الحوار والجلوس معًا إلى طاولة واحدة، لأنّ الوطن يستحق أن يضحي كل فرد منه ويتنازل من أجل الآخر وليس للعدو أو لدولة أخرى.
إنّ بقاء سوريا موحّدة وقوية أمر يستحقّ أن يدفع السوريين إلى الإتفاق على النظام الديمقراطي الذي يرونه مناسبًا لهم. وعلى الدول التي تريد مساعدة الديمقراطية في العالم أن تسعى وتضغط وتجتهد لجمع السوريين حول مشروع سياسي ترعاه الأمم المتحدة. هذا هو موقفنا الذي يقوم ايضًا على رفض أي تدخل خارجي في سوريا وبالطبع أي تدخل للبنان في القتال هناك...».
وإذ اعتبر فخامة الرئيس أن موضوع النازحين هو انساني بحت، قال، «إننا نستقبل النازحين لأنّ الشعب السوري إستقبلنا خلال الأزمات التي مررنا بها بصرف النظر عن هويتنا، وقد استقبلنا آنذاك الفريقان المتصارعان اليوم. ولذلك نستقبل جميع السوريين، لكن من المؤكد أنه على الرغم من التزامنا الشرعية الدولية فلن نردّ أي جائع أو خائف أو مضطهد، إلاّ أنه يجب ضبط هذه العملية بشكل يحمي لبنان وسوريا مستقبلًا والنازحين أنفسهم، وقدراتنا المالية ليست كافية في هذا المجال...».

 

مستقبل لبنان واعد
في ما يخص النظام المالي اللبناني، قال  الرئيس سليمان إنه احد المرتكزات التي حمت لبنان في ظل الأزمات اللبنانية بقدر كبير، على الرغم من الركود الاقتصادي الذي بدأ العام الفائت.
واضاف:
«إن المستقبل واعد للبنان، أولًا لجهة الديمقراطية الموعودة والمنتظرة والتي ستنعكس خيرًا علينا، وثانيًا، لجهة موضوع استخراج الغاز والنفط وقد بدأت الخطوات التنفيذية المباشرة له عبر تشكيل هيئة ادارة النفط وصدور بعض المراسيم. هناك خطوات أخرى قريبة لاستخراج هذه الثروة ليس لإيفاء الديون بل لتكون ثروة للأجيال القادمة. عندما ستبدأ رحلة التنقيب عن النفط ستتحسن الاستثمارات في لبنان وتتعزز صدقية الاقتصاد اللبناني على المستوى العالمي، وتزداد فرص العمل للشباب اللبناني.
إن هذا النفط يحتاج إلى حماية واستراتيجية للدفاع عنه، وقد وضعنا استراتيجية وطلبنا من الجيش إعداد استراتيجية للدفاع عن البحر والبر والجو، إلا أن هذه الاستراتيجية تتطلب عتادًا وتسلحًا، وقد أقرينا برنامج تسليح للجيش لمدة خمس سنوات.
لكن، حتى تأمين ذلك وبغية تعزيز الجيش بالأسلحة والعتاد الكافيين لتنفيذ هذه الاستراتيجية، يمكننا الاستفادة من سلاح المقاومة وفق حاجة الجيش ووفق آلية قرار نتفق عليها في هيئة الحوار».

 

حماية الوطن ترتكز على الجيش
فخامة الرئيس تابع حديثه قائلًا:
«المرتكز الثالث والمهم هو الجيش الذي يتمثّل دوره في حماية الأرض وهو الوحيد الذي ترتكز عليه حماية الوطن وسيادته، إلى جانب اليونيفيل التي نقدّر دورها بشكل كبير، ونطلب أن تبقوا دائمًا إلى جانبهم لأن الخدمة التي يؤدونها ليست فقط للبنان إنما من أجل السلم العالمي...».
وأكد أن «الجيش اللبناني أثبت أنه جيش الوطن والمواطن... ولم يكن جيشًا للنظام يومًا بل كان جيشًا للوطن والمواطن وحمى الديمقراطية والحريات...».
وإذ نوّه بالمهمات التي نفّذها الجيش قال: «الجيش اللبناني يتمتع بقيم حضارية وإنسانية دافع عنها وأهمها الديمقراطية وحماية الحريات العامة والدفاع عن حقوق الإنسان ونبذ التعصب ومحاربة الإرهاب. وبموازاة ذلك، فهو يلتزم بشكل تام ودقيق، قرار السلطة السياسية ويسير على هذا النهج منذ تأسيسه».
وختم رئيس الجمهورية بالإشارة إلى المهمات الكبيرة التي تنتظر الجيش في السنة الجديدة، خاتمًا كلمته بالقول:
«أشد على أيديكم وأتكل عليكم كما يتكل عليكم الوطن، وكل عام وأنتم بخير».